إمرأة علّمتني هذا. قالت إنّ أصغر عمر لسفاد الفئران هو35 يوماً للذكور و21 ليلة للإناث. وبصورة عامة، الفئران لا تتسافد إذا كانت أصغر من أربعة أسابيع ولا تتسافد الفئران الكبيرة التي تجاوزت حولاً كاملاً. وكذلك لا تتسافد إذا عاشت الفئران في أقفاص فرادى أو راهقت في الأقفاص أزواجاً مع مثل جنسها... نعم! أحياناً تتوالد الفئران الكبيرة الهرمة ولكنّها ستعاني عسراً عند الوضع ولن ترضع صغارها. تذكّر أن الفئران الهرمة مثل الناس، حين يكبرون تتضاءل كمّية البيض والحيامن وتضعف نوعيتها. ليس لأن هنالك تغييرات فيزيولجية فحسب ولكن بسبب توعّك شديد في المزاج. أي أنها تصبح فئران هرمة نكدة. لذلك عليك أن تستبدل الفأر متى ما بلغ من العمر حولاً كاملاً وعليك أن تستبدل الفأرة بعد ستة بطون أو حين تبلغ من العمر ستة أشهر. إذا دخلت حجرة الفأر تذكّر أن تتلثّم وأن ترتدي الطيلسان الواقي وأن ترتدي خفاف الجرّاحين وإمش الهوينى في الممرّات. تذكّر أن تطفئ المصابيح ما إن تغادر المكان من أجل الحفاظ على تناغم الضياء-الظلام، دورة الليل والنهار عند الفئران. أحضر أقفاص التكاثر فقط عندما تكون متأكداً أنك ستشرف على عملية السفاد في اليوم التالي. أحياناً تتقاتل الفئران بعد التسافد وقد تحدث جروحاً. كلوم الفأر غائرة وقاتلة. ولهذا السبب فإن الفئران يجب ألاّ تتسافد يوم الجمعة والسبت والأحد والعطل الطويلة. قم بتحضير أقفاص السفاد هكذا: ضع الفأرة الأنثى في قفص الذّكر. إذا فعلت العكس، أي إذا وضعت الذكر في قفص الأنثى فأن ذكر الفأر سيقتل الأنثى و في أحيان قليلة تقتل الأنثى الذكر. إذا لم يكن ممكناً وضع الفأرة في قفص الفأر فضع الذكر في قفص جديد. دعه يتأقلم لمدّة أسبوع قبل موعد التناسل. سيعدّ الفأر الذكر أنّ القفص هو له، ملكه وحده، وسيرتفع مستوى الفيرمون. يساعد هذا في عملية السفاد. تذكّر أن تضع الأرجوحة والأسطوانة المفتوحة الطرفين كي تخنس فيها الفأرة حين يشتدّ اغتلامها. يمكنك أن تضع أكثر من فأرة بالغة مع الفأر ولكن يجب ألا يحتوي قفص الحبلى على أكثر من فأرتين كي لا يحدث إزدحام في الأقفاص بعد الولادة. إذا لم تلد الفأرة أو لم يبن الحبل بعد شهر ويومين يجب أن تستبدلها بواحدة أخرى أو أن تستبدل الفأر بذكر آخر فقد يكون أحدهما عقيماً. تتسافد عادة الفئران مرة أخرى في اليوم الذي تلد فيه وهذا يؤدّي إلى ولادة بطن جديد آخر بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من الولادة. أحياناً لا تهتمّ الأنثى الأم بصغارها. يجب أن تتوفر المادة العشّية أو القراضة على الدوام كي تشعر الفأرة أنها حقاً في جحرها في الطبيعة. قد لا تعتني الفأرة الأمّ في أوّل بطن لها بصغارها وعليك هنا أن تضع في القفص فأرة مربّية، فأرة سبق لها أن ولدت وإعتنت بصغارها. إحذر الفأر الذكر فإنه يأكل الفئران الصغيرة. ستنمو الفئران الصغيرة سريعاً يوماً بعد يوم. ينمو لها فرو ملوّنٌ وشوارب. تصبح قوارض بالغة وسرعان ما يزدحم القفص بها. أحياناً، تتقاتل الفئران حين توضع في القفص، وعندها قد يتوجّب عليك أن تضع كل فأر أو فأرة في قفص. حين تتقاتل الفئران فإنها تحرص على عضّ ذيل الفأر الآخر وجانب رقبته. الإناث عادة لا يتقاتلن ولكن الذكور يتقاتلون لأسباب شتى: مثلاً حين يوضع فأر في قفص يحتوي على ذكر أو ذكور أخرى. وحين يفصل فأر عند الفطام وبعد فترة يعاد إلى قفص فيه ذكور من نفس البطن، أو عندما يفطم ذكرٌ ثمّ يوضع في قفص فيه ذكور من بطن آخر. أحياناً يهاجم الذكر البالغ أنثى غير مدركة حين توضع الأنثى في قفص الذكر. وأحيانا يبدو أن الذكور عدوانيون يميلون الى التقاتل من دون أي سبب ظاهر. لا تعجب إذا رأيت فأراً يأكل فأراً. لا تعجب! رغم أنّ القوارض ليست من اللواحم ولا تأكل عادة لحم بعضها ولكن الفأر إذا رأى دم الفأر غار عليه وأكل لحمه. هكذا قالت المرأة. كان اسمها تماضر. * هامش: يتواجد الفأر أينما يستوطن الإنسان في القرى والمدن، في العمائر والأكواخ، بل أنه يصطحب البدو الأعراب في ترحالهم الدائب بين الشعاب والوديان حتى أنهم يظنون أنه يتعلق بأصواف الضأن أو بأهداب هوادجهم حين يرتحلون من مكان إلى آخر. كما حدثتني أختي خيرية قالت كنا إذا أقبلت الدنيا و أخصبت رأينا تحت كلّ صخرة كمأةً وإذا أدبرت وأجدب البرّ أقعت فوق كل صخرة فأرة. يا ترى متى إقترن الفأر بالإنسان؟ لا يوجد دليل بيولوجي أو أركيولوجي مباشر يساعدنا على الإجابة على هذا السؤال. هناك دليل يشير إلى أنه قد تمّ ترويض القطّ في الوقت نفسه الذي تمكّن فيه الإنسان من استزراع القمح والشعير. بعبارة أخرى، تمّ ترويض القط حين ترك الإنسان حياة الصيد والتنقل اليومي وإكتشف الزراعة واستوطن في المنازل واتخذ الأثاث والملابس والجوالق والأكياس وقام بخزن الثمار والحبوب. لهذا يمكننا، استدلالاً أو استنتاجاً القول أنه حين اكتشف الإنسان أن الفأر يعيث بأدوات معاشه وأن القطّ يعتاش على الفأر سعى إلى ترويض القط الضّيون كي يحدّ من خطر الفأر. هذا يعني أن الفأر لازم الإنسان بعيد استقراره واستيطانه قبل أكثر من عشرة آلاف عام. يلقي النص المكتوب أعلاه لمحة خاطفة على مكانة الفئران في عالم اليوم، عالم المختبرات والبحوث الطبية العجيب. بالإضافة إلى دورها كقوارض مميّزة في التاريخ الطبيعي للكائنات، تلعب الفئران اليوم دوراً كبيراً في عمليات البحث العلمي ودراسة منشأ وأسباب الأمراض ودراسة الأنسجة والأعضاء وتأثير العقاقير والأغذية. * كاتب عراقي يقيم في روجستر - نيويورك