أكدت مصر ان الزيارة الرسمية التي قام بها إلى بكين قبل أيام، رئيسها محمد مرسي، على رأس وفد حكومي، تمثّل انطلاقة جديدة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وإحداث نقلة في التعاون الاستثماري بين البلدين، كما تعكس اهتماماً من جانب القيادة المصرية الجديدة بالانفتاح على العالم والاهتمام بالشقين الاقتصادي والتجاري وجذب الاستثمارات وتنشيط السياحة. وأعلن وزير الاستثمار المصري أسامة صالح ان الاتفاقات الاستثمارية الموقعة أثناء الزيارة تخطت قيمتها خمسة بلايين دولار، وتركزت على مجالات نقل التكنولوجيا، والبتروكيماويات والطاقة الجديدة والمتجددة، والنسيج، والأدوية، والكهرباء، والسيارات، وتحلية المياه، إلى جانب استكمال"مشروع شمال غربي السويس"لإقامة مناطق صناعية فيها صناعات مشتركة للجانبين، تؤمّن 40 ألف فرصة عمل جديدة. وأشار صالح إلى ان الاستثمارات الصينية في مصر شهدت تطوراً متنامياً خلال السنوات الأخيرة، فبلغت المساهمات الصينية في رؤوس الأموال المصّدرة ل 1133 شركة مصرية نصف بليون دولار، تشمل نشاطاتها معظم المحافظات المصرية، وتتركز في قطاعات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأعلن صالح ان الجانب الصيني أبدى استعداده للمشاركة في مشروع"شرق التفريعة"، الذي يتضمن إنشاء مدينة تؤمّن نصف مليون فرصة عمل للمواطنين، كما أبدى استعداده للمشاركة في إنشاء طريق الصعيد - البحر الأحمر. وأضاف ان مفاوضات أُجريت خلال الزيارة مع"صندوق التنمية الصيني - الأفريقي"، الذي سيستثمر 10 بلايين دولار في إفريقيا، لاستضافة مكتب تمثيل له في مصر. وأبدى الصندوق استعداده للتمويل والمساهمة في مشاريع جديدة تطرحها مصر، بما في ذلك الصناعات المغذية لصناعة السيارات، في سبيل المشاركة في دعم الاقتصاد المصري، وفق الوزير. شمال غربي السويس وأكد صالح ان منطقة شمال غربي خليج السويس ستشهد توسعاً ضخماً في الاستثمارات الصينية في المنطقة خلال الفترة المقبلة، بعدما أثمرت المفاوضات اتفاقاً على قيام وفد صيني بزيارة القاهرة الأسبوع المقبل للبدء في إعداد العقد النهائي الخاص بمشروع شركة"إيجيبت تيدا"، المسؤولة عن تنفيذ أعمال البنية الأساسية للمنطقة الاقتصادية شمال غربي خليج السويس وتسويقها للمؤسسات المالية، وتضخ بموجبه شركة"تيدا"الصينية 1.5 بليون دولار استثمارات لإنشاء 150 مصنعاً، ستوجد 40 ألف فرصة عمل. وأكد صالح اهتمام المستثمرين الصينيين بكثير من المشاريع المستعرضة خلال الزيارة، من بينها مشروع وادي السليكون في منطقة الظهير الصحراوي، شرقي الإسماعيلية، الذي يتكون من 10 مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية لإنتاج طاقة كهربائية تبلغ 650 ميغاوات، كما يشمل المشروع مركزاً للبحوث ومصنعاً لإنتاج شرائح الطاقة، إضافة إلى مصنع آخر لتنقية السيليكا والكوارتز، بدرجة نقاء 99 في المئة. ويشمل المشروع مصنعاً لإنتاج كابلات الألياف الضوئية وآخر لمكونات دوائر الاتصال، على مساحة 50 فداناً في منطقة وادي السليكون في الإسماعيلية. ولفت الوزير إلى ان الصادرات المصرية إلى الصين زادت إلى 1.5 بليون دولار خلال العام الماضي، وبلغ حجم التجارة البينية 8.8 بليون، والعجز في الميزان التجاري بينهما 5.8 بليون دولار لمصلحة الصين. وأشار إلى ان الاستثمارات الصينية الخارجية تبلغ 60 بليون دولار، منها أقل من نصف بليون استثمارات في مصر. وأوضح ان على مصر السعي إلى زيادة نصيبها من البرنامج الصيني الذي يستهدف إفريقيا، إذ تحتل الصين المرتبة 25 بين الدول المستثمرة في مصر، وهي مرتبة متدنية.