نعيش اليوم تحت وطأة كم هائل من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعائلية والمهنية. فهي تلاحقنا في كل مكان، في البيت، في العمل، في الشارع، في المدرسة، في الامتحانات، في البنك، في المستشفى، في الحافلة، في القطار، في الطائرة، وفي مختلف مناحي الحياة الأخرى. وفي شكل عام يمكن القول إن هناك نوعين من الضغوط: داخلية، أي تنشأ من داخل الشخص نفسه، وخارجية مصدرها من خارج الجسم. والضغوط، على مختلف أشكالها وألوانها، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث التي نتعرض لها يومياً، وهي والضغوط، سواء كانت خارجية أم داخلية، عبارة عن مثيرات نرد عليها بردود فعل مختلفة، وفقاً لنوعية هذه الضغوط وكميتها وشدّتها من جهة، وطبيعة الشخص من جهة أخرى. وردود الفعل قد تكون إرادية مثل إغلاق النوافذ عند الشعور بالبرد، أو لا إرادية مثل احمرار الوجه عند مواجهة موقف حرج، أو عضوية، أو نفسية. وإذا تراكمت الضغوط الداخلية مع الخارجية على رأس أحد فكان الله في عونه. لكن هل من علامات تشير إلى هذه الضغوط؟ إن الضغوط تبعث في البداية بإشارات، أو في شكل أدق بإنذارات قد تكون عرضية تمر مرور الكرام، أو قد تلازم صاحبها لفترة طويلة فتفضي في النهاية إلى حالات مرضية، ومن هذه الإنذارات: - اضطرابات في الجهاز القلبي الدوراني. - اضطرابات في الجهاز التنفسي. - اضطرابات في جهاز الهضم. - اضطرابات عصبية ونفسية مثل الغضب لأسباب تافهة والكآبة والقلق والشك من دون مبرر. - الفهم الخاطئ للآخرين. - التعب السريع من دون سبب واضح. - الشد العضلي المستمر. - تصلب النقرة، وآلام في الظهر. - الإصابة بالأمراض. - التعرض للحوادث. إن الضغوط تؤدي الى قلاقل قد لا يسلم منها أي عضو من أعضاء الجسم، وتولد مواقف صعبة ومجهدة للجميع من دون استثناء، وإذا ترك لها الحبل على غاربه، فإنها تزرع فساداً في النفوس وفي الصحة، لذلك يجب العمل على تصريفها بالتي هي أحسن والأفضل قبل حلولها، وبهذا نستطيع إعادة التوازنات الضرورية إلى الجسم. ويعتبر الاسترخاء خير معين لتفادي الضغوط، وتحاشي نتائجها. إن الاسترخاء يعمل على تنمية قوة التحكم بالذات ويعجّل برحيل التوترات النفسية والانفعالية، ويؤدي إلى حدوث نوع من التوازن الانفعالي والعاطفي في العقل والجسم. ويمكن الحصول على الاسترخاء عبر الوسائل الآتية: التأمل. وهو يعتبر من أنجح الوسائل التي تخفف من عبء الضغوط وتعزز الصحة الجسدية والنفسية، فهو يساهم في تهدئة الأفكار الداخلية، وفي إبعاد مشاعر العجز واليأس والعزلة وفي جلب الراحة النفسية والطمأنينة، وفي إرخاء العضلات، وزيادة الوعي وصفاء الذهن، وتحسين المزاج، وترتيب الأفكار وتسلسل الأولويات، وفي علاج الأرق، وفهم ماهية العلاقة العميقة مع الآخرين، خصوصاً تلك المتعلقة بالحياة اليومية. والتأمل يحسّن من سريان الدم في دهاليز المخ، ويحد من طرح كميات فائضة من هورمونات الغضب التي تقف وراء زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. كما يساعد التأمل في إدارة الآلام المزمنة وفي عملية التكيف معها. كيف يتم التأمل؟ يتم التأمل بأشكال عدة أبسطها استدعاء مشهد مشرق إلى الذاكرة، بحيث يتم التركيز عليه حصراً وفي شكل كلي وكأنه ماثل أمامنا. ويحتاج التأمل إلى مكان هادئ بعيد من الضوضاء، ومناخ مناسب في حرارة معتدلة وهواء نقي، وحبذا لو مورست تمارين التأمل على وقع الموسيقى الناعمة. التنفس العميق. إن الشخص المتوتر الذي يعاني وطأة الضغوط يكون تنفسه سريعاً، وهذا ما يحرمه من كميات لا بأس بها من غاز الأوكسيجين، ويؤدي بالتالي إلى تراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون السام في الجسم. إن التنفس العميق يسمح بقلب هذا المعادلة، إذ يعطي الشخص فرصة لملء رئتيه جيداً والحصول على مقادير أوفر من الأوكسيجين، وطرح كميات أعلى من غاز ثاني أوكسيد الكربون. ويتم تمرين التنفس العميق بالجلوس بإسناد الظهر على الكرسي مع مد اليدين في شكل مستقيم إلى جانبي الجسم، وإرخاء الكتفين إلى الوراء، ومن ثم التنفس بعمق وببطء من خلال الأنف مرات عدة لتعبئة الرئتين جيداً بالهواء. التدليك، وهو يعد وسيلة ممتازة للتخفيف أو حتى للتخلص من التشنجات والتوترات من خلال تنشيط الدورة الدموية وحفز الجسم على الاسترخاء وإشاعة الراحة النفسية، وهناك من يؤكد أن سر فائدة التدليك يكمن في إطلاق عقال مركبات كيماوية مثل السيروتونين والأندورفينات الدماغية المضادة للألم والقلق والاكتئاب. وطبعاً يجب الامتناع عن التدليك في بعض المناطق التي توجد فيها إصابات مثل الدوالي، أو الكسور أو الحروق وغيرها. الرياضة البدنية، فهي مفتاح الشباب الدائم، كونها تحرض على ترتيب وظائف أجهزة الجسم لتعمل في تناغم إيجابي يساهم في تخفيف الإجهاد والتوتر، وزرع الهدوء في العقل والجسم من خلال ضبط إيقاعات الجسم ورفع الناحية المعنوية والنفسية. وتعتبر السباحة الأفضل، لأن البقاء في الماء يساعد على استرخاء الجسم والعقل معاً. ممارسة اليوغا. وهي عبارة عن نظام رياضي مكون من سلسلة من الأوضاع الجسدية المتتابعة التي تمنح الطاقة للجسم وتساعد على استرخاء العقل، وبالتالي تكسب الشخص مزيداً من القوة والليونة والإدراك والنظرة الإيجابية للحياة. وفي المختصر، توفر اليوغا لصاحبها الراحة النفسية وتثير الغبطة الداخلية. وقد أشارت دراسة أميركية حديثة إلى وجود مجموعة من الأدلة العلمية المتزايدة التي تبين أن تمارين الاسترخاء والتأمل والتنفس في اليوغا تدفع إلى الانشراح، وتخفف من حدة القلق والاكتئاب، وتخلق حالة من التوازن الروحي الذي يترك بصمات إيجابية على الصحة. الحمام الساخن، فالاستحمام بمياه ساخنة لمدة لا تقل عن خمس دقائق، يعتبر وسيلة جيدة من وسائل الاسترخاء، فهو مهدئ طبيعي يساعد على إرخاء العضلات، وإراحة الأعصاب، وإدخال الطمأنينة إلى النفس. شرط أن تكون حرارة الماء بين 37 و 40 درجة مئوية. ترتيب الأشياء. فالقيام ببعض الأفعال مثل ترتيب خزانة الثياب، أو تنظيم سطح المكتب، أو اجتثاث الأعشاب المضرة من الحديقة وغيرها، يمكن أن يساهم في إثارة الشعور بالرضا والحصول على الراحة النفسية المنشودة. العناق ولمسات الحنان، فهي تترك آثاراً إيجابية على الصحة، وتساهم في تحرير هورمون الأوكسيتوسين الذي يبعث على الشعور بالأمان. مسك الختام، إن الاسترخاء فن مهم جداً للتحرر من عقال الضغوط التي تلقيها على كاهلنا مشاغل الحياة اليومية، فهو علاج سهل وناجع ومجاني، ولا يحتاج إلى أدوات رياضية خاصة، وفي استطاعة أي شخص أن يقوم به بنفسه، وفي أي وقت، ويكفي ان نخصص له بضع دقائق في اليوم. وتمارين الاسترخاء لا حصر لها، وهي مبتكرة يمكن أي شخص أن يجد الطريقة التي تناسبه ويجد فيها الفائدة المرجوة. + أشعر أحياناً بوخز مزعج في أسفل كعب القدم قد يمتد أحياناً ليشمل باطن القدم بالكامل خصوصاً أثناء النوم، الأمر الذي يدفعني لهرش القدم للتخلص من هذا الإحساس المزعج، فما هو السبب؟ وهل يستدعي الأمر مراجعة الطبيب؟ والسؤال الثاني: ما الفرق بين مزيل رائحة العرق، ومانع التعرق؟ وأيهما آمن من ناحية الاستعمال؟ مايا ? بريد إلكتروني - هناك أسباب عدة يمكنها أن تسبب الوخز والهرش في أسفل القدم، ويعتبر جفاف الجلد من أكثر المسببات شيوعاً خصوصاً عند كبار السن. في كل الأحوال، إذا كان ما يحصل معك يحدث من وقت لآخر، فهذا أمر عادي، أما إذا كان يتكرر، فمن الواجب استشارة الطبيب المختص لفحص المنطقة عن كثب. وفي ما يتعلق بالسؤال الثاني، هناك كثيرون يخلطون بين مزيل رائحة العرق ديودوران، ومانع العرق انتي ترانسبيران، فالأول يسمح للعرق بالانسياب ولكنه يزيل رائحته بواسطة معطرات يحتوي عليها. أما الثاني فيحتوي على أملاح الألومينيوم التي تحول دون خروج العرق، وهناك شبهات كثيرة حول مانعات العرق هذه بأنها قد تكون سبباً في حصول بعض الأضرار الصحية لعل من أهمها الإصابة بسرطان الثدي، وبناء عليه يفضل استعمال مزيلات رائحة العرق لأنها الأضمن من هذه الناحية. مشكلتي أنني عندما أستيقظ من النوم أتذوق بعض الدم في نهاية الحلق، وكنت أعاني من خروج بعض البلغم الممزوج بالدم، فما العمل في هذه الحال؟ ك. لوز ? بريد الكتروني - إذا لم تكن تعاني من أمراض في الفم واللثة، وإذا لم تكن مصاباً بالداء السكري، وإذا لم تكن مدخناً، ولا تشكو من أمراض رئوية أو هضمية، ولا تتناول أدوية معينة، فعلى الأرجح أن تذوق طعم الدم يرجع إلى المعاناة من الجفاف الشديد في الفم أو من التهاب في الجيوب الأنفية. عليك بإجراء فحص دم شامل، وتصوير الغدد اللعابية والجيوب الأنفية. زوجي عمره 45 سنة، وأنا عمري 27 سنة، متزوجة منذ شهرين، ولم يحصل حمل بعد، أريد أن أسأل: إلى أي عمر يستطيع الرجل الإنجاب؟ وهل لكبر السن علاقة بحصول التشوهات الجنينية أو بولادة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ نور - لبنان - الرجل قادر على الإنجاب حتى لو تجاوز الستين أو السبعين أو الثمانين أحياناً، ولكن يجب وضع خط أحمر تحت الآتي: إن تقدم السن يترافق مع انخفاض في حجم السائل المنوي، وانخفاض في سرعة الحيوانات المنوية، وتغيير في أشكالها. وجواباً على السؤال الثاني، هناك دراسات ربطت بين تقدم السن عند الرجال وزيادة حدوث التشوهات الخلقية الجنينية وولادة أطفال معوقين، ولكنها تبقى حالات قليلة نوعاً ما. ابني يبلغ من العمر 10 سنوات، ولم ألحظ عملية نزول الخصيتين الى كيس الصفن إلا من فترة قريبة، فماذا أفعل؟ طارق - بريد إلكتروني - هل تقصد بأن الخصيتين لم تكونا موجودتين قبل ذلك؟ أم انك لم تبحث عنهما من قبل؟ لعلمك، فإن الخصيتين تكونان في كيس الصفن عند الولادة، وغياب واحدة أو الاثنتين يعرف بالخصية الهاجرة، أي ان الخصية تبقى في مكان غير طبيعي في البطن، الأمر الذي يعرضها للتلف. أنصحك باستشارة الطبيب للفحص، وإذا لزم الأمر قد يكون التصوير بالأمواج فوق الصوتية ضرورياً للوقوف على أحوال الخصيتين. أنا رجل متزوج منذ 8 أشهر، راجعت اختصاصياً في المسالك البولية، فقال لي إنني أعاني من الدوالي في الخصية اليسرى، ومن ضعف في عدد الحيوانات المنوية وضعف في حركتها، فما الحل؟ علماً أنني كنت أمارس العادة كثيراً من قبل! ص. ف - بريد إلكتروني - لم توافنا بنسخة عن تحليل السائل المنوي لنحكم عليه. على كل حال، إن وجود بعض الضعف في عدد الحيوانات المنوية وحركتها لا يعني أبداً أن الشخص غير قادر على الإنجاب. إذا كانت دوالي الخصية اليسرى غير مزعجة فلا ضرورة لإجراء العملية، خصوصاً ان الخصية الأخرى سليمة منها. في كل الأحوال ما زال الوقت مبكراً للحكم على وجود العقم، فانتظر أشهراً أخرى، ومن بعدها لكل حادث حديث. أنوه هنا بأنه لا يجب نسيان الطرف الآخر، أي الزوجة، فقد تكون مسؤولة عن عرقلة الإنجاب. أنا شاب أستعمل عقار فيناستيريد لعلاج الصلع، وقد نما الشعر جيداً، ولكنني أخاف من تأثير الدواء في الحيوانات المنوية في حال استعماله لفترة طويلة. ع. ف - بريد إلكتروني - يجب الاستمرار باستعمال العقار لسنوات طويلة للحفاظ على الشعر الذي ترعرع، ولا خوف من هذا على الحيوانات المنوية. أنا سيدة عمري 30 عاماً، أشكو من تشققات الحمل المزعجة، فما هو الحل؟ سوسن - بريد الكتروني - هل تترافق التشققات مع الترهل في البطن؟ إذا كان الجواب نعم، فيمكن إصلاح الأمر بعملية شد البطن. أما في حال وجدت التشققات وحدها فيمكن علاجها بأشعة الليزر.