الأرجح أن فوز البروفسور المصري-الأميركي أحمد زويل بجائزة نوبل للكيمياء عام 1999، ساهم في اهتمام مصر حاضراً بمشروع"مدينة زويل للعلوم". وغالباً ما يشار الى زويل باعتباره العربي الأول الذي نال جائزة نوبل في مجال العلوم. ثمة رأي آخر، إذ يشير أرشيف نوبل إلى نيل السير بيتر مدوّر، وهو أميركي من أصل لبناني، جائزة نوبل للطب قبل عقود من فوز زويل بهذا التكريم، ولعل قلّةً تعرف أن ثمة طبيياً لبنانياً-أميركياً آخر إسمه إلياس خوري، نال نوبل للطب قبل عقود أيضاً! لا بأس من التنافس بين الإخوة طالما تعلّق الأمر بالعلم، ولأن الشيء بالشيء يُذكر، يمكن الإشارة الى أن بلاد الأرز شهدت أخيراً تصاعداً ملحوظاً في المؤتمرات الطبية والندوات العلمية. وتساعد هذه المؤتمرات على الارتقاء بمستوى الكادر الطبي اللبناني وزيادة تفاعله مع البحوث العلمية والتقنيات المتطوّرة المستخدمة في الدول الغربية. في هذا السياق، استضافت بيروت أخيراً، مؤتمراً طبياً دولياً حمل عنوان"التطورات الطبية والجراحية"، وسعى الى عرض بحوث علمية حديثة. وتولى"اتحاد الأطباء الأميركيين- اللبنانيين"الدعوة للمؤتمر، الذي شارك فيه عدد من الأطباء الأميركيين من أصل لبناني، إضافة إلى حشد من الأطباء والاختصاصيين ورؤساء الكليات الطبية في جامعات لبنان. وناقش المؤتمر بحوثاً حديثة عن المستجدّات في علاج السكتة الدماغية الفالج، والطرق الأكثر جدّة في الوقاية من الأمراض المعدية والالتهابات الفطرية وعلاج الامراض الجلدية وسرطان القولون، وعلاقة الامراض السرطانية بالجراثيم المُعدية، وجراحة القلب بالمنظار، والتطعيم عند الاطفال وغيرها. وأشار رئيس اتحاد الأطباء الأميركيين-اللبنانيين الدكتور محمود كريدية، الى أهمية المؤتمر،"نظراً لمساهمته في رفع مستوى الطب لبنانياً، وهو مستوى متقدّم أصلاً، بل إنه كان رائداً في منطقة الشرق الاوسط عبر مواكبته للتطوّر العلمي". وتطرق الى مشاريع مستقبلية للاتحاد في لبنان، تتضمن متابعة التعاون ثقافياً وعلمياً مع الكوادر الطبية، وتقديم منح دراسية لتلامذة الطب اللبنانيين، سواء في الجامعات المحلية أم الاميركية، وتحسين المستويين العلمي والمهني للعاملين في القطاع الصحي كالممرضين والممرضات، وإنشاء لجنة تعليمية لتسهيل تخصّص الأطباء اللبنانيين في الولاياتالمتحدة، وتقديم أجهزة ومعدات متطوّرة إلى المراكز الصحية في لبنان. وحيّا رئيس نقابة أطباء لبنان بنان شرف أبو شرف المؤتمر، واصفاً إياه بأنه عالمي الطابع، ومُشدّداً على ضرورة التعاون مع الاطباء اللبنانيين المقيمين في أميركا. وأضاف:"هذا التعاون يعطي أطباء لبنان بعداً علمياً وثقافياً يتخطى الحدود الجغرافية لهذا الوطن. ولذا، تعمل نقابة الاطباء على رفع مستوى الأتمتة في العمل النقابي، ما يضع في متناول الاطباء مكتبةً علمية واسعة ومتجدّدة".