نظمت الجمعية الدولية للنقد الأدبي في مدينة مكناس المغربية ندوة دولية عن الناقد والمفكر الفرنسي رولان بارت 1915-1980، بهدف إعادة العلاقة الفكرية والأكاديمية والوجدانية التي ربطت الناقد الفرنسي بالمغرب الذي قضى به سنتين وفق عقد للتدريس في جامعة محمد الخامس في الرباط. لكن بارت نقله الشوق إلى مدن اخرى كالجديدة وأصيلا وفاس والدار البيضاء وطنجة ومراكش وأغادير. لذلك لم يكن اعتباطاً أن تختار الجمعية الدولية للنقد الادبي التي يرأسها دانييل لوريس، وهي جمعية أسسها عام 1969 نقاد وكتاب فرنسيون وعالميون. وأشار رئيس الجمعية، مبرراً اختيار المغرب لاستعادة بارت، أنه عاش حياة واسعة وعميقة في هذا البلد الجميل، سواء على المستوى الجامعي أو الانساني. وربطته صداقات عدة بكتاب ومفكرين وشعراء مغاربة كان بارت شديد الاعتزاز والاهتمام بها، وهو ما حكى عنه في الكثير من كتبه ومقالاته وحواراته. بل إن هناك من الطلاب وقتذاك ما زالوا يتذكرون تفاصيل محاضراته في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي درس بها بين سنتي 1969 و1970. وعلى رغم أن الموضوع الأساسي والمركزي للندوة كان العلاقة الثقافية لرولان بارت بالمغرب، إلا أن باحثين تناولوا المساهمة العميقة لبارت في النقد الأدبي والفني واللسانيات والسيميولوجيا والفلسفة. وذلك ما جعل الندوة حدثاً فكرياً موسعاً تناول إسهامات المحتفى به من الجوانب الأدبية والفلسفية والفنية، لما لهذه الحقول من ارتباطات وثيقة في ذهن بارت. ومن زاوية ارتباط بارت بمجموعة من الوجوه الفكرية المغربية يلفت مسار بارت الفكري الى علاقته بالمفكر المغربي عبدالكبير الخطيبي، الذي ارتبط معه في مجال الصورة والفن. واشتركا معاً في تفكيك الرموز الفنية المغربية. وهو تفكيك قام بتوجيهه مفهوما"اللذة"و"المكان". وقد تأسست علاقة فكرية عميقة بين بارت والمكان بمعايير عاطفية ووجودية. ورسمت الكتابة تلك العلاقة على أحسن وجه. وتلك كلها مفاهيم وتصورات ساعدته على مقاربة - ومعالجة - نصوص الأدب والفن انطلاقاً من مبدأ اللذة.