أفاد تقرير ل"شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالجوع"التي تدعمها"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"بأن نسبة سوء التغذية الحاد لدى الناس في بعض أقاليم الصومال باتت تتجاوز 50 في المئة، متوقعاً تفاقم انعدام الأمن الغذائي ليتحوّل إلى مجاعة في غالبية مناطق جنوب البلاد خلال أربعة إلى ستة أسابيع. وترصد الشبكة وضع الأمن الغذائي في 30 بلداً مهدداً بالمجاعة حول العالم، باستخدام معطيات وبيانات يجمعها ويعدها مراقبون مدرّبون في مناطق المجاعة بالاعتماد على معلومات علمية وأخرى مستقاة من الأقمار الاصطناعية. وتوقعت حلول المجاعة في القرن الأفريقي قبل أكثر من سنة، وهي تُصدر تحذيرات في حال حصول نقص خطير في الغذاء. ومعروف أن الجفاف هو السبب وراء تدنّي المحاصيل والمجاعة المترتبة في منطقة القرن الأفريقي، لكن أحدث تقرير للشبكة يعرض بإسهاب مدى شحّ المحاصيل في العام الحالي. فموسم هطول الأمطار من نيسان أبريل إلى حزيران يونيو المعروف باسم"غو"، يهيئ عادة الظروف التي تعزز الإنتاجية الزراعية في منطقة الجفاف، لكن ذلك لم يحدث هذه السنة. وتابع التقرير أن"إنتاج الحبوب الغذائية في الموسم الحالي في جنوبالصومال يُقدَّر ب 37600 طن، وهو أدنى إنتاج للحبوب الغذائية في موسم غو خلال السنين ال 17 الأخيرة، ويمثل نسبة 26 في المئة من متوسط الحصاد السنوي خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1995 و2010، أي زمن الحرب الأهلية في البلاد. وأضاف أن البنية الرئيسة الرديئة للريّ والتنافس الشديد على مياه الريّ ساهمت في تقليص المحاصيل، إلى جانب وجود آفات، مثل الحشرات وأمراض المحاصيل. وفي حين تعتبر المحاصيل الزراعية في الصومال متدنّية هذا العام، كان رعاة المواشي أوفر حظاً. وجعل تزامن ارتفاع أسعار الحبوب الغذائية وانخفاض المداخيل الحصول على الغذاء بعيداً من متناول الصوماليين العاديين، إذ يشير التقرير إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية جعلها دون متناول غالبية الأسر. ويُعتبر الجفاف الحالي الأسوأ في المنطقة خلال نحو 60 سنة، كما أن دولاً مجاورة للصومال تقاسي من شحّ الغذاء هو الأسوأ خلال 20 سنة إذ طاول 12.5 مليون نسمة عبر القرن الأفريقي، من بينها إثيوبيا وجيبوتي وكينيا. وستكون هناك حاجة إلى نحو 2.5 بليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في المنطقة، لكن جهات مانحة تعهدت تقديم بليون دولار فقط حتى الآن. واجتمعت دول الاتحاد الأفريقي في مؤتمر للتعهدات التزمت خلاله بتقديم 350 مليون دولار إضافية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي حاول فيها الاتحاد تنظيم أعضائه للاستجابة لهذا النوع من النداءات. وفي حين تُعتبر الاحتياجات الحالية جسيمة، فإن كثيرين يسعون إلى إيجاد حلول أطول أجلاً لمشكلة الأمن الغذائي في أفريقيا. وتعهّدت الولاياتالمتحدة المساهمة ب 580 مليون دولار للغوث الإنساني في القرن الأفريقي وطوّرت برنامجاً يدعى"الغذاء للمستقبل"الذي يطمح إلى تأسيس أمن غذائي في المنطقة وتحسين المهارات والأساليب الزراعية وتطوير البنى التحتية.