مَن منا لا يهفو إلى بشرة شابة نضرة ومشرقة خالية من البثور والشوائب؟ ومن منا لا يسعى إلى وجه جميل وجلد ناعم الملمس بطلّة جذّابة؟ تبدأ الخطوة الأولى للوقاية من مشاكل الجلد، خصوصاً بشرة الوجه، بإيلاء انتباه خاص إلى النظام الغذائي اليومي. ما يأكله الفم ينعكس على الجلد، خصوصاً بشرة الوجه. مثلاً، يساهم تناول الخضر والفاكهة والحبوب الكاملة والمواد المحتوية على البروتينات، في الحصول على بشرة سليمة. ومن المستطاع الحفاظ على صحة الجلد وشبابه عبر تناول أطعمة غنية بفيتاميني"سي"و"إي"، إضافة إلى تخفيض الدهون المضرة والمواد النشوية الاصطناعية، خصوصاً ال"تشيبس"بأنواعه كافة. وأكدت البحوث الحديثة عن البشرة، أهمية تناول أغذية غنية بهذين الفيتامينين، لأنهما يساعدان على مقاومة التأكسّد بالجذور الحُرّة"فري راديكالز" Free Radicals التي تُعجّل في شيخوخة الجلد، إضافة الى مساهمتهما في محاربة الآثار السلبية لأشعة الشمس والتلوّث والدخان وغيرها. ومن المستطاع الحصول على فيتامين"سي"في الحمضيات والفراولة والتوت، إضافة إلى القرنبيط والبروكولي والفليفلة. ويوجد فيتامين"إي"في الزيوت النباتية والزيتون والمُكسّرات. الماء ثم ... الماء في هذا السياق، دلّت البحوث على أن شرب الماء بما لا يقل عن ليتر ونصف الليتر يومياً، يؤدي دوراً أساسياً في تجديد خلايا البشرة، ويساعد على التخّلص من السموم المتراكمة في الجسم، خصوصاً الجذور الحُرّة التي تأتي من عملية التأكسّد بالأوكسجين. وعندما ينخفض مستوى الماء في الجسم، يزيد تركيز الجذور الحُرّة، ما يجعلها أشد قوة في التفاعل مع أنسجة الجسم، بمعنى التعجيل في شيخوخة هذه الأنسجة. وفي هذه الأحوال، تظهر على البشرة بثور وتنتشر الترهّلات والتجاعيد على سطحها. وفي السياق عينه، من الضروري الحصول على كميات كافية من فيتامين"ب 7"المعروف باسم"بيوتين" Biotin. وفي قائمة المصادر الغنيّة ب"ب7"، يظهر الحليب والبصل والصويا والسلق والجزر وصفار البيض والتوت البري. وللدلالة على أهمية"ب7"للجلد، يكفي القول إن نقصانه في الجسم يرتبط بتكاثر التهاب البشرة"ديرماتايتس"Dermatitis. يشكّل ال"سيلنيوم"عنصراً مهماً في تقوية الجلد، كما يساعد على تجنّب حروق البشرة الناجمة عن أشعة الشمس المضرة، إضافة الى مساهمته في محاربة سرطان الجلد. ويتوافر في الفطر والتونا والسلمون وثمار البحر والرز الأسمر. وكذلك يعتبر الزنك من الأملاح المعدنية التي تلعب دوراً فعّالاً في تخفيض نسبة الزيوت التي تفرزها البشرة، إضافة إلى تحكّمه في عمل مجموعة من الهرمونات تساهم في مقاومة البثور. ويشار أيضاً إلى أن تناول كميّات معتدلة من الشوفان والزنجبيل والطحالب البحرية، يساعد في إمداد الجسم بالزنك. وللابتعاد عن مشاكل البشرة الجافة والالتهابات المزمنة، ولتفادي ظهور الرؤوس السود والبيض التي تنتشر حول الأنف والجبين وعلى الوجه، يُنصَح بتناول أطعمة غنية بمادة"أوميغا 3"الموجودة في السمك وزيت الزيتون وبذر الكتان والجوز، ما يؤدي إلى إعادة ترطيب البشرة وجعلها نضرة ونقية وناعمة الملمس. واختصاراً، يجدر التنبّه الى ما يأكله الفم، خصوصاً تناول غذاء سليم ومتوازن وغني بالفيتامينات والبروتينات والخضر والفاكهة والأملاح المعدنية، إضافة إلى شرب الماء. ويكمن سرّ الحصول على بشرة صحية في الغذاء السليم، مع تجنب كثير من العادات الغذائية السيئة، مثل الوجبات الدسمة والسكّريات السريعة وغيرهما. * اختصاصية لبنانية في التغذية