بالأمس القريب أعلن رجل الأعمال المعروف بيل غيتس التبرع بنصف ثروته لمشاريع خيرية. هذا الرجل هو أغنى رجل في العالم وصاحب شركة مايكروسوفت. هذا الرجل يربح كل ثانية 250 دولاراً، أي 20 مليون دولار في اليوم، أي حوالى ثمانية بلايين دولار في السنة. لو خسر أو صرف ألف دولار فلن يؤثر فيه، لأنه سيعوضه خلال أربع ثوانٍ ويمكنه سداد ديون الأممالمتحدة في أقل من عشر سنوات، مع العلم بأن ديونها تبلغ 5.5 تريليون دولار. ولو أعطى كل واحد على سطح الكرة الأرضية 15 دولاراً فسيتبقى معه 5 ملايين دولار. هذا الرجل وبكل سخاء لم يبخل وتبرع بنصف تلك الثروة الطائلة للمشاريع الخيرية، ليس هذا فحسب ولكن فعله الجميل شجع كثيرين من أصحاب الثروات الطائلة فتبعه 34 من رجال الأعمال وتبرعوا بنصف ثرواتهم. للأسف الشديد لا نجد هذا التصرف الحميد لدى أصحاب الثروات من المسلمين، إلا نادراً، وإن تبرعوا فيتبعونها بالمنة والأذى ويتشدقون في وسائل الإعلام ليكون مقابل تلك الدولارات مردود اجتماعي ودنيوي وكأن ذلك التبرع ليس لله. فأتساءل مع كثيرين: متى يتحركوا أغنياؤنا ويتمثلون بعمر وعثمان رضي الله عنهما، وغيرهما من صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وعليهم الرحمة والرضوان؟ فيقدموا يد العون للجمعيات الخيرية ويدعموا التكافل الاجتماعي في وطننا الذي قدم لهم العون والحماية والتشجيع والأمن والأمان. أين الإيثار على النفس؟ وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أحضُّ الأثرياء ورجال الأعمال وأصحاب الملايين أن يستغلوا هذا الشهر الفضيل شهر تضاعف الحسنات ويتنافسوا لبذل الصدقات والهبات لمستحقيها عبر القنوات الرسمية المعروفة ويدعموا بذلك التكافل الاجتماعي ويسهموا في الخير ليعم الجميع في وطن الخير. محمد حمد خليص الحربي -بريد الكتروني