سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المراقب المستقيل أنور مالك ل"الحياة": لا يوجد ارهاب في سورية بل ثورة شعبية ... وتوقع تقديم حمد بن جاسم والعربي تقريراً إلى مجلس الامن . الأسد في ساحة الامويين ومقتل صحافي فرنسي في حمص
انضم الرئيس السوري بشار الاسد مع عائلته الى تظاهرة خرجت امس لتأييد النظام في ساحة الامويين في دمشق. وفيما كانت وسائل الاعلام السورية تشيد بالظهور"المفاجيء"للرئيس بين مناصريه، بدا للمراقبين ان حضور الرئيس السوري كان معداً مسبقاً وبالغ التنظيم. فالشعارات والهتافات التي ارتفعت ومحاصرة الحراس والمرافقين للرئيس والتجهيز الصوتي في الساحة لنقل الخطاب الذي القاه الاسد واستغرق حوالى عشر دقائق، توحي ان حضور الرئيس السوري كان معداً بعناية من قبل السلطات. راجع ص 3 و4 وطغى على حضور الاسد طابع المهرجان الانتخابي. وبينما كانت الهتافات ترتفع ومنها"شبيحة للأبد ... لعيونك يا أسد"القى الرئيس السوري كلمة قال فيها"اردت ان اكون معكم لأستمد القوة في وجه كل ما تتعرض له سورية". وأكد للمتظاهرين"سننتصر على المؤامرة. هم الآن في مرحلتهم الاخيرة من المؤامرة وسنجعل هذه المرحلة هي النهاية لهم ولمخططاتهم". وجاءت مشاركة الاسد في التظاهرة بعد يوم على الخطاب الذي القاه في جامعة دمشق واتهم فيه دولاً عربية بالمشاركة في"المؤامرة"على سورية، واعتبر استعادة الامن مسألة تحتل الاولوية و مهدداً بضرب"الارهابيين"بيد من حديد. وأثار هذا الخطاب انتقادات واسعة من المعارضة السورية ومن مسؤولين غربيين. واتهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الرئيس السوري ب"الحض على العنف"و"انكار الواقع". كما قالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان خطاب الاسد يظهر ان الحكومة السورية تحاول صرف الانظار عن الحملة التي تشنها على المحتجين وتتهرب من المسؤولية عن العنف. واضافت ان"ذلك يؤكد وجهة نظرنا وهو انه حان الوقت للأسد كي ينتحى". في هذا الوقت قتل امس اول صحافي في سورية منذ بدء الاحداث قبل اكثر من عشرة اشهر. واعلنت قناة"فرانس 2"التلفزيونية ان الصحافي جيل جاكييه، وهو احد كبار مراسليها، قتل خلال وجوده في حمص مع فريق صحافي برفقة مسؤولين من وزارة الاعلام السورية. وطالبت الحكومة الفرنسية دمشق بتحقيق كامل حول ظروف مقتله ودعتها الى ضمان امن الصحافيين الدوليين العاملين على اراضيها وحماية حرية الاعلام. كما نددت واشنطن ب"عجز"النظام السوري عن توفير ظروف ملائمة لعمل الصحافيين. والى الصحافي الفرنسي قتل ثمانية في حمص امس. واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 27 قتيلاً في مواجهات في مناطق مختلفة من سورية. فيما ذكر مسؤول في الاممالمتحدة ان عدد الذين قتلوا منذ وصول المراقبين العرب الى سورية في اواخر الشهر الماضي تجاوز 400 شخص. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤول في الجامعة العربية انها قررت تعليق ارسال مراقبين جدد الى سورية، بعد هجوم استهدف فريقها الاثنين. وقال المصدر ان"الجامعة العربية لن ترسل مزيدا من المراقبين في الوقت الراهن حتى تستتب الاوضاع بالنسبة للمراقبين خاصة بعد الحادث الذي تعرض له احد فرق المراقبة في مدينة اللاذقية شمال غرب الاثنين الماضي"حيث اصيب بجروح طفيفة ثلاثة مراقبين كويتيان واماراتي. واعلن احد هؤلاء المراقبين، الجزائري انور مالك، انسحابه من المشاركة في البعثة العاملة في سورية. وقال ل"الحياة"ان النظام السوري"استغل مهمة المراقبين لتحضير نفسه لمرحلة أكثر دموية، واذا لم تسحب البعثة سيواجه العرب كارثة"، لافتاً الى ان"سورية تتجه نحو حرب اهلية اذا بقي المراقبون". وذكر انه"لا يوجد ارهاب في سورية بل ثورة شعبية مدنية، وعناصر الجيش الحر لا يقومون بالهجوم، بل بالدفاع عن الناس". واضاف انه قرر تجميد دوره في بعثة المراقبة ومغادرة سورية نهار الخميس الماضي"عندما شاهدت جثة منزوعة الجلد لأسير كان في المستشفى وقتل بعد تعرضه لتعذيب"، وتابع"اعترفوا أنه مات بسبب اصابات، وكان حياً عندما أخذوه الى المستشفى وكان أصيب بنزف شديد ومات... لقد نزعوا جلده من أماكن حساسة جداً في جهازه التناسلي بغرض التعذيب. لا أستطيع وصف ما رأيت. كان المشهد صعبا وفظيعا جدا. رأيت أمه وهي عمياء تحتضنه وتقبله وتبكي، وتقيأت في تلك اللحظة". وزاد أن بعض المراقبين غادروا أيضا، مشيرا الى المراقب المصري احمد عبد الله خليل، والجيبوتي محمد حسين عمر الذي سحبته منظمته التي أوفدته، اضافة الى مغربي وتونسي وسوداني وآخرين. واضاف أن"هناك شرفاء يريدون المغادرة"، مؤكدا أن"المراقبين يعيشون في رعب حقيقي ومن دون استثناء". وفي نيويورك، أكدت مصادر غربية رفيعة في مجلس الأمن أن موعد التاسع عشر من الشهر الحالي سيكون حاسماً بالنسبة الى التحرك في شأن سورية. وأضافت أن الاجتماعات متواصلة مع السفراء العرب في الاممالمتحدة، لبحث خيارات التحرك"وبينها طرح مشروع قرار غربي على مجلس الأمن". وقال ديبلوماسي غربي إن ثمة إمكانية أن"يأتي الأمين العام للجامعة نبيل العربي ورئيس حكومة قطر الشيخ حمد بن جاسم الى مجلس الأمن ليقدما إيجازاً حول الوضع في سورية"في ضوء تقرير بعثة المراقبين في 91 الشهر. وإذ اعترف بأن مجلس الأمن"عالق بسبب الموقف الروسي"أكد أن الدول الغربية لن تقف مكتوفة بانتظار تغير الموقف الروسي. وأشار الديبلوماسي الغربي الرفيع الى أن لروسيا مخاوف جدية في سورية من اندلاع حرب أهلية"وهم يريدون حماية الأسد لكنهم لا يريدون الغرق معه، إلا أن مخاوفهم هذه لم تنعكس بعد في تحركهم في مجلس الأمن". وأضاف أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم المساعدة التقنية واللوجستية الى البعثة العربية"لكن الجامعة لم تطلب شيئاً محدداً بعد". وأضاف أنه في حال عدم اتخاذ الوزراء العرب موقفاً قوياً فإن الدول الغربية"ستعيد تقويم الموقف لتقرر ما إذا كانت ستتولى قيادة العملية بنفسها أو أن تتبنى مقاربة قائمة على مرحلتين، إنذارية وعقابية". وتحدث عن خيارات في مجلس الأمن في شأن سورية منها"التحرك على غرار نموذج اليمن وهو ما تريده روسيا وترفضه الدول الغربية". اما الخيار الثاني فهو طرح الدول الغربية قراراً سياسياً يهدد بفرض عقوبات"على غرار مشروع القرار الذي كان قدم في تشرين الاول الماضي، ويتابع بفرض عقوبات في حال عدم امتثال سورية للقرار".