يقاس تطور الأمم بمدى تطور العقول، وعقولنا تتجه إلى المجهول لأنها تركز طاقاتها على كسب صراعاتها المفتعلة! ومن يعمل على توجيه عقله إلى النور ويركز على ذلك قد يجد أمامه جيوش"موردور"!، فمجتمعنا يعاني من"أزمة مصطلحات" تعتبر أحد أهم أسباب الخلافات الكثيرة التي تبرز بين فترة وأخرى، وقد نعاني من نتائجها الكثير خصوصاً في حواراتنا التي يتفق أغلبها على ألا يتفق! معاني الألفاظ تختلف من شخص إلى آخر وفق بيئته ومحيطه وثقافته، والخطوة الأولى كي نتغلب على صراعاتنا"التصنيفية"التي شتتتنا عن هموم أكبر هي أن نتغلب على أزمتنا تلك، ففي كل حوار أو مقال نرى المعني يتحدث عن قضية معينة ويربطها بمصطلح قد يكون صحيحاً بحكم تخصصه الأدبي أو الشرعي أو التاريخي وينطلق بناء على ذلك فيأتي الآخر ويرد عليه بناء على تعريفه هو لذلك المصطلح الذي ترتكز عليه الإشكالية فيقع كلاهما في سوء الفهم والظن ومهما تحاورا فسيسيران في خطين متوازيين! من جهة أخرى قد يكون الخلل في استخدام المصطلحات التعبيرية نفسها وليس الفهم السابق، فهناك من يتحدث عن إشكاليه ويدعم أسلوبه بمصطلحات معينة فيصعب على الآخر تقبل الفكرة وفهمها وربما قد يرفضها ويحاربها منطلقاً من فهمه الخاطئ الناتج من مصطلحات"تعسفية"أعاقت لدية تقبل الفكرة، كنت مع شخص ذات يوم نتناقش في إشكالية، فوقعت في سوء التعبير أكثر من مرة، وما أنقذني كون الشخص المقابل يفهمني لذلك أدرك ما أقصد وربما لو كتبت ما قلته نصاً لانتهى الأمر بي"مصنفاً"! نحن في وقت نحتاج فيه إلى التركيز على مشاكل أكبر مما نراه. نحتاج أن نتحاور ونتناقش في قضايا أكبر تعيقنا عن التقدم وربما تعيدنا إلى الوراء، وأول خطوة في سبيل ذلك أن نترك التصنيفات، وثانياً أن نتوحد في مصطلحاتنا ونوضح مقصدنا جيداً كي لا نتراشق بالمصطلحات والكلمات في كل قضيه تبرز على الساحة الثقافية السعودية، وفي الحقيقة لست أرى سوى ساحة وعرة بكثرة صراعاتها العبور من خلالها صعب. تحتاج عمليه توحيد المصطلحات وتحديدها إلى جهد وقد يفشل الكثير في ذلك إلا انه لكل بداية صعوبة، وكي نتغلب على شقاقاتنا وانقساماتنا المحتملة لابد لنا من محاولة التغلب على بعض العقد والمعوقات، وأخشى كثيراً أن تخضع عملية تحديد المصطلحات وتوحيدها إلى مصطلحات تعريفية أخرى! يحيى عمر آل زايد - المملكة العربية السعودية - بريد إلكتروني