طوال نصف قرن من الزمن حاول طلاب مقاطعة شان في شمال غربي بورما المحافظة سراً على لغة اتنية أراد النظام العسكري القضاء عليها لكن مع الإصلاحات السياسية ينبت الأمل بعودتها إلى الضوء. وتكثر الدعوات في كل أرجاء البلاد لإعادة تعليم لغات الأقليات في إطار جهود النظام الجديد لوضع حد لبؤر تمرد مسلحة كثيرة انتشرت في البلاد منذ استقلالها عام 1948. ويؤكد ساي خام سينت رئيس الجمعية من أجل ثقافة شان ولغتها ومقرها في تونغي عاصمة هذه المقاطعة:"لغة شان هي الدم الذي يسري في عروق شعب شان. لو اندثرت هذه اللغة، ستختفي الاتنية". وقد تم التداول بنسخ مصورة من كتيب صغير لتعليم الأطفال اللغة التي حذفت من المنهج، سراً على مدى سنوات. لكن نسخة جديدة منه طبعت هذه السنة بفضل الإصلاحات السياسية. وتنظم الجمعية دروساً صيفية كي يتعرف الأطفال على اللغة صوتاً وكتابة مع الاستعانة بأعمال كلاسيكية في الأدب المحلي مثل"خون سان لو ونان وو بيين"وهي قصة عشيقين يتحولان إلى نجمين بعد وفاتهما. لغة شان شبيهة باللغة التايلاندية التي ينطق بها على الجانب الآخر من الحدود وهي من ضمن حوالى مئة لغة ولهجة محلية بورمية. وتحاول مجموعات اتنية بورمية أخرى من بينها المون وشين وكارن، هي أيضاً إحياء لغتها. وهو مطلب أساسي للبعض بعد نصف قرن من النضال والانتهاكات اليومية للحقوق المدنية. ويرى بنديكت روجرز الناشط في مجال حقوق الإنسان في المنظمة غير الحكومية"كريستشن سوليدارتي وورلدوايد"أن"المسألة الاتنية مركزية لمستقبل بورما". وأضاف:"في حال بقي هناك نزاع أو حتى أي شكل من أشكال الاضطهاد للأقليات الاتنية فان بورما لن تحقق كل إمكانياتها حتى لو اعتمدت مؤسسات ديموقراطية". ويوضح مسؤول كبير في الحكومة ضالع في المفاوضات:"البورمية هي اللغة المشتركة وعلى المجموعات الاتنية أن تتعلم البورمية. وإذا أرادت تعلم لغتها الاتنية فيمكنها أن تفعل ذلك خلال أوقات فراغها". في أيلول سبتمبر قال نائب الرئيس ساي موك خام وهو من اتنية شان أن تعليم اللغات الاتنية سيسمح به خلال فترات العطل مضيفاً أن الأمر سيكون معقداً خلال المنهج العادي. ويشير بعض المراقبين إلى أن تعليم كل اللغات واللهجات المحلية مستحيل في نظام تربوي يعاني في الأساس وحيث تشهد بعض المناطق النطق بلغات عدة. ويضيف هؤلاء أن اللغتين الإنكليزية والصينية أهم بالنسبة للمستقبل. ويوضح ساي سو هلينغ العضو في الجمعية من أجل ثقافة شان ولغتها"لدينا الكمبيوتر الآن إلا أن لا كلمة في لغة شان تشير إلى هذا الجهاز. ليس لدينا كلمة تشير إلى إذاعة. علينا أن نخترع كلمات للبريد الإلكتروني والإنترنت".