شهدت غالبية المدن العراقية تظاهرات حاشدة تلبية لدعوة منظمات المجتمع المدني ومواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك و تويتر . ووقعت صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين أدت إلى مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات، فيما أحرقت بعض مباني المجالس البلدية والمحافظات. في النجف 160 كلم جنوببغداد التي قررت فيها منظمات المجتمع المدني عدم المشاركة في التظاهر، خرج المئات من أهالي المدينة الذين تجمعوا في ساحة ثورة العشرين ونددوا بالحكومة التي"استشرى فيها الفساد". وقال الشاب حسن عزيز ل"الحياة""نحن لا نطالب بإسقاط النظام بل نريد الإصلاح". وأضاف"لولا بيانات وفتاوى المرجعية وبعض رجال الدين التي دعت إلى عدم التظاهر لكانت النجف اليوم كلها مشاركة". وبعد ساعات من التظاهر اعلن مجلس محافظة النجف التفاوض مع ممثلين من المحتجين لمناقشة مطالبهم. في كربلاء 110 كلم جنوببغداد طالب المئات من المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى المحافظة بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة لسوء الخدمات واستشراء الفساد . ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتوفير الخدمات ومفردات البطاقة التموينية ومعاقبة المفسدين. في الديوانية طالب نواب المتظاهرين بإمهالهم بعض الوقت للنظر في مطالبهم وردد المحتجون شعارات"لا إرهاب ولا بعثية. احنه نحن أهل الديوانية"و"بالروح بالدم نفديك يا عراق"و"لبيك يا عراق"، ورفضوا الاتهامات التي وجهت إليهم أن وراءهم اتباعاً لحزب البعث المنحل وتنظيم القاعدة. وطالبوا باستقالة المحافظ ، وأعضاء مجلس المحافظة لفشلهم في إدارة الحكومة المحلية وتقديم الخدمات. وبعد ساعتين من بدء التظاهرة عقد نواب من الديوانية وقائد الفرقة الثامنة الفريق عثمان الغانمي ومدير الشرطة في المدينة العميد ماجد الزهيري مؤتمراً للتحاور مع المتظاهرين حول مطالبهم ووعدوا بإيصالها إلى المسؤولين. في كركوك حاصر المتظاهرون مقر مديرية الشرطة في قضاء الحويجة للمطالبة بتسليم شرطي أطلق النار على المتظاهرين، فيما أكد شهود أن قوات الجيش التي تنتشر بشكل مكثف في القضاء تعمل على تخفيف حدة التوتر. وانتشرت"قوات من الجيش لتحل محل قوات الشرطة فيما اضرم المتظاهرون النار في مقر المجلس البلدي. وقتل متظاهران وجرح 13 على الأقل، وهددت قوات البيشمركة الكردية في بيان امس بالتدخل في حال وصل المتظاهرون إلى قلب كركوك. الأنبار في الأنبار شارك الآلاف في تظاهرة وأضرموا النار في مجمع الحكومة المحلية وسط الفلوجة. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للحكومة، احتجاجاً على سوء الخدمات، مطالبين ب"الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد، ودعوا إلى الوحدة بين مكونات الشعب العراقي". وقال شهود إن 6 جرحى على الأقل سقطوا خلال مصادمات مع قوات الأمن. في الموصل أضرم المتظاهرون النار في مبنى المحافظة، وكان في داخله رئيس البرلمان أسامة النجيفي وشقيقه المحافظ اثيل النجيفي اللذين غادراه ولم يصابا بأذى. واقتحم المتظاهرون مبنى الحكومة المحلية لمحافظة نينوى وأضرموا النار فيه وقتل 5 منهم على الأقل وجرح 12 . في ديالى، خرج العشرات من أهالي بعقوبة في تظاهرة للمطالبة بتحسين الخدمات واجتثاث الفساد وتوفير فرص العمل ومفردات البطاقة التموينية. وتوجه المتظاهرون إلى مبنى مجلس المحافظة لعرض مطالبهم على الحكومة المحلية، وكان في استقبالهم رئيس اللجنة الأمنية مثنى التميمي، ورئيسة لجنة الخدمات في مجلس المحافظة إيمان عبد الوهاب. في تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، تظاهر المئات من الأهالي بعد صلاة الجمعة، مطالبين بتحسين الخدمات وإقالة الحكومة والبرلمان. في بابل 110 كلم جنوببغداد خرج العشرات من الأهالي في تظاهرة باتجاه مجلس المحافظة يحملون لافتات تطالب بإقالة المحافظ سلمان ناصر الزركاني وحل المجلس، فضلاً عن النهوض بالواقع الخدمي وتوفير فرص العمل. في البصرة، قدم محافظ المدينة وثيقة تعهد باستقالته قريباً، فيما فرضت قيادة العمليات حظراً للتجول اثر سقوط 6 جرحى على الأقل في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين. وقال النائب عن"التحالف الوطني"عدي عواد ل"الحياة"إن"محافظ البصرة شلتاغ عبود قدم وثيقة أكد فيها باستقالته خلال يومين". وأضاف"جاء في الوثيقة التي كتبها بخط يده أنه بناء على طلب جماهير البصرة سأقدم استقالتي إننا ? نحن النواب ? قمنا بشطب كلمة سوف لتكون استقالته إلزامية". وأضاف"بعدما أعلنا خبر الاستقالة بدأ الكثير من الجموع بالتراجع عن موقفهم المتشدد. وأكدت مصادر أن المجلس تسلم ورقة المطالب في شكل رسمي من المتظاهرين وحصل اتفاق مبدئي على حل الهيئة الإدارية لهيئة استثمار المحافظة وإقالة المدير العام لتوزيع الكهرباء.