حط المكوك"اتلانتيس"من دون عقبات مع رواده الأربعة في مدرج مركز كيندي الفضائي قرب كاب كانافيرال في فلوريدا أمس، منهياً برنامج المكاكيك الفضائية الأميركية الذي استمر 30 سنة، وشهد إنجازات كبيرة وكارثتين. وسيُنقل الى التقاعد في متحف. واستغرقت عملية الهبوط من مدار الأرض 65 دقيقة، قبل أن يعلن المراقب كريس فرغسون أن"مهمة البرنامج أنجزت بعد أكثر من 30 سنة في الخدمة، وباتت مكانته في التاريخ، لكن الولاياتالمتحدة لن تتوقف عن استكشاف الفضاء". وفي تحية وداع أخيرة الى"أتلانتس"، مرت محطة الفضاء الدولية قبل هبوطه في شكل عمودي فوق مركز كيندي الفضائي. وأمكن مشاهدتها لنحو أربع دقائق. واقترب"اتلانتس"من المركز محلّقاً فوق أميركا الوسطى، ثم غرب كوبا قبل الوصول الى فلوريدا حيث خرق جدار الصوت مرتين. واستخدم المكوك نظام الملاحة الآلي خلال عملية الهبوط، لكن قائده أداره يدوياً لتأمين استقراره على المدرج. وقطع"أتلانتس"8.5 مليون كيلومتر خلال مهمته ال33 الأخيرة، و202.67 مليون كيلومتر منذ وضعه قيد الخدمة. وأمضى ما مجموعه 307 أيام في الفضاء، وأجرى 4848 دورة حول الأرض. وعموماً، قطعت المكاكيك الأميركية الخمسة كلها، وهي المركبات الطائرة الأكثر تعقيداً في التصميم، 872.9 مليون كيلومتر، وأجرت اكثر من 21 ألف دورة حول الأرض، وأمضت 1333 يوماً في الفضاء. وهي سمحت بوضع تلسكوب"هابل"في المسار الذي أحدث ثورة في علم الفلك، وببناء محطة الفضاء الدولية بكلفة مئة بليون دولار والتي توازي مساحتها حجم طائرة"بوينغ 747"بين عامي 1998 و2010، وتشكل مختبراً فريداً يعتبر أساسياً للتحضير لمهمات مأهولة لاستكشاف النظام الشمسي. وأمس، أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية ناسا أن تلسكوب"هابل"اكتشف قمراً صغيراً رابعاً حول كوكب بلوتو، سُمي"بي 4"موقتاً. وأوضحت أن تقديرات قطر القمر الجديد تراوح بين 13 و34 كيلومتراً، ما يجعله أصغر الأقمار الأربعة التي تدور حول الكوكب، مشيرة الى انه يتمركز بين مداري"نيكس"و"هيدرا"، وكلاهما اكتشفه"هابل"عام 2005 . وشهد برنامج المكاكيك الأميركية الذي تجاوزت كلفته التوقعات مع 775 مليون دولار، كارثتين تمثلتا بانفجار"تشالنجر"بعد إطلاقه في 28 كانون الثاني يناير 1986، و"كولومبيا"في 1 شباط فبرار 2003 لدى دخوله الغلاف الجوي للأرض. وقضى 14 رائداً في الحادثين. وإثر الرحلة ال135 الأخيرة لمكوك أميركي، أصبحت الولاياتالمتحدة من دون وسيلة لنقل روادها الى محطة الفضاء الدولية، وستعتمد على مركبات"سويوز"الروسية حتى 2015 على أقرب تقدير.