منذ أن أطلق الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي صافرة النهاية لنهائي مونديال كأس العالم 2014 بدأ نجوم المنتخبات العالمية بإعلان اعتزالهم الدولي بدءاً من بطل المونديال المنتخب الألماني حيث أعلن الهداف التاريخي ميرسيلاف كلوزه اعتزاله اللعب دولياً عقب أن اعتلى صدارة الهدافين التاريخيين لكؤوس العالم محطماً رقم الهداف البرازيلي رونالدو فيما تواصلت قرارات الاعتزال الدولي في عدد من المنتخبات ففي فرنسا غادرها المدافع الفرنسي إيريك ابيدال ومواطناه فرانك ريبيري وسمير نصري وفي أسبانيا علق الهداف التاريخي للماتادور دايفيد فيا حذاءه الدولي ورافقه كل من قائد برشلونة تشافي هيرنانديز ولاعب بايرن ميونيخ المنتقل حديثاً تشابي ألونسو، وفي إنجلترا أعلن قائد المنتخب ستيفين جيرارد وصاحبه في مركز المحور فرانك لامبارد اعتزالهما اللعب دولياً وفي أفريقيا ترجل الهداف الأسطوري لمنتخب ساحل العاج ديديه دروغبا عن مقعده في خط الهجوم وأعلن اعتزاله الدولي فيما قرر قائد منتخب الكاميرون صامويل إيتو إعلان اعتزاله اللعب دولياً أثناء تقديمه كلاعب جديد لنادي إيفرتون الإنجليزي هؤلاء الذين قرروا إيقاف مسيرتهم الدولية وآخرون سبقوهم في الاعتزال لم يواجهوا تهم الخيانة والتخاذل عن خدمة منتخباتهم وبلادهم ولم يجدوا من يتهمهم بتفضيل النادي على المنتخب رغم أن المبرر الذي ساقه قائد منتخب إنجلترا جيرارد في مؤتمر الوداع رغبته التفرغ لتقديم أفضل مالديه لفريقه ليفربول فيما تبقى له من سنوات بالملاعب الرياضية لاسيما وأن فريقه يعود للمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ خمس سنوات وهو الأمر الذي يعتبر هاماً لجيرارد ورفاقه ولا تختلف أسباب الراحلين عن منتخباتهم حيث يطمح كل منهم إلى التفرغ مع ناديه وتقديم أفضل أداء إلى جانب فتح المجال للاعبين الشبان في خدمة المنتخبات فلا يعتبر الاعتزال الدولي تراجع الأداء الفني للاعب ولا نهاية عمره في الملاعب الكروية فغالبية المعتزلين عقب نهاية المونديال الأخير أمامهم تحدياتٍ قوية مع أنديتهم تتطلب منهم جهوداً مضاعفة وأداء على أعلى المستويات. في الملاعب السعودية يبدو أن فكرة الاعتزال الدولي لا تروق للاعبين ولا تعجب المسؤولين ويجدها الجماهير والمتعصبين منفذاً للنيل من اللاعب وتوجيه التخوين له عن خدمة الوطن والعزف على وتر الوطنية وتراجع أداء اللاعب وانتهاء عمره الرياضي في الملاعب فغالبية الذين قرروا الاعتزال الدولي تراجعوا بعد ذلك استجابة لضغوطات المدربين والقائمين على المنتخب السعودي ففي يونيو 2002 خسر المنتخب لقاءه الأخير في مونديال كوريا واليابان من أمام إيرلندا بثلاثة أهداف دون مقابل معها أعلن الحارس الأسطوري محمد الدعيع اعتزاله اللعب دولياً لكن ذلك لم يستمر طويلاً حتى تراجع عن الاعتزال استجابة للضغوطات التي واجهها الدعيع عقب إصابة محمد الخوجلي آنذاك وبقاء مبروك زايد وحيداً في حراسة المنتخب وعقب مونديال ألمانيا 2006 قرر محمد الدعيع الاعتزال الدولي بقرار لا رجعة فيه وظل في شباك الهلال قرابة خمسة مواسم قبل أن يعتزل نهائياً وفي العام ذاته علق الهداف السعودي سامي الجابر حذاءه مع المنتخب وأعلن اعتزاله الدولي عقب نجاحه في قيادة الأخضر إلى نهائيات مونديال ألماينا 2006 والمشاركة للمرة الرابعة في كؤوس العالم وفي 19 ابريل 2012 أعلن قائد المنتخب ياسر القحطاني اعتزاله الدولي على خلفية الخروج من تصفيات مونديال كأس العالم 2014 مفضلاً منح فرصة للاعبين الشبان في التواجد بصفوف المنتخب لكن القحطاني تراجع عن قراره قبل أن يكمل عامه الأول على الاعتزال ليعود لقيادة الأخضر في بطولة الخليج التي أقيمت بالبحرين، فكرة الاعتزال الدولي تبدو بنظر اللاعبين السعوديين التراجع للوراء وإن كانت في أوروبا عكس ذلك تماماً فدائماً مايحفظ الاعتزال الدولي للاعب تأريخه الطويل مع منتخبه ويتيح الفرصة لجيل جديد في خدمة المنتخب ويعود بالنفع والفائدة على النادي الذي يدافع عن ألوانه.