يتباهى اللبنانيون دوماً بتفاح بلادهم. يشيع بينهم أن تلك الثمرة الشهية التي تنبت في جبالهم بألوان مختلفة، تطيل العمر. ربما كانوا على صواب أكثر مما يعتقدون. إذ أعلنت دراسة نُشرت في مجلة أميركية اسمها"جورنال أوف أغريكالتشرال أند فود كمستري" Journal of Agricultural and Food Chemistry، المتخصّصة في بحوث كيمياء المزروعات والأطعمة، أن البحّاثة توصّلوا إلى دليل أول علمي، عن العلاقة بين التفاح والعمر المديد. ويعود ذلك إلى القدرة العالية لهذه الفاكهة على العمل كمضاد للأكُسَدَة، وهذه ميّزة أساسية في وقاية الأنسجة من الهرم والشيخوخة. والمعلوم أن الأوكسجين مادة أساسية لإحراق المواد التي يستمد منها الجسم طاقته، لكن هذه العملية تؤدي أيضاً إلى إنتاج بعض ذرات الأوكسجين التي تنفلت في الجسم، فتتحد مع مواده المختلفة. ويُطلق العلماء مصطلح"أكُسَدَة"على تفاعل الأوكسجين مع أي مادة. وفي الجسم، يؤدي هذا التفاعل إلى صنع مواد مؤكسَدة تتراكم في الأنسجة، وتسُرّع في شيخوختها. وقاد البروفسور زِن يو تشن فريقاً علمياً من"الجمعية الأميركية للكيميائيين"لدراسة أثر التفاح على عملية الأكُسَدَة في الكائنات الحيّة. وأدخلوا كميات من التفاح إلى طعام مجموعة من الحيوانات، فيما حُرِمت مجموعة أخرى منها. وبعد مراقبة مديدة، ظهر أن المجموعة التي تناولت التفاح باستمرار في طعامها، سجّلت معدل حياة أعلى من المجموعة الثانية بقرابة العشرة في المئة. وكرّر هذا الفريق العلمي التجربة عينها على عدد من الخضروات والفواكه. وتبيّن أن البندورة طماطم والتوت والقرنبيط الأخضر، تملك خاصية مماثلة للتفاح في مقاومة الأكُسَدَة وتأخير شيخوخة الأنسجة وذوائها. ويرجع الأثر المضاد للأكسَدَة في هذه المنتجات إلى مجموعة من مواد تدعى"بولي فينولز"PolyPhenols. وساعدت هذه المواد على تأخير تلف الأنسجة وشيخوختها، كما حافظت على قدرات الحيوانات في الحركة والنشاط والتواصل اجتماعياً وغيرها. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى الموقع الإلكتروني ل"الجمعية الأميركية للكيميائيين"acs.org