لدغتها ذبابة على وجنتها. بعد أسابيع ظهر اندفاع جلدي في مكان العضة. ظنت أن الأمر عارض سيزول. لكن مع مرور الوقت نشأ تقرح أخذ ينز مفرزات قيحية لزجة. حاولت أن تداويه بالمراهم والدواء الأحمر وبعض الوصفات الشعبية، ولكن عبثاً، فالآفة توسعت وأصبحت قبيحة المنظر. لم يعد الوضع يطاق. توجهت إلى الطبيب فما أن شاهدها حتى بادرها قائلاً: أنت مصابة بالليشمانيا الجلدية. والليشمانيا الجلدية مرض جلدي طفيلي ينتمي إلى فئة الأمراض المعدية التي ينحصر فعلها في الطبقة الخارجية للجلد، وتشيع الإصابة بهذه الأدواء في المناطق التي يسود فيها الفقر ويكثر فيها وجود المستودعات الحيوانية الحاملة للعوامل الممرضة. إن عدم التماس الرعاية الصحية المناسبة لعلاج هذه الأمراض يجعلها مستوطنة وقابلة للتوسع والانتشار. والليشمانيا الجلدية هناك أسماء أخرى لها هي: حبة حلب. حبة بغداد. حبة السنة. الحبة المدارية. حبة الشرق... مرض مستوطن في العديد من البلدان، وهو يصيب أكثر من 10 ملايين شخص في أكثر من 80 بلداً، إلا أن أكثر من 90 في المئة منها تحدث في أفغانستان وشبه الجزيرة العربية وسورية وإيران. وتنقل العامل المسبب لليشمانيا الجلدية حشرة لئيمة تعرف باسم ذبابة الرمل. وتظهر على شكل إصابة جلدية غير مؤلمة في الأماكن المكشوفة من الجسم كالوجه والأطراف. وتنجم الليشمانيا الجلدية عن طفيلي وحيد الخلية لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة، وهناك نوعان من هذا الطفيلي: - طفيلي الليشمانيا المدارية الصغرى، وينتشر في شكل أكبر في المدن، والكلاب هي المستودع الرئيس له. - طفيلي الليشمانيا المدارية الكبرى، وهو يوجد في المناطق الريفية، وتعتبر الفئران والجرذان من أهم مستودعاته. وطفيلي الليشمانيا لا يستطيع الوصول إلى الإنسان وحده بل يحتاج إلى وسيط ينقله هو الذبابة الرملية، وهي حشرة تشبه البعوضة، لونها أسود، تحب الظلام، وتنشط تحت جنح الليل، وتتسكع دوماً في شقوق الجدران القديمة وفي حظائر الحيوانات وأماكن القمامة. وتتغذى أنثى الذبابة الرملية على الدم بعكس الذكر الذي يتغذى على النبات، وتنقض على ضحاياها في فترة الغروب عادة، فعندما تلدغ الذبابة الحيوان الحامل لطفيلي الليشمانيا يجد الأخير طريقه إلى الغدد اللعابية حيث ينمو ويتكاثر، ومتى لدغت الذبابة الإنسان أفرغت في دمه شحنات محملة بالطفيلي المذكور. أيضاً يمكن للحشرة أن تنقل المرض من إنسان مصاب إلى آخر سليم. وعندما تلسع الذبابة ضحيتها لا تظهر العوارض مباشرة، بل تمر فترة تراوح بين أسابيع وأشهر. ويمكن مشاهدة شكلين من الإصابة: الشكل الأول هو حدوث آفة جلدية ذات حواف محددة ومحاطة بهالة حمراء قد تغطيها قشرة صفراء أحياناً. أما الشكل الثاني فيتظاهر بعقدة صغيرة حمراء غير مؤلمة تتسع رويداً رويداً. وفي الإمكان أن يتواجد الشكلان المذكوران في آن معاً عند المريض نفسه. ويمكن لليشمانيا الجلدية أن تشفى من تلقاء ذاتها من دون علاج خلال أشهر إلى سنة أو أكثر لكنها، للأسف، تخلف ندبة تلازم صاحبها مدى الحياة. يتم علاج الليشمانيا الجلدية باستعمال حقن دوائية. ويمكن استعمال طريقة التبريد بتجميد الآفة بالآزوت أو بالثلج الجاف أو طريقة الحرارة، أو التبخير بأشعة الليزر في حال تعذر استعمال الحقن الدوائية. ومن الخطأ جداً اللجوء إلى العلاجات الشعبية التي كثيراً ما تخلف وراءها مضاعفات كارثية. والوقاية أهم من العلاج، وهي تقوم على منع التعرض للدغ الذبابة الناقلة للمرض، ومن أهم بنود الوقاية: تشبيك النوافذ بحواجز تمنع عبور الحشرات. والنظافة داخل المنزل وخارجه. وسد الشقوق في الجدران لمنع الذبابة من اللجوء إليها. واتخاذ التدابير الكفيلة بالقضاء على الحشرة الناقلة للمرض. وعلاج الحالات المرضية في شكل فعال. الجرب والجرب هو الآخر واحد من الأمراض الطفيلية التي تصيب الجلد، وسبب الإصابة حشرة قارضة تنتقل بالملامسة الجلدية أو بالاحتكاك الجسدي خلال المعاشرة الجنسية. ويحدث الجرب بثوراً جلدية صغيرة حاكة. وتتوضع الإصابة عادة في الأماكن الناعمة من الجسم مثل كف اليد والظهر والوجه والطيات تحت الإبطين وما بين الفخذين. ومن الضروري علاج الجرب بعض الفحص والتشخيص، ويتحقق الشفاء منه خلال يومين. ولضمان عدم عودة داء الجرب لا بد من تطبيق العلاج على كل أفراد العائلة، وكذلك إلي ألبسة وشراشف ومخدات أسرة المصابين جيداً. ومن الضروري تعليم الأطفال عدم استخدام أمشاط وفراشي الشعر التابعة للآخرين، وكذلك عدم ارتداء قبعات وطواقي غيرهم. أما القمل فحدث ولا حرج، فهو مرض جلدي طفيلي منتشر جداً في كل بلدان العالم خصوصاً بين تلاميذ المدارس. وينتقل القمل من شخص إلى آخر من خلال الاحتكاك والاتصال المباشرين. والقمل ثلاثة أنواع: قمل الرأس، وقمل الجسم، وقمل العانة. وتتوافر في الصيدلية منظفات ومراهم وغسولات يمكن استعمالها يومياً للتخلص من القمل. ومن الضروري تعليم الأطفال عدم استخدام أمشاط وفراشي الشعر التابعة للآخرين، وكذلك عدم ارتداء قبعات وطواقي غيرهم. ومن الأمراض الجلدية الطفيلية بق الفراش، وسببه حشرة صغيرة لونها بني، همها الأول مص دماء الشخص أثناء النوم فتسبب له حكة شديدة تأخذ النوم من عينيه. والحشرة المسببة تختبئ خلال النهار لكنها تسرح وتمرح ليلاً لتبحث عن ضحاياها متلمسة إياهم عن طريق درجة حرارة النائم وكذلك غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث في هواء الزفير. وبق الفراش حشرة في غاية الخبث، إذ أنها تثقب الجلد بمنقارها الطويل وتسحب الدم من دون أن يشعر الشخص بوجودها لأنها تفرز مادة مخدرة موضعياً. وينتشر بق الفراش في الفنادق والشاليهات والمناطق الحارة الرطبة، ويساهم وجود الحيوانات الأليفة في نقله وانتشاره. ومن الصعب جداً التعرف إلى الأمكنة التي يوجد فيها بق الفراش، فهو يختبئ جيداً بعيداً عن الأنظار ويستطيع البقاء أشهراً عدة من دون طعام. ويمكن الاستدلال على وجود البق عند رؤية نقاط بنية محمرة على الأسرة والأغطية. ويمكن علاج عوارض بق الفراش باستعمال مرهم يحتوي على الكورتيزون ودواء مضاد للهيستامين للسيطرة على الحكة. إن النظافة الجيدة، وغسل الملابس والأغراض في درجة حرارة عالية كفيلان بالقضاء على الحشرة.