يعقد العشرات من رجال الفكر وشخصيات اعتبارية في المجالات المختلفة في إسرائيل، بينهم 18 من حملة"جائزة إسرائيل"، اجتماعاً ظهر اليوم في تل أبيب في الموقع الذي أعلن فيه قيام إسرائيل عام 1948، وذلك تحت عنوان"إعلان الاستقلال من الاحتلال"الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967. وسيعلن المجتمعون ترحيبهم بالقرار المتوقع أن تتخذه الأممالمتحدة في دورتها السنوية الخريف المقبل بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على أساس حدود عام 1967. وسيوقعون على وثيقة تهنئ بالاستقلال الفلسطيني، وسيدعون الناس الى التوقيع عليها. وتقول مقدمة الوثيقة:"في أرض إسرائيل قام الشعب اليهودي، وفيها تبلورت شخصيته. وفي فلسطين قام الشعب الفلسطيني وفيها تبلورت شخصيته". وتتابع:"نحن الموقعون أدناه ندعو كل شخص نصير للسلام والحرية لكل الشعوب أن يبارك إعلان الاستقلال الفلسطيني، وأن يسهم ويتحرك من أجل تشجيع مواطني الدولتين على إقامة سلام بين البلدين على أساس حدود عام 1967 والتسويات التي يتفقان في شأنها". وتلفت الى أن"إنهاء الاحتلال يشكل شرطاً أساسياً لتحرر الشعبين، ولتطبيق إعلان الاستقلال الإسرائيلي، ومن أجل استقلال دولة إسرائيل". ويقول المبادرون لهذا الحدث إن إسرائيل كان يجب أن تكون الدولة الأولى التي ترحب بإعلان استقلال فلسطين"لكنها بدلاً من ذلك تحارب هذا الإعلان، وهذا ليس كارثة أخلاقية فحسب إنما أيضاً قد يتسبب في كارثة عملية تجد فيها إسرائيل نفسها معزولة دولياً، وتصبح كما جنوب أفريقيا إبان الابرتايد، لأن هناك من يوهم نفسه بأنه يمكن الحفاظ على الكولونيالية التي هي عنصرية في جوهرها ومعادية للديموقراطية وتتعارض وروح وثيقة الاستقلال". ويرى المبادرون في خطوتهم هذه ليس مجرد خطوة رمزية إنما يريدون منها أن تشكل خياراً حقيقياً لسياسة الحكومة،"وهذه الخطوة ليست ساذجة إنما تأتي بكل وضوح ضد آثام الحكومة والممارسات التي تحاول فرضها على الجمهور"، كما يقول الأديب سيفي رخليفسكي، مضيفاً أن"النظام الحاكم حالياً يمزق إرباً وثيقة الاستقلال الإسرائيلية ويدوسها في الكنيست، ويدوس عملياً دولة إسرائيل". وحذر من أن"الحكومة ذاتها التي تدوس الاستقلال الإسرائيلي، تحاول الآن محاربة الاستقلال الفلسطيني وجر المنطقة إلى كارثة". وتابع انه إزاء هذا الوضع"علينا الانتفاض والتحرك نحو طريق كان مفترضاً أن تكون واضحة، وهي اعتبار الاستقلال الفلسطيني انتصاراً كاملاً لوثيقة الاستقلال الإسرائيلية". واعتبر أن"هدف الحركة الصهيونية"كما يفهمها هو"الحفاظ على البيت القومي اليهودي مع غالبية يهودية واضحة، مثلما حلم بها جميع من آمن بالصهيونية الكلاسيكية". ولفت الى أن"استمرار الاحتلال يضمن عملياً إلغاء الصهيونية، أي إلغاء احتمال أن يكون الشعب اليهودي الذي يعيش في أرضه ذا غالبية أكيدة يحظى باعتراف دولي". ويرى مبادر آخر أن إعلان قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 هو"تطبيق للقومية اليهودية الحقيقية التي تعيش بسلام مع محيطها ومع المجتمع الدولي". وتأتي هذه المبادرة في ظل تواتر الأنباء عن ضغوط أميركية وأوربية شديدة متزايدة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لإطلاق مبادرة سلام حقيقية تكسر الجمود في عملية المفاوضات مع الفلسطينيين. وأبرزت وسائل الإعلام العبرية ما نشرته صحيفة"لوس أنجليس"قبل يومين عن مصادر غربية في إسرائيل تحذيراتها لنتانياهو من أن عدم إطلاق مبادرة كهذه سيدفع اللجنة الرباعية الدولية إلى تبني خطة سياسية تتضمن، للمرة الأولى، اعترافها بدولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 تكون القدسالشرقية عاصمة لها.