حافظت السعودية على مستوى إنتاج نفطي مرتفع لدعم النمو الاقتصادي العالمي على رغم نزول أسعار الخام عن 90 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في 18 شهراً. وأشارت مصادر من حكومات خليجية وغربية إلى أن المملكة قادرة لأشهر على تحمل سعر 90 دولاراً أو أقل لبرميل النفط وهي مستويات أسعار تضر دولاً مثل إيرانوروسيا. وحققت السعودية فائضاً في الإيرادات في النصف الأول من السنة وتحتاج من أجل تحقيق التعادل في الموازنة، سعراً أقل كثيراً لبرميل النفط مما يحتاجه معظم أعضاء"أوبك"وروسيا. وقال مسؤول نفطي خليجي كبير"إذا أبقينا الإنتاج عند المستويات الحالية تقريباً فإننا لا نغرق السوق بذلك، ونريد أن نتحلى بالمسؤولية من أجل مصلحة الاقتصاد العالمي". ويحتاج كل من روسياوإيران سعراً للنفط عند 115 دولاراً لتلبية حاجات الموازنة. وقال المحلل النفطي الأميركي، فيل فيرلغر"الاقتصاد الروسي عرضة للتأثر بأي هبوط حاد لأسعار النفط، ربما يستطيع السعوديون استغلال ذلك بالحفاظ على مستوى الإنتاج عند عشرة ملايين برميل يومياً". وأوضحت مصادر نفطية أن السعودية قد تقلص إنتاجها على مدى الشهرين المقبلين نظراً إلى انخفاض الطلب من المصافي في الصين والولايات المتحدة. وقال ديبلوماسي غربي"أبلغنا أن السعوديين يرون أن مستوى الأسعار عند 90 دولاراً أو أقل لا بأس به لأشهر عدة". وللوصول إلى سقف الإنتاج الرسمي فإن السعودية عليها أن تخفض إنتاجها بشكل كبير لكن احتمالات حدوث ذلك تبدو ضئيلة. ونقل مندوبون شاركوا في اجتماع"أوبك"أن وزير النفط السعودي سأل نظراءه في المنظمة عن مدى استعداد كل منهم لإجراء خفض في الإنتاج ولم يبد أي منهم رغبة في ذلك. وأكد مندوب في المنظمة أن المملكة لن تخفض هي الأخرى إنتاجها. وقال الخبير في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن ليو درولاس"هناك خلل كبير لأن معظم أعضاء"أوبك"لا يستثمرون بدرجة كافية فتبقى طاقتهم الفائضة محدودة، والسعودية هي البنك المركزي للنفط أكثر كثيراً من أي وقت مضى، هذا هو الواقع". وإظهاراً لنواياها في شأن ما وصفه وزير نفطها بنوع من الحوافز للاقتصاد العالمي، زادت الرياض صادراتها النفطية في حزيران يونيو عن أيار مايو بمقدار 150 ألف برميل يومياً بحسب مصدر مطلع. وقال مسؤول خليجي في أوبك"تستطيع دول الخليج تحمل أسعار دون 90 دولاراً لأن الأسعار في النصف الأول من العام كانت أعلى من 100 دولار، وحققت أرباحاً كثيرة في تلك الفترة، لذا ليس من المتوقع أن تخفض دول الخليج إنتاجها لمجرد أن الأسعار هبطت دون 90 دولاراً". الأسعار إلى ذلك، ارتفع خام القياس الأوروبي مزيج"برنت"أكثر من دولار للبرميل مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بين تركيا وسوريا. وارتفع"برنت"إلى أعلى مستوى للجلسة عند 92.04 دولار قبل أن ينحسر قليلاً إلى 91.89 دولار. واستقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي فوق 79 دولاراً في آسيا إذ لاقت دعماً من هبوط محتمل للمخزون الخام الأميركي، وسط توقعات بأن يحل اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع أزمة ديون المنطقة ويعزز الطلب العالمي على الوقود. وسجل سعر النفط الأميركي 79.22 دولار للبرميل مرتفعاً سنتاً واحداً بعد هبوطه إلى 79.21 دولار. في سياق متصل، أعلنت شركة النفط الوطنية الجزائرية"سوناطراك"أنها خفضت سعر البيع الرسمي لشحنات تموز يوليو من خام التصدير الرئيس لها مزيج"صحارى"إلى مستوى يقل 2.95 دولار للبرميل عن سعر"برنت"مقارنة بمستوى يقل 50 سنتاً فقط في حزيران. من جهة أخرى، تراجعت أسعار وقود السفن في سوق الفجيرة إلى أدنى مستوياتها في 16 شهراً إذ يضغط انخفاض أسعار النفط الخام على العلاوات السعرية للوقود. وبلغت أسعار زيت الوقود"380 سنتيستوك"في الفجيرة نحو 578 دولاراً للطن بينما بلغ سعر زيت الوقود"180 سنتيستوك"605 دولارات للطن وكلاهما عند أدنى مستوى منذ شباط 2011. وتعاني سوق وقود السفن الآسيوية ضعفاً مماثلاً، فقد سجل سعر الوقود مستوى منخفضاً جديداً في 17 شهراً ويتوقع المتعاملون مزيداً من الانخفاض. وقال تاجر لزيت الوقود يعمل من الفجيرة"سعر الخام يتراجع لذا يحجم مالكو السفن عن الشراء في انتظار أن يروا الحدود الممكنة لهذا التراجع، ما يؤخر الطلب".