بعد سلسلة من الأحداث المتسارعة في حياته الكروية، أعلن مهاجم منتخب السعودية ونادي العين لكرة القدم ياسر القحطاني أمس الخميس اعتزاله اللعب دولياً، وعلى رغم صغر سنه قياساً باعتزال اللاعبين إذ يبلغ 30 سنة، إلا أن ياسر فضل إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة لتمثل"الأخضر"، وهو الذي لم يبقَ طويلاً وهو يمثله فلم يتجاوز 7 أعوام. وقال القحطاني على حسابه الشخصي في موقع تويتر:"ببالغ الأسف والحزن أعلن رغبتي في الاعتزال الدولي، وسأقوم بإرسال خطاب الاعتزال لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم". وتابع:"فضلت بقراري هذا أن أعطي فرصة للاعبين أصغر سناً مني ليأخذوا فرصتهم ويكملوا أمجاد من سبقوهم، لأنني رأيت أن المنتخب بحاجة إلى إعادة بناء يستمر على مدى 10 سنوات مقبلة". وأكد القحطاني، الذي خاض أول مباراة دولية له في 17 كانون الأول ديسمبر عام 2002 أمام البحرين:"حققت الكثير من أحلامي مع المنتخب السعودي وتشرفت بارتداء شعاره، كما نلت الكثير من الألقاب". وكان القحطاني أعلن نيته الاعتزال دولياً بعد الخسارة أمام أستراليا 2-4 ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014، التي فقد على إثرها المنتخب السعودي فرصة التأهل إلى الدور الرابع الحاسم، ليغيب عن المونديال للمرة الثانية على التوالي، بعد أن كان ممثل عرب آسيا أربع نسخات متتالية بين 1994 و2006. وكان ياسر القحطاني انتقل إلى نادي الهلال الذي يملك عقده قادماً من القادسية بصفقة قيمتها 23 مليون ريال، في عقد كان الأعلى سعراً في تاريخ الكرة السعودية حينها، وصاحبت انتقاله أحداث عدة، أبرزها دخول نادي الاتحاد طرفاً قوياً في الصفقة وعرضه مبلغاً وصل إلى 50 مليون ريال، إلا أن رغبة القحطاني في تمثيل الهلال كانت الأعلى، إذ أعلن أنه سيعتزل كرة القدم في حال موافقة ناديه على عرض نادي الاتحاد. وحقق القحطاني أكثر من بطولة مع فريق الهلال، إذ توّج معه بلقب الدوري السعودي ثلاث مرات، وكأس ولي العهد أربع مرات، وكأس الأمير فيصل بن فهد مرة واحدة، أي ما مجموعه 8 إنجازات، وبلغ مع الفريق نصف نهائي دوري أبطال آسيا في عام 2009. كما أن"القناص"قصّ شريط مشواره المميز مع المنتخب السعودي في بطولة الخليج في عام 2005 عندما كان بديلاً أكثر من ناجح وتمكن من تسجيل الهدف الذي منح"الأخضر"اللقب، ليشق بعدها طريقه على صعيد اللعب الدولي، وبلغ نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006، ونجح في وضع بصمته ليكون اسمه ضمن خريطة هدافي"المونديال"بتسجيله في مرمى منتخب تونس، وبعد ذلك كانت المحطة الأبرز له مع المنتخب السعودي في بطولة أمم آسيا 2007 التي أقيمت في إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند، إذ كان هداف البطولة بأربعة أهداف بجانب العراقي يونس محمود والياباني تاكاهارا، وكان على بعد خطوة من معانقة الذهب الآسيوي وهو يحمل شارة القيادة حينها، إلا أن عنفوان المنتخب العراقي كان الأقوى حضوراً فقطع الطريق على ياسر ورفاقه في المباراة النهائية. وواجه ياسر القحطاني سلسلة من الضغوط الإعلامية والجماهيرية في السعودية بعد تعرضه إلى إشاعات متواصلة كان لها تأثير واضح في أوضاع اللاعب النفسية، وتحولت تلك الإشاعات من الوسائل الإعلامية إلى المدرجات، إذ تمثلت في أهازيج شكلت ضغطاً على ياسر، ومع كثرة الإشاعات وتراجع ملحوظ في أدائه طالب القحطاني إدارة ناديه بإتاحة الفرصة له بالحصول على احتراف خارجي كي يستعيد لياقته التهديفية في أجواء أكثر صفاء، فانتقل إلى فريق العين الإماراتي، ومثّل المنتخب أخيراً في التصفيات الأولية المؤهلة إلى كأس العالم، وتعد مباراة أستراليا بذلك المرة الأخيرة التي ظهر خلالها ياسر مرتدياً قميصه الشهير مع"الأخضر"ذا الرقم 20.