كريستينا أغيليرا هي نجمة الغناء الأميركية ذات الشهرة العالمية والشعبية المميزة لدى جميع فئات المجتمع والتي تبيع ما لا يقل عن ثمانية ملايين نسخة من كل أسطوانة جديدة تصدرها. ذلك أن أغيليرا تغني الحب والصفات الإنسانية الحسنة مثل الشجاعة وروح التضحية والقناعة وفعل الخير بفضل الإيمان القوي. وهي من ناحية ثانية لا تتردد في ترديد أغنيات جريئة وفضائحية إلى حد ما مرتدية في أفلام"الفيديو كليب"التي تصاحب هذه الأغنيات الفساتين القصيرة الممزقة واضعة نفسها في موقع المنافسة الرقم واحد لكل من مادونا وليدي غاغا. وبفضل هذا التناقض في تصرفاتها الفنية كونت أغيليرا ثروة طائلة تقدر بملايين الدولارات تتبرع سنوياً بجزء منها لمصلحة الفقراء والمرضى والأطفال المحرومين، غير أنها تنفق المبالغ الضخمة على مظهرها من ثياب ومكياج وأكسسوارات وتسريحات جنونية. على الصعيد الشخصي انفصلت أغيليرا منذ فترة وجيزة عن زوجها المنتج الموسيقي جوردان براتمان بعد خمسة أعوام من الحياة المشتركة، وهي أم لصبي عمره سنتان. تتميز كريستينا أغيليرا بجمال ناعم وجاذبية مشعة يصعب لمن يجلس أمامها أن يقاومها، وباختصار يمكن وصفها بأنها النموذج الأميركي الحي للفنانة التي تطمع في كسب رضا الصحافة وتجيد كل ما هو ضروري مهنياً من أجل الوصول إلى هذا الهدف. زارت أغيليرا باريس من أجل أن تروج لفيلمها السينمائي الأول"بورليسك"النازل على شكل أسطوانة DVD والذي تتقاسم بطولته مع نجمة ثانية في الغناء هي شيرز والفيلم من المتوقع أن يحول أغيليرا ممثلة درامية مرموقة قادرة على إثارة حماسة الجماهير. وفي هذه المناسبة التقتها"الحياة"في باريس وحاورتها. كثيراً ما قورنت بالنجمة الزنجية ويتني هيوستون من حيث صوتك وأسلوبك الغنائي وحنجرتك فما شعورك تجاه ذلك علماً أنك لست زنجية؟ - أعيش مع هذه المقارنة منذ بدايتي الفنية علماً أن ويتني هيوستون تكبرني سناً وتسبقني خبرة في الميدان الفني، وما أستطيع قوله هو أنني من أشد المعجبات بها وبصوتها القوي الرنان وأغنياتها المعروفة علماً أنها مع الأسف انتهت فنياً بسبب إدمانها الخمر، لكنني كنت أفضل ألا أقارن بها حتى أتفادى الشعور الشخصي جداً وربما الخاطئ بأنني أواجه اتهاماً بتقليدها. أنا أرفض أن أكون نسخة من شخص موجود وأطمع في تحقيق ذاتي من خلال هويتي وطريقتي الفنية الخاصة، وأعتقد إنني فعلت ذلك نوعاً ما. هل تعتبرين التغيير في الأسلوب الفني وفي المظهر الشخصي من ضروريات التطور بالنسبة الى الفنانة؟ - نعم ولا في الوقت نفسه، وأقصد أنها مشكلة شخصية جداً تخص كل فنان أو فنانة. أنا غيرت بعض الأشياء من الناحية الفنية لأن حياتي الشخصية تغيرت إلى حد ما إثر طلاقي حديثاً ولكن قبل ذلك بسبب بعض الظروف العائلية القاسية التي عشتها والتي لن أدخل في تفاصيلها هنا، وأحببت بالتالي محو الماضي والبداية مرة ثانية من الصفر. ولم يكن الأمر في إطار الممكن إلا إذا عدلت في مظهري وفي طريقتي الغنائية. فلو كنت قد عرفت الاستقرار في حياتي العائلية منذ الأساس لما تصرفت بهذا الأسلوب، فالفنانة امرأة أولاً وأخيراً تتصرف مثل غيرها في ظروف محددة. وتكمن قوتي في النهاية في كوني عرفت في ما بعد كيف ألعب بالماضي والحاضر وأنتقل فنياً من لون إلى لون لأعود إلى اللون الأول من جديد، إلا أن هذا الشيء احتاج بعض الوقت بطبيعة الحال لأنه تطلب مني التوصل إلى مرحلة متقدمة جداً من الثقة في النفس. هل تعنين أن حياتك الشخصية هي بمثابة محرك لنشاطك المهني؟ - طبعاً، حالي حال أي امرأة في العالم. أن سعادة المرأة تتبلور في حياتها الخاصة ثم تعبر حدود هذا المجال لتضيء حياتها المهنية والاجتماعية، وأنا أتحدى امرأة تعيسة عاطفياً أن تتحول رائدة في مهنتها. ليس في السينما حدثينا عن بدايتك السينمائية في فيلم"بورليسك"؟ - وجدت نفسي في هذا الفيلم منغمسة طوال ثلاثة شهور كاملة في جو موسيقي استعراضي باهر، الأمر الذي أثار إعجابي طبعاً بما أنني فنانة استعراضية في الأساس ولكن ليس في السينما، ودفع بي إلى التأقلم المستمر مع فرقة الراقصين والراقصات التي كانت تقودنا أنا وزميلتي شير في حركاتنا الخاصة باللقطات الغنائية الراقصة الكثيرة طوال الفيلم. وسعدت خصوصاً بالعمل مع النجمة العملاقة شير بالتحديد، فهذا حلم تحقق إذ أنني أعتبرها من عباقرة الفن الاستعراضي الحالي وأنحني أمام موهبتها وأضيف أنني تعلمت الكثير من خلال الغناء إلى جوارها في الفيلم. هل تنوين الاستمرار في هذا اللون السينمائي؟ - نعم لأن الاستعراض تكملة طبيعية للتمثيل في نظري ويتطلب ممن يمارسه الالتزام بقواعد صارمة من حيث التحكم في الذات والحفاظ على الصحة واللياقة البدنية من طريق إتقان بعض التدريبات الرياضية المحددة، ثم أيضاً تدريب الصوت، وكل ذلك يوسع إمكانات التمثيل في حد ذاته غير أنني أشعر دائماً من خلال الاستعراض بمتعة حقيقية متجددة أنوي عدم التفريط فيها والاستمرار في التفتيش عنها بقدر الإمكان في إطار عملي السينمائي الجديد. لكنك هل تطمعين في أن يعترف الجمهور بك كممثلة حقيقية لا كممثلة استعراضية وحسب؟ - أتمنى ذلك بالفعل لأنني واثقة من قدراتي الفنية المتعددة، من تمثيل ورقص وغناء، وأود أن يشاركني جمهوري ثقتي في نفسي. أعرف أن أفلام"الفيديو كليب"الاستعراضية التي ظهرت فيها حتى الآن كلها أعمال لم تمنح المتفرج فكرة جيدة عني كممثلة وجعلته يركز اهتمامه على صوتي وطاقتي الاستعراضية وحسب. لقد حرصت بالنسبة الى فيلم"بورليسك"أن يكون السيناريو من الدرجة الأولى وأن يتميز دوري بطاقة درامية بحتة ليست مبنية على الغناء والرقص فقط حتى لا أبقى في عين الجمهور"مغنية تمثل"بل ممثلة محترفة تغني وترقص إلى جانب أنها تمثل الدراما. لكن ماذا لو عرض عليك المشاركة في فيلم لا يتضمن أي أغنية أو لقطة استعراضية؟ - سأشترط إضافة هذين العنصرين الى السيناريو. ألست متناقضة بعض الشيء؟ - ألم تعرف بعد أنني بنيت حياتي الفنية على التناقضات؟ سن الخمسين أي لون موسيقي تفضلين بشكل عام؟ - اللون الذي أغنيه طبعاً وهو"البوب ميوزيك"، لا إنني أمزح فأنا كبرت على أنغام إيلا فيتزجيرالد ولويس أرمسترونغ وويتني هيوستون وأعشق تقريباً كل أغنيات هؤلاء. ثم هناك مادونا التي تعجبني كثيراً بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها في خوض التجارب الفنية المتنوعة إلى أبعد حد بدلاً من البقاء في الإطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير، غير أنها تغير في شكلها على الأقل مرة في السنة على رغم تعديها سن الخمسين. وأنا أسعى لمنافستها في هذا الميدان إلا أن المسألة ليست سهلة بالمرة وإن كنت أصغر منها بكثير. ماذا عن ليدي غاغا، هل تعتبرينها المنافسة الأولى لك حالياً؟ - أنها تنافسني بلا أدنى شك مثلما تنافس أي مغنية في الكون. أنها تسعى إلى احتلال المرتبة الرقم واحد على الصعيد العالمي في دنيا الغناء الاستعراضي وأغنيتها الأخيرة"مولود هكذا"تتعرض للجنسيات المختلفة ومنها اللبنانية، وذلك دون شك بهدف إثارة إعجاب وتعاطف الناس وتعاطفهم معها في كل مكان لأنها تتكلم عنهم بل تغني لهم. وعلى العموم إنني على دراية تامة بأن مهنتي معرضة للمنافسة المستمرة، وأفضل وسيلة لعدم التأثر بهذا الشيء، على الأقل سلبياً، هو التزام التجاهل والاستمرار في طريقي المرسوم خصوصاً الامتناع عن التحوير فيه بسبب ليدي غاغا أو غيرها. والمستقبل وحده سيحدد من منا ستبقى طويلاً ومن التي ستعبر كوكب الفن من دون أن تهبط عليه طويلاً. أنت حاقدة عليها؟ - أبداً فربما أن التي ستعبر بسرعة البرق هي أنا، من يدري؟ هل تتخيلين نفسك تغنين أحد الألوان الأخرى في المستقبل؟ - لا أستطيع الرد على هذا السؤال في الحقيقة، فأنا أفعل الأشياء أولاً بأول وحسب عوامل غير محسوبة أو مخططة من قبل، فكل الاحتمالات مفتوحة وأنا لا أرفض أي لون موسيقي في الأساس. ومشروعاتك الآنية؟ - جولة سينمائية أوروبية بهدف الترويج لفيلم"بورليسك"على شكل DVD على النحو الأفضل، ثم العودة إلى تسجيل أغنيات جديدة ودراسة سيناريوات سينمائية قد تتحول إلى أفلام أشارك فيها مستقبلاً.