كتاب جديد للروائية السورية المعارضة سمر يزبك، يصدر خلال أيام وفيه تتناول الأشهر الأربعة الأولى من أحداث الثورة السورية من خلال تجربة شخصية عاشتها في قلب الأحداث. ويبدو أن دور نشر أوروبية تحمست للتجربة حتى إن الكتاب صدر بالألمانية قبل صدوره بالعربية. يأخذ الكتاب شكل يوميات تتنقل خلالها الكاتبة بين الأماكن المشتعلة في المدن السورية، فتقدم مشاهداتها وانطباعاتها وتقابل معتقلين سابقين ومتظاهرين وتعبر حواجز التفتيش بحثاً عن"الرواية الفعلية"لما يجري. والهدف كما تقول لوكالة فرانس برس كان"ضرب رواية النظام"السوري الذي روج لوجود"عصابات مسلحة"و"مخربين"بين التظاهرات الشعبية التي بدأت في منتصف آذار - مارس من العام الماضي. وتقدم يزبك عملها الذي يحمل عنوان"تقاطع نيران"على أنه"جزء من توثيق ذاكرة الثورة"خلال أشهرها الأربعة الأولى، وترى أن أهمية هذا التوثيق تنبع من كونه"تجربة شخصية عشتها كإنسان وككاتبة في قلب الحدث". ومن مكان لجوئها تواصل يزبك دعم ثورة أبناء بلدها، فهي تنتقل من ندوة إلى أخرى لتقدم إلى الجمهور شهادتها على الأحداث. وكنتيجة مباشرة لدعمها للثورة الشعبية ضد النظام السوري، تشكل الكاتبة مع مثقفين سوريين آخرين انتقلوا للعيش خارج البلاد، ظاهرة لم تشهدها ثورات أخرى في الربيع العربي. وتشير يزبك إلى طبيعة القمع الذي يمارسه النظام السوري. وفي رأيها أن ما يحدث في الثورة السورية لم يحدث في أي من الثوارت العربية، فالمثقفون الذين غادروا سورية كانوا مضطرين للقيام بذلك. وبعضهم هدد مباشرة بالقتل على يد شخصيات كبيرة في النظام السوري، وفق ما تقول. وتؤكد الكاتبة أنها لا تدافع عن فكرة الخروج من سورية موضحة أن"واحداً من أسباب أزماتي النفسية أني خارج البلد الآن. ولو أني في الداخل وساكتة لربما كنت مرتاحة أكثر على المستوى الشخصي. ولكن هل أخدم الثورة أكثرعندما أكون في الداخل أم في الخارج؟ لو لم أغادر لما كان بوسعي إنجاز كتاب، أو حتى كتابة مقال". ويعتبر كتاب يزبك الجديد الكتاب الأول الذي يوثق لأحداث الثورة السورية. واللافت أنه صدر مترجماً إلى اللغة الألمانية قبل أن تصدر نسخته العربية التي تأخرت"لأسباب تقنية على أن تصدر خلال أيام"وفق ما تقول يزبك. وسيصدر الكتاب مترجماً أيضاً إلى الفرنسية والإنكليزية تباعاً.