اعتبر قائد القوات الأميركية في اليابان جنرال سالفاتوري أنغيليلا امس، أن الوضع"خطر جداً"، قبل إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى هذا الشهر. وكانت بيونغيانغ أعلنت السبت الماضي نيتها إطلاق صاروخ لوضع"قمر اصطناعي للمراقبة الأرضية"في المدار، بين 10 و22 من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن علماءها حلّلوا"أخطاء ارتُكبت في عملية الإطلاق السابقة في نيسان إبريل"الماضي. وذكرت الدولة الستالينية أن الطبقة الأولى من الصاروخ ستسقط في البحر الأصفر قبالة السواحل الغربية لشبه الجزيرة الكورية، فيما ستسقط الطبقة الثانية في البحر على مسافة نحو 190 كيلومتراً شرق الفيليبين. ويعتبر الغرب أن إطلاق الصاروخ هو مجرد اختبار لصاروخ باليستي، مذكّراً بأن عقوبات فرضها مجلس الأمن تحظّر على بيونغيانغ إطلاق صواريخ بعيدة المدى. وقال أنغيليلا إن القوات الأميركية في اليابان تراقب عن كثب النشاط في كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن إطلاق الصاروخ ينتهك قيوداً فرضها مجلس الأمن، لمنع كوريا الشمالية من تطوير قدراتها الصاروخية بعيدة المدى. واضاف:"هذا وضع خطر جداً، ولا نساند التدابير التي تتخذها كوريا الشمالية. نراقب الوضع عن كثب". وأشار أنغيليلا، الذي يقود حوالى 50 ألف عسكري أميركي في اليابان، إلى أن قواته تعمل في شكل وثيق مع اليابانيين لحماية السكان والأرض في البلاد. وكان مسؤولان أميركيان أعلنا أن البحرية الأميركية حركت سفناً في اتجاه غرب المحيط الهادئ. في غضون ذلك، قال الياباني كينجي فوجيموتو، الذي عمل طاهياً لدى قيادة كوريا الشمالية، وزار الدولة الستالينية هذه السنة، إن إطلاق الصاروخ يشكل تكريماً للزعيم الراحل كيم جونغ ايل الذي توفي قبل سنة. فوجيموتو الذي يستخدم اسماً مستعاراً، وكان الطباخ الشخصي لكيم جونغ أيل لصنع السوشي، بين سنتي 1988-2001، قال:"أعتقد بأن كيم جونغ أون لا يتخذ دوراً عدائياً جداً، في الضغط لإطلاق الصاروخ، لكنه قد يرغب في إحياء ذكرى رحيل والده". وأضاف أنه يعتقد، على رغم تصميم بيونغيانغ على تحدي النداءات الدولية لإلغاء إطلاق الصاروخ، بأنها تشهد تغييراً نحو الأفضل وتريد تحسين علاقاتها مع الغرب. واستقر فوجيموتو في اليابان، بعد مغادرته بيونغيانغ، ونشر كتب مذكرات. وكتابه الأخير يتمحور حول زيارة لكوريا الشمالية دامت أسابيع في الصيف الماضي، وفاءً لوعد قطعه لكيم جونغ أون، قبل مغادرته. وأشار فوجيموتو إلى أن لقاءه الزعيم الكوري الشمالي الشاب كان"عاطفياً". ويظهر غلاف كتابه الأخير صورة له مع كيم جونغ أون. سيول إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هو، أن بلاده تجري محادثات مع الصين"حول سبل فرض عقوبات على كوريا الشمالية إن هي أطلقت الصاروخ". وأضاف أن سيول وبكين تناقشان ما سيحدث بعد إطلاق الصاروخ، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية تبذل جهوداً ديبلوماسية لإقناع الشمال بإلغاء قرارها في هذا الصدد. في السياق ذاته، أشار ناطق باسم الخارجية الأميركية إلى اتفاق بين واشنطنوسيول وطوكيو على اللجوء إلى مجلس الأمن إن اطلقت بيونغيانغ الصاروخ. وأعلن أن الأطراف الثلاثة يدعون كوريا الشمالية إلى الالتزام بموجباتها الدولية، بموجب قرارات مجلس الأمن، والامتناع عن استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وفي بروكسيل، أعرب الحلف الأطلسي عن"قلق بالغ من نية كوريا الشمالية إطلاق صاروخ"، معتبراً أن ذلك"سيشكّل انتهاكاً مباشراً لقراري الأممالمتحدة 1718 و1874، وسينذر بتفاقم التوتر في المنطقة وزعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية". وحضّ بيونغيانغ على"الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والإذعان لإرادة المجتمع الدولي وتجميد إطلاق الصاروخ".