تتغير حياة سكان ال"فافيلاس"حارات بيوت الصفيح بالبرازيل تغيراً كبيراً على وقع طرد مروّجي المخدرات من الأحياء. ولطالما قيل إن أحياء الصفيح في ريو لن تعرف الامان والاستقرار ما لم تستقر فيها قوات الشرطة. ولا فائدة ترتجى من شن عمليات عشوائية لمطاردة مروجي المخدرات. فلحظة وصول الشرطة الى الحي، يفرّ بائعو المخدرات من مخابئهم، ويعودون اليها فور مغادرة الشرطة. ولكن استقرار قوات الشرطة غيّر الامور. وكانت هيمنة مروجي المخدرات على أحياء الصفيح أسهمت في نشوء شركات سرية توفر خدمات لمروجي المخدرات وبائعيها. والسلام واعد وحافل بالتغيرات الآيلة الى الاستقرار. وتربطني علاقة وثيقة بتاجر صغير يبيع الثياب في"فافيلا"بافاو- بافاوزينهو، جنوب ريو دوجانيرو. ومعظم زبائنه كانوا من مروجي المخدرات. وأفلس التاجر هذا، إثر بسط الشرطة سلطتها في أحياء بيوت الصفيح. وفي"فافيلا"سانتا مارتا، افتتحت سيدة مطعماً صغيراً، وكان مصدر ربحها انخفاض قيمة ايجار المطعم. ولكن عودة القانون الى ال"فافيلا"أدت الى مضاعفة قيمة الإيجار. ولم يعد في وسع السيدة ايجار المطعم. وثمة مجموعة من السياح الاجانب تهوى الإقامة في بيوت الصفيح، عوض الاقامة في فنادق كوباكابانا وايبانما. واليوم، تعاظمت جاذبية ال"فافيلا"وقدرتها على استقطاب الاجانب. فلم يعد هؤلاء يخشون الاشتباكات والتراشق بالرصاص. وثمة من يشتري بيوت الصفيح ويحولها منازل تستضيف السياح. والحركة هذه أسهمت كذلك في رفع قيمة الإيجارات. وقد تنتخب البورجوازية الثرية ال"فافيلا"المنتشرة على تلال ريو مكاناً لإقامتها، في الأعوام المقبلة. فهذه التلال مطلة على المدينة. وقد تستبدل بيوت الصفيح بمنازل فاخرة تتوافر فيها وسائل الراحة. وقد ينزح سكان بيوت الصفيح إلى المدينة. ولكن مروجي المخدرات المطرودين من أحياء الصفيح جنوب الريو نزحوا الى نواح بشمال ريو. وقلة منهم تحولت الى السرقة، بعد انقطاع عائدات بيع المخدرات. فارتفع عدد عمليات السرقة في عدد من أحياء المدينة. وبحسب الشرطة، يرتفع عدد اللصوص كلما سيطرت قواتها على أحياء جديدة في بيوت الصفيح، وتتفاقم المشكلات الامنية بالمدينة. * صحافي، عن "فولها دي ساو باولو" البرازيلية، 15 / 09 / 2010، إعداد م. ن.