يشعر أبو سالم أنه يعيش في «بحر متلاطم» مع سلسلة الديون التي تحاصره «من كل صوب»، حتى تجاوزت 160 ألف ريال، وذلك بعد أن عجز عن سدادها وتقدم به العمر (84 سنة). ويؤكد المسن العاجز أن الديون أصبحت هاجساً مقلقاً وهماً لا يغيب عن ذهنه، فيما يعول أسرة مكونة من تسعة أشخاص، من بينهم أبناؤه وأبناء زوجته من رجل آخر، تركهم لديه، ليقوم أبو سالم بالنفقة عليهم ورعايتهم مع أبنائه، على رغم ما يعانيه من ظروف صحية وغيرها. ولا يزال أبناء أبو سالم في مراحل التعليم العام، باستثناء الابن الأكبر (19 سنة)، الذي يحمل الشهادة الثانوية، ومع ذلك لم تتح له الفرصة للعثور على عمل مناسب، يساعد والده من خلاله على قسوة الحياة التي يواجهها. ويقول أبو سالم: «يكاد الهم يعصر قلبي، ألماً وحسرة، بعد أن تراكمت عليّ هذه الديون وأنا في مرحلة متقدمة من العمر، وأخشى أن أموت وفي ذمتي هذه المبالغ لأشخاص بعضهم توفاه الله منذ زمن، ولا يزال الورثة يطالبون بالسداد». يرتفع صوت أبو سالم في اليوم خمس مرات، فهو مؤذن أحد المساجد في محافظة النعيرية، ويتقاضى عن ذلك 1300 ريال، ولديه مساعدة شهرية من «الضمان الاجتماعي». ويرى أن هذا المبلغ «يكفيني وأسرتي»، مع ما يتفضل به أهل الخير والإحسان في بعض المواسم، لكنه يتطلع إلى من يساعده في سداد ديونه، «ولو بما يتيسر منها، أو بما يغير من هذا الرقم المخيف» كما يقول. ويفنّد الديون المتراكمة عليه، ويذكر أن «أصحابها معروفون في النعيرية، وباستطاعة فاعل الخير أن يتجه إليهم، أو إلى أحد من ورثتهم مباشرة»، وتمنى ممن لا يستطيع مساعدته مالياً «أن يكون له دور وشفاعة لدى أهل هذه الأموال، في خفضها أو التنازل عنها لوجه الله، خصوصاً العائدة لمن توفي أصحابها، فلعلها تكون صدقة عنهم ورفعة لهم عند الله عز وجل، ونجاة من النار. فمن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة». ويؤكد أبو سالم: «هناك من يريد مني 46 ألف ريال، وآخر 33 ألف، وآخر 10 آلاف، وآخر 6500 ريال، وهؤلاء جميعهم في النعيرية، أما خارجها فالمبالغ التي لهم متفاوتة، بين 45 ألف لشخص في الأحساء، و15 ألفاً لآخر في القصيم، وخمسة آلاف ريال لشخص في الثقبة في محافظة الخبر».