إعتبر الأميركي روب هيرش، رئيس وفد لجنة التفتيش والتقويم التابع للاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى الدوحة، أن إقامة بطولة العالم في مناطق جغرافية جديدة يعتبر مهم جداً لنشر اللعبة، رافضاً المفاضلة بين المدينتين المرشحتين لإستضافة مونديال 2017. من جهته، وعد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس لجنة ملف الدوحة بنقل البطولة إلى مستوى أعلى في حال الحصول على الإستضافة، مؤكداً ثقته بملف بلاده. وتتنافس الدوحة مع لندن على إستضافة مونديال "أم الألعاب" عام 2017، وسيكشف المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في موناكو هوية المدينة الفائزة بشرف التنظيم. وقال هيرش، بعد زيارة الى الدوحة استمرت يومين، أعقبت زيارة مماثلة إلى لندن مباشرة "إنطباعاتي ايجابية، إنها سادس مرة أزور فيها قطر وفي كل مرة أعجب بالتطور السريع في مختلف المجالات، وأكون سعيداً دائماً بزيارتها". وأوضح: "كلنا نعرف أن هناك مشكلة الحرارة، ولكن مار رأيناه في زيارتنا لأحد الملاعب (ملعب السد) نموذجاً لتبريد الملاعب، ليس فقط للمدرجات بل للأرضية أيضاً، انه الجيل الأول لهذه التكنولوجيا التي يمكن أن تتطور، ونحن نتمنى أن تنجح هذه التجارب وأن تتوافر افضل الظروف للرياضيين والمشجعين في مثل هذه الدورات العالمية". وزاد: "كما أن سباق الماراثون سيقام مساء حيث تختلف درجات الحرارة كثيراً عن النهار". وجدد هيرش تأكيده بالقول: "صحيح أنني قلت أن الحرارة هي عامل من العوامل، ولكن يجب أن نذكر أن بطولات دورات عالمية كثيرة منها مثلاً في اشبيلية (1999) وحتى أولمبياد برشلونة جرت فيها السباقات في ظل حرارة مرتفعة جداً، ولا يمكن القول أن عامل الحرارة سيكون ضد ملف قطر"، مؤكداً أن الموعد المقترح للتنظيم هو "من 9 الى 17 أيلول/سبتمبر". ورفض هيرش إعطاء الأفضلية لمدينة على أخرى، بقوله "لا يمكننا المقارنة، وليس دور لجنة التقويم أن تقول أن هذا الملف أفضل من غيره، نحن نزور المكان ونستمع إلى الشرح، ونعطي رأينا بأن هذا الملف قابل للتطبيق وإستضافة ألعاب جيدة، ولا نفاضل بين العرضين، وكل عضو في المكتب التنفيذي سيكون له رأيه الخاص في التصويت". وتابع: "لقد أعجبنا بالملفين والمدينتين، وبحماسة المسؤولين عن الملفين وإلتزامهم بانجاح البطولة، وبالملاعب، ملعب لندن جديد، واستاد خليفة في الدوحة جيد وهناك مشاريع لتحسينه وتطويره وسيكون أفضل من الان بكثير عام 2017". وأوضح أيضاً: "شخصياً اعجبت بالمدينيتن، الدوحة مدينة حديثة عصرية مثيرة للإعجاب بمبانيها الحديثة، ولندن تختلف عنها تماماً وفيها العراقة والمباني القديمة...". وتحدث هيرش أيضاً عن الملف القطري بقوله "إضافة إلى الملاعب والمنشآت عموماً التي أثارت إعجابنا في الملف القطري، نحن نؤكد على معرفتنا بالتزام اللجنة المنظمة وبرغبتها في إحضار بطولة لنشر اللعبة في هذه المنطقة، نحن نظمنا البطولة سابقاً في شرق آسيا وهذه نقطة مهمة بأن ننقل البطولة إلى منطقة جغرافية جديدة. البطولة لم تقم في هذه المنطقة من العالم ونحن نعرف أهمية إحضارها إلى هنا ولا شك بأن ذلك سيسهم في نشر اللعبة أكثر في المنطقة". وزاد: "هناك نقطة أخرى، فخلال زيارتنا إلتقينا مسؤولين كثراً نحن نعرف التزامهم وقدرتهم على إنجاح هذه البطولة، أنا شخصياً عملت مع كثيرين منهم في اللجنة المنظمة لبطولة العالم السابقة داخل الصالة". ورداً على سؤال عن المواصلات، قال هيرش: "نعرف أن المسؤولين سيتخذون الإجراءات اللازمة لتحديد ممرات خاصة للحافلات والباصات التي تقل الرياضيين والمسؤولين، وأعتقد أنه لن تكون هناك مشكلة. اما بالنسبة إلى الجمهور فما أعرفه أنه تم تنظيم تظاهرات رياضية كبيرة جداً في الدوحة بوجود عشرات الآلاف من المتفرجين ولم أسمع عن مشاكل حصلت. ليست المرة الأولى التي نكون فيها في الدوحة لحضور بطولات لألعاب القوى أو غيرها، فليس هناك أي مشكلة بالنسبة لإقامة الرياضيين والرسميين والجمهور أيضاً، لأن هناك فنادق كافية، كما هناك قرية للرياضيين واعدة في طور البناء"، مضيفاً "نحن نعلم أن موضوع الحضور الجماهيري جدير بالاهتمام وتحدثنا فيه مع المنظمين، ومثلاً في بطولة العالم في دايغو كنا قلقين من ملء المدرجات لكن المسؤولين هناك اتخذوا الإجراءات اللازمة وتابع الجميع كيف كان الملعب ممتلئاً، ونحن مستعدون للتعاون مع اللجنة المنظمة في الدوحة في هذا الشأن". من جانبه، ذكّر الشيخ أن "العلاقة والشراكة مع الاتحاد الدولي قديمتان، وكان أعضاؤه هنا مراراً خصوصا العام الماضي في بطولة العالم داخل القالات. وقد رأى أعضاء الوفد في زيارتهم ليومين ماذا في الدوحة الآن وماذا تخطط وما ستكون عليه عام 2017". وأضاف "هذا العمل يحتاج إلى شراكة، فنحن تستمع لملاحظات الاتحاد الدولي ولكننا واثقون من ملفنا وواثقون من نقل البطولة إلى مستوى أعلى، ونعد بأن نقدم أفضل بطولة عالم لالعاب القوى حتى الآن. نحن مستعدون لحل أي مشكلة إن كانت تتعلق بالحرارة أو غيرها". وعن ملف لندن قال الشيخ سعود: "نحترم الملف الآخر ونترك التعليق عليه إلى أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي". وتابع "نحن سعداء لإستضافة وفد الاتحاد الدولي، علاقتنا مع الاتحاد الدولي بدأت عام 1997 عندما استضفنا للمرة الأولى في الشرق الأوسط الجائزة الكبرى، ثم بطولة العالم داخل صالة، والآن الدوري الماسي، ونعمل مجدداً كشركاء لإزالة أي حواجز وجلب بطولة العالم في الهواء الطلق، أكبر بطولة يشرف عليها الاتحاد الدولي، إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى". وأوضح "نريد أن ننشر هذه اللعبة في منطقة الشرق الأوسط التي تضم أكثر من 450 مليون نسمة، ونحن مستعدون لبذل الجهود لانجاح هدفنا، ونعمل دائماً على أن نأتي بالجديد في تنظيم الاحداث الرياضية في الدوحة". وتطرق الشيخ سعود أيضاً إلى تنظيم قطر بطولات دولية كثيرة سنوياً بقوله: "هذه البطولات لم تأت من فراغ لكن كان الاعداد لها منذ أكثر من 20 عاماً، نحن نخطط لذلك وباتت قطر قبلة الرياضيين العالميين، وأحياناً ننظم أكثر من 26 بطولة في العام، فالاتحادات الرياضية أسست لخبرات في التنظيم، وخبرات في الهيئات الأخرى أيضاً من الأمن والمطار ...". كما تحدث عن التنسيق بين ملفي 2017 وكأس العالم لكرة القدم عام 2022 التي فازت قطر بشرف تنظيمها.