اتهمت الصين أمس"مجموعة الدالاي لاما"بتشجيع الرهبان التيبيتيين على إحراق أنفسهم، معتبرة أن"النشاطات الانفصالية التي تزهق أرواحاً بشرية عنف وإرهاب مقنع"، فيما أشادت الحكومة التيبيتية من منفاها بالهند ب"شجاعة"المحتجين التيبيتيين التسعة الذين أقدموا على هذا العمل لإبراز"قضية التيبت"منذ آذار مارس الماضي في إقليم سيشوان جنوب شرق، وآخرهم الراهبة البوذية تينزين وانغمو التي طالبت، قبل موتها أول من أمس، بإطلاق الحرية الدينية للبوذيين التيبيتيين، وعودة زعيمهم الروحي المنفي في الهند الدالاي لاما. وانتقد جيانغ يو الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عدم شجب"القوى الداعية لاستقلال التيبت في الخارج، تصرف جماعة الدالاي لاما في عمليات حرق النفس، وتشجيع مزيد من الأشخاص على تنفيذ أفعال مماثلة، فيما نعرف جميعاً أن هذه النشاطات الانفصالية وما تتكلفه من حياة البشر ليست إلا عنفاً وإرهاباً مقنعاً". واعتبرت هذه العمليات نادرة حتى الفترة الأخيرة، ويقول خبراء إن الزعيم الروحي للتيبيت الدالاي لاما أدانها في الماضي لأنها"تخالف التعاليم البوذية حول أهمية الحياة". في المقابل، قال رئيس وزراء الحكومة التيبيتية في المنفى لوبسانغ سانغاي في مدينة دارامسالا الهندية، حيث أمّ الدالاي لاما يوم صلاة لدعم التيبيتيين الذين أجبروا على ترك وطنهم:"نتضامن مع التيبيتيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل قضية التيبيت وخصوصاً أولئك الذين أحرقوا أنفسهم، ونتضامن مع أسرهم ومع الذين يعانون القمع في التيبيت". وندد سانغاي الأكاديمي في جامعة هارفارد وخبير القانون الدولي ب"الاستعمار الصيني، والتدمير المنهجي للثقافة والديانة واللغة والبيئة التيبيتية الفريدة"، منتقداً"السياسات القمعية"لبكين. وفيما أبدت الولاياتالمتحدة"قلقها العميق"من كيفية تعامل بكين مع التيبيتيين، وطالبت بكين باحترام حقوق هذه الأقلية، فرضت السلطات الصينية تدابير أمنية مشددة حول دير كيرتي البوذي في منطقة ابا بالتيبيت، حيث أحرقت الراهبة نفسها. ووقف شرطيو مكافحة الشغب الذين ارتدوا دروعاً وحملوا بنادق آلية وقضبان حديد خارج الدير، وفتش آخرون كل العربات التي تدخل البلدة وتخرج منها.