تخوف عدد من سكان مركزي عودة سدير وروضة سدير المهتمين بتاريخهما من خسارة تراث المنطقة الذي يشهد عزوفاً كبيراً من سكانهما، خصوصاً أصحاب المنازل القديمة التي يوجد فيها التراث والتاريخ العريق، عن إعادة إحياء تلك المنازل وترميمها، لما تتكلفه تلك العمليات، إضافة إلى القصور الكبير من المستثمرين في الإسهام في إحيائها، وإنشاء الفعاليات التي تليق بهذا التاريخ، رغم قيام بعض الأهالي في المنطقة بإنشاء القرية القديمة في عودة سدير. وذكر رئيس هيئة السياحة والآثار في محافظة المجمعة فهد الربيعة أن بعض المناطق لا تزال في حاجة إلى دعم كبير من الأهالي والبلديات، رغم وجود تقدم كبير في المهرجانات التي يقدمها مواطنون باجتهادات شخصية، خصوصاً أهالي منطقة عودة سدير، مشيراً إلى حصول مهرجان المجمعة على المركز الثالث في المهرجان الصيفي العام الماضي، وقال: «لمسنا الاهتمام من أهالي القرية عبر إسهامات الأهالي في إعادة إحياء المتحف وبيت الضيافة بعودة سدير، الذي يرجع تاريخه لعام 1347 ه، وتم إعادة بنائه من الأهالي في العام الماضي بعد أن كادت ملامحه تغيب». وأشار أحد سكان قرية روضة سدير (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن المبالغ الهائلة التي تتكلفها عملية إعادة بناء وإحياء المباني القديمة هي وراء عزوف بعضهم عن إعادتها نظراً لعدم قدرتهم المادية، وأنه قد تصل كلفة الإعادة إلى 100 ألف ريال، كما أن السياحة والبلديات لا تستطيع القيام بالعمل كاملاً من دون مساندة التجار والمستثمرين المهتمين في قطاع السياحة، مشيراً إلى أنه في روضة سدير لم يستطع أحد إعادة إحياء المنازل القديمة من الأهالي سوى مواطن واحد، إذ قام في إعادة منزل والده والمسجد التراثي، وغرفة كان يقام فيها التدريس، إضافة إلى محال تجارية تمثل السوق القديم تحت مسمى «الدكاكين». وقال: «أين هم أهالي منطقة سدير الذين لهم تلك المنازل وغادروا المنطقة للمدن، هل تناسوا أمر تاريخ أجدادهم، الذي قد يغيب على كثير من المواطنين في المملكة، فهذا العزوف أدى إلى الضعف الكبير في السياحة داخل القرية، فيما قال المسن أبو تركي، في العقد التاسع من العمر: «إنني شاهدت التاريخ يغيب تدريجياً، وشاهدت هروب أصحاب المنازل إلى المدن وتركها خلفهم، لتتهاوى وتسقط بمرور الزمن، وإن بساطة تلك الأيام وبساطة الأشخاص غابت بشكل كامل، ولا يوجد سوى الجدران المبنية من الطين المتساقطة، وهي عرضة للسرقة في أي وقت». وأضاف: «إنني حاولت منع بعض العمالة الوافدة من انتشال ميزان التمر الذي كان يقوم الناس منذ القدم باستخدامه، إلا إنني فوجئت بعد مرور أشهر باختفائه، ولو الأمر بيدي لمنعت سكان القرية سابقاً من الانتقال للمدن والسعي وراء المال الذي أنساهم ماضي الأجداد، وأجبرهم على تجاهل الحنين للماضي». من جانبه، أوضح رئيس مركز عودة سدير محمد العتيبي أن المركز شهد بجهود فردية من الأهالي إعادة هيكلة المباني القديمة منذ ثلاثة أعوام ماضية، مشيراً إلى أن المسؤولين في القرية يحاولون أن يصنعوا تطوراً بمساندة من الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقال محافظ منطقة المجمعة عبدالرحمن بن عبدالله: «إن هناك جهوداً كبيرة من أهالي المجمعة، للمطالبة بإعادة إحياء المباني، ولكننا نقتصر على بعض المباني لأن بعضها متداخل فيما بينها، ولكن البناء والترميم مستمران، والإزالة ستكون للمباني التي لا يمكن ترميمها نظراً لموقع المبنى»، لافتاً إلى أن هناك خططاً مستقبلية في حال تم إنشاؤها، ستكون المجمعة جاذبة للسياحة، مثل محطة القطار التي ستنشأ قريباً، إضافة إلى إنشاء مطار إقليمي.