منذ شهر تقريباً وأنا من بين 270 مليون مشاهد عربي أتعرض لموجات تسومانية ترويجية من معظم الفضائيات العربية، هي مثل الهم على القلب، عن الدراما العربية والبرامج الدينية والمسابقات والمقابلات الفنية والاجتماعية والبرامج الرياضية التي ستبثها خلال شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم أتمنى باليمن والبركات. جلست مع نفسي وبحسبة جمع بسيطة تبين لي انني احتاج إلى 24 ساعة إضافية فوق ال 24 ساعة الاعتيادية التي نظمها الله لنا من شروق الشمس إلى غروبها حتى أتمكن من مشاهدة جزء من هذا النعيم الفضائي. كل الشياطين تصفد في رمضان إلا شياطين معظم الفضائيات العربية يطلق سراحها لتوحيد المشاهدين العرب في برامج الترفيه وزيادة الوزن من إطالة الجلوس أمام شاشات التلفاز. إذ لحصول هذه القنوات الفضائية على أكبر قطعة من الإعلانات على شاشاتها خلال شهر رمضان يجب أن امتنع عن الطعام وان لا أذكر الله لأني أكون قد أضفت اسمي الى قائمة شياطين الإنس حتى أكون مشاهداً محترماً. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الحملات الترويجية بل تصلني ايميلات اشعر بفرح صاحبها وكأنه أنجز مهمة عمره يقول إذا أردت مشاهدة ومتابعة... ادخل على الرابط... أيضاً وفي اليوم الأول من رمضان وصلتني على هاتفي الخليوي رسائل من أربع محطات فضائية عربية تذكّرني بمشاهدة بعض برامجها الحصرية والمميزة. كنت أتمنى مشاهدة بعض من: البث الحصري عن افتتاح مصانع عربية. أو افتتاح مستشفى جديد. أو الإعلان عن تقليل نسبة الجريمة أو البطالة في العالم العربي. أو افتتاح مختبرات علمية عملية. أو بث حصري عن حجم الفساد الاخلاقي والمالي والسياسي والاداري في العالم العربي وكيفية مقاومته والحلول له. أو بث حصري عن ضعف مناهج التعليم. والقائمة طويلة. لكن هذا لا يمنع أن ابعث برسالة"مبارك عليكم شهر رمضان". يوسف فضل - بريد الكتروني