توفي ليل الاثنين - الثلثاء رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي حكم البلاد لعقدين بقبضة من حديد وكان أحد أهم القادة الأفارقة، وحصلت الوفاة في مستشفى في الخارج كما أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس. وسيتولى نائب رئيس الوزراء رئاسة الحكومة بالوكالة في هذا البلد المتحالف مع الولاياتالمتحدة في مكافحة التطرف الإسلامي في منطقة القرن الأفريقي المضطربة. وقال الناطق باسم الحكومة الإثيوبية بركات سايمن إن"رئيس الوزراء ملس زيناوي توفي قرابة منتصف ليل الاثنين"، موضحاً أنه كان"في الخارج"من دون أن يضيف أي تفاصيل. ولم يظهر رئيس الوزراء 57 سنة علناً منذ حزيران يونيو الماضي، وسرت إشاعات عدة عن وضعه الصحي. وفي تموز يوليو الماضي، ذكرت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل أن زيناوي أدخل إلى المستشفى في العاصمة البلجيكية وأنه كان في حال صحية حرجة. وأضاف بركات أن زيناوي"كان يتعافى جيداً لكن فجأة حصل شيء ما ونقل على أثره إلى وحدة العناية الفائقة حيث لم يتمكنوا من إنعاشه". ولم يعط الناطق تفاصيل حول المرض الذي كان يعاني منه زيناوي. وأشار الناطق إلى أن رئيس الوزراء الراحل كان يعاني من مشاكل صحية"منذ سنة". وأضاف:"لكن أفضل ما حدث له هو أنه لم يعتبر يوماً أنه مريض وكان مستعداً للعمل كل الوقت وكل الأيام وكل الليالي". وأوضح أن نائب رئيس الحكومة الإثيوبي هايليمريام ديسيلين سيتولى رئاسة الوزراء بالوكالة. وتابع أنه"بموجب الدستور الإثيوبي سيتوجه نائب رئيس الوزراء إلى البرلمان ليؤدي القسم"، مؤكداً أن الحكومة تعمل على دعوة البرلمان إلى الانعقاد"في أسرع وقت ممكن". وشدد على أن"كل الأمور مستقرة". وحاولت الحكومة الإثيوبية في الأسابيع الأخيرة إشاعة الاطمئنان في شأن الوضع الصحي لرئيس الوزراء. ومنذ الحديث عن إدخال زيناوي المستشفى، سادت شكوك في الحال الصحية للرجل الذي يقود ثاني أكبر دولة في أفريقيا جنوب الصحراء لجهة عدد السكان. ولم يعلن موعد الجنازة بعد. وقال بركات إن"إجراءات التشييع ستجري وفق خطة أعدتها لجنة تعمل على هذه القضية"، موضحاً أن إثيوبيا ستكون في حالة"حداد وطني"حتى تنظيم الجنازة"تكريماً لرئيس الوزراء". وحكم زيناوي إثيوبيا بقبضة من حديد منذ 1991. وهو وصل إلى الحكم على رأس مجموعة مسلحة تمكنت من إسقاط نظام الديكتاتور منغيستو هايلي مريام. وانضم الرجل إلى النادي المغلق للقادة الأفارقة الذين يحكمون منذ أكثر من عقدين إثر فوزه الساحق في انتخابات 2010 حين نال 99 في المئة من الأصوات. وكان بشخصه يجسد كل السلطة في بلده الذي حوله إلى حليف رئيسي للولايات المتحدة في حملة مكافحة التطرف في القرن الأفريقي. عواقب وفي تموز، حين سرت أنباء عن دخول زيناوي المستشفى في بروكسيل، قال مصدر ديبلوماسي إن رحيله قد يؤدي إلى عواقب خطيرة في هذه المنطقة غير المستقرة. وقال المصدر إن زيناوي"فرض سلطته على الدول المجاورة وكان يشكل قطب استقرار بين السودان وإريتريا والصومال". ونعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، مؤكداً أنه كان"قائداً قوياً ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الأفريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصاً في القرن الأفريقي". وأكد أن جنوب أفريقيا"واثقة من أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايليمريام ديسيلين الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الإثيوبي، سيواصل العمل للإبقاء على الاستقرار والسلام في المنطقة ليحمي بذلك إرث سلفه". وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو أن زيناوي كان"زعيماً أفريقياً محترماً برهن على التزام شخصي كبير لسنوات عدة لتحسين حياة الإثيوبيين وكل شعوب أفريقيا". وشهدت ولايات زيناوي خصوصاً حرباً حدودية دامية مع إريتريا المجاورة بين 1998 و2000 وتدخلين عسكريين في الصومال، الأول في نهاية 2006 وحتى مطلع 2009 والثاني منذ نهاية 2011 ضد المتمردين الإسلاميين من حركة الشباب.