أتى فيلم «مونوبولي»، بعد أن ضاقت الأرض بما رحبت على معظم أفراد المجتمع السعودي، ليفجر حنقهم على غلاء الأراضي واحتكارها، إذ تناول الفيلم «أزمة السكن» وطالب بسن رسوم من شأنها تقليل التضخم، خصوصاً بعد أن انخفضت الأراضي في الكويت 12 في المئة بعد فرض ضرائب بواقع 10 دنانير لكل متر من الأراضي التي تبدأ مساحتها من 5 آلاف متر فما فوق، ما أعاد الجدل حول فرض الزكاة على الأراضي. الانفراج النفسي المتمثل في المشاهدة العالية للفيلم (170 ألف مشاهدة في أول 24 ساعة يعني بمعدل 7080 مشاهدة كل ساعة و118 مشاهدة كل دقيقة) لم يكتمل، بمشاغبة أحد الشرعيين، وادعائه بأن الفيلم وراءه أيد إيرانية، وقنوات يهودية ابتهجت به، لكن هذه التهمة قوبلت بسخرية لاذعة في الشبكات الاجتماعية خصوصاً في تويتر، رداً على ما قاله الشرعي عبدالعزيز الريس «لا أستبعد أن تكون وراء هذه الأفلام أيد خفية لتهييج الشعوب الطيبة باسم حقوقها بما قد يؤدي إلى ذهاب أمنها الذي به تحفظ الأعراض والأنفس». لم يناقش الريس مسألة فرض رسوم مالية على الأراضي بشكل شرعي مفصل بل اكتفى بأنها غير جائزة شرعاً، وتنقص من القائمين على الفيلم، إذ وصفهم ب «الشبيبة»، على رغم أن عدداً من العلماء والمشايخ والاقتصاديين في الآونة الأخيرة طالبوا بضرورة فرض زكاة على الأراضي الكبيرة. الدكتور الشرعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن خالد المزيني أكد أن الزكاة تفرض على الأراضي التجارية، وهي التي يقصد منها التجارة، أو دلت القرائن على أنها ليست للاستعمال الشخصي مثل سعة مساحتها. ولفت إلى أن الرسوم على الأراضي البيضاء لن تقل عن 60 بليوناً سنوياً، وهو مبلغ كبير، ينبغي أن يوضع في صندوق خاص لدعم تسكين الشباب، مشدداً على أن التجار الذين يسعون في استمرار غلاء أسعار الأراضي بالطريقة الحالية مجرمون يسهمون في إعاقة المجتمع بأسره. أما الباحث الشرعي فهد المشعل، فانتهى في بحث له مخصص بزكاة الأراضي إلى «وجوب الزكاة في الأراضي والسلع التي يتربص بها أصحابها جودة السوق، ولو بقيت عندهم سنين، لقوة أدلتهم ولمراعاتهم جانب الاحتياط، مستدلاً بما قاله الراحل الشيخ محمد بن عثيمين: «من اشترى أرضاً للربح ثم كسدت ورخصت وأبقاها لحين ارتفاع السعر فإنه يزكيها كل سنة لأنها من عروض التجارة»، وبما قاله الدكتور يوسف القرضاوي: «والحق أن رأي الجمهور أقوى دليلاً فإن الذي قام على أساسه إيجاب الزكاة في عروض التجارة أنها مال مرصد للنماء مثل النقود سواء نمت بالفعل أم لم تنم». ضيف الفيلم عصام الزامل، أكد في تويتر أن «الشخص الذي أساء لفيلم مونوبولي وفريق العمل لا يمثل المتدينين ولا المشايخ. وغالبية المشايخ والعلماء أثنوا على الفيلم». في حين علق فارس السلمي على حديث الريس قائلاً: «حسناً الفلم بتدبير إيراني ومؤمراة صفوية .. ماذا عن ارتفاع أسعار الأراضي وأزمة السكن؟ بتدبير ومؤامرة مِن مَن ؟». أما سليمان الناصر فعبر متحسراً بقوله: «عشرون او اربعون شخصاً يستولون على الحجم الاكبر من الارض ويتحكمون بمستقبل وآمال واحلام ملايين من شباب الوطن ..يا للجنون فعلاً». في حين أكد الاقتصادي قصي البدران أن عقاريين يبدون امتعاضهم من فيلم الموسم مونوبولي وأحد الهوامير يبدي استياءه من مشاركة قريب له ضمن طاقم الفيلم، مفيداً أن تجار العقار في الشرقية يعيدون حساباتهم من جديد ويبحثون عن حل لتعدد المزادات العقارية خوفاً من نزول أسعار العقار. يذكر أن فيلم مونوبولي الذي حظي بإشادة من مختلف التيارات والرموز وأبناء المجتمع، من إخراج بدر الحمود.