بتصريحه الواضح حول محددات نجاح خطة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية قطع سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الطريق على كل التفسيرات والاجتهادات الخاطئة تجاه الحل والطريق المؤدي إليه من غير لف أو دوران. قال لافروف أن عدم التزام المعارضة بوقف إطلاق النار واستمرارها في القتال يعني أنها هي التي يعرقل الحل وهي وحدها من يتحمل مسؤولية فشل خطة أنان في هذه الحال. قبل هذا التصريح الحازم كانت دوائر غربية وعربية عدة تعتقد وتروج أن خطة أنان تساوي سحب الجيش السوري أسلحته الثقيلة وعناصره من المدن والبلدات، الأمر الذي يعني إخلاء الطريق للمسلحين والجيش الحر لمعاودة الاستيلاء عليها وممارسة سلطة غير شرعية فيها. كما أن التصريحات التي أطلقها أنان أوحت بشيء من هذا القبيل، وكأنما الحل ووقف العنف بيد الدولة وتقرره قواتها وليس هناك طرف آخر يتوجب عليه الالتزام، الأمر الذي يعيدنا الى المربع الأول في تحليل ما يجري في سورية منذ ما يزيد عن السنة ويخلق أزمة جديدة تضاف الى التعقيدات والصعوبات التي تواجهها خطة أنان. الخطة السداسية التي أقرها بيان مجلس الأمن وقبلها كل الأطراف الدولية وأعلنت الحكومة السورية موافقتها عليها من غير تحفظ تعتمد أساساً على وقف العنف أي وقف القتال من جميع الأطراف واحترام سيادة الدولة وولايتها الشرعية على كل أراضيها، وبأن الحل يجب أن يكون بقيادة سورية، وهذا يعني أن تتوافر آلية واضحة لتطبيق الخطة، وبروتوكول تعاون وتنسيق بين الحكومة السورية وأنان يحدد شروط وأساليب مراقبة وقف إطلاق النار، ناهيك عن عدد المراقبين وصلاحياتهم ووسائل توفير الحماية لهم، خصوصاً أنهم لن يكونوا مسلحين أو مخولين بإطلاق النار في حال تعرضهم للاعتداء من جانب المسلحين وغيرهم. لافروف وضع النقاط على حروف الخطة غير الواضحة حين نبه وحذر من تعطيلها عبر خرق الهدنة ووقف النار من جهة المعارضة، وهذا يعني أن الرجل حصل على ضمانات من دمشق بالتزام وقف النار وتطبيق ما تنص عليه الخطة، وقد اتضح ذلك جلياً بإعلان سورية رسمياً وقف إطلاق النار بدءاً من صباح الخميس 12 / 4 / 2012 في كل المناطق، والاستثناء يتعلق بممارسة حق الدفاع عن النفس وعن المدنيين في حال استمر القتال من جانب الجيش الحر أو المجموعات المسلحة التي لا مرجعية لها. ولإكمال دائرة الوضوح ووضع حاجز أمام عمليات اللف والدوران الجارية حول خطة أنان يلزم أن يبذل المبعوث الدولي مزيداً من الجهد من أجل خلق الثقة وتعزيز لغة العقل بين كل أطراف الصراع وإيجاد صيغة للتعامل الحازم مع الساعين لتخريب الحل وردعهم سواء كانوا من المجموعات الخارجة عن القانون أو الدول المساهمة في تأجيج هذا الصراع. إنها ساعة الحقيقة وسيتضح قريباً من هو الأحرص على وحدة سورية وعروبتها ومنع التدخل الأجنبي فيها، ومن الذي يعمل لتخريبها وإضعافها. زياد أبو شاويش - بريد الكتروني