قال وزير الخارجية الكيني موسى ويتانغولا إن مقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان ينتقلون إلى ما وصفها ب"مناطق آمنة"في الصومال. وقال ويتانغولا في مقابلة مع وكالة"أسوشييتد برس"الخميس إن دول منطقة شرق أفريقيا معرّضة في شكل أكبر لخطر وقوع هجوم إرهابي بسبب تزايد نشاط المتشددين الصوماليين. وقال وزير الخارجية إن تقارير استخباراتية تُظهر أن أفغاناً وباكستانيين ومقاتلين من دول عربية التحقوا بالمتشددين الصوماليين. لكنه قال إنه لا يستطيع تقديم رقم لعدد هؤلاء المقاتلين، مؤكداً في الوقت ذاته أن عددهم كاف لإثارة قلق المجتمع الدولي. واعتبر الوزير أن الولاياتالمتحدة لا تقوم بما يكفي للمساعدة في تحسين الأوضاع في الصومال. وجاء كلام الوزير الكيني بعد يوم من تظاهر مئات الصوماليين - من بينهم نساء منقبات وأطفال - حاملين بنادق آلية في بلدة كيسمايو جنوبالصومال احتجاجاً على خطط لزيادة عدد قوات حفظ السلام. وقال كثير من السكان إن مسلحين إسلاميين أرغموهم على التظاهر بعد أيام من وعد قوى إقليمية بارسال قوات إضافية قوامها 2000 جندي لدعم الحكومة الهشة في الصومال. وقال رجل من سكان كيسمايو طلب عدم نشر اسمه:"أجبرني طفل عمره عشر سنوات موالٍ لحركة الشباب على ترك سيارتي والسير وراء نحو ألف شخص يحملون لافتات عليها شعارات تعارض قرار ارسال قوات إلى الصومال". وقال شهود عيان إن مسيرات مماثلة نُظّمت في المناطق التي تسيطر عليها"حركة الشباب"في وسط الصومالوجنوبه. وأمرت"حركة الشباب"التي تعلن ولاءها ل"القاعدة"المدارس والمستشفيات الخاصة والشركات بإغلاق أبوابها ساعات عدة وحظّرت موقتاً قيادة السيارات في البلدة الساحلية. وتقود"حركة الشباب"منذ ثلاث سنوات تمرداً على الحكومة المدعومة من الغرب، ويقول مدرّسون إنها تجنّد أطفالاً في صفوفها. وقال شخص آخر من سكان كيسمايو إن"المسنين لم يعودوا الآن بمنأى عن حمل السلاح قسراً". وحذّر قادة المتمردين من أنهم سيعاقبون أي صومالي يفر من البلاد إذا حدث غزو من الدول المجاورة. وقال شيخ بالي وهو أحد قادة"حركة الشباب"أمام حشد في كيسمايو"إننا ندعو الشعب المسلم إلى الإنضمام إلى الجهاد ضد ما يسمى بأعضاء منظمة ايغاد ... فهم اعداؤنا. سنهاجمهم قبل أن يهاجمونا". ويوم الإثنين تعهدت الهيئة الحكومية للتنمية"إيغاد"التي تضم في عضويتها كينيا وأوغندا والسودان وإثيوبيا والصومال وجيبوتي بزيادة عدد جنود قوات حفظ السلام في الصومال إلى أكثر من 8000، لكنها قالت إنها تريد زيادة العدد في نهاية الأمر إلى 20 ألف جندي من الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة. وحتى الآن لم تتمكن قوة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال المتمركزة في العاصمة مقديشو من القيام بما يتجاوز حماية قصر الرئاسة من المتشددين وحماية ميناء المدينة والمطار. لكن بعض المحللين يحذّر من أن إرسال مزيد من القوات يمكن أن يخدم المتطرفين الإسلاميين الذين يعملون على اسقاط حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد. وقال ايغ هوجيندورن مدير منطقة القرن الافريقي في المجموعة الدولية لإدارة الأزمات ل"رويترز":"مبعث القلق هو أن ذلك يسمح لحركة الشباب بتصوير قوة بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال على أنها أداة لدول اقليمية تحاول السيطرة على الصومال ويساعد في ايجاد مقاومة أكبر لهذه القوات في وسط الصومالوجنوب". ويقول محللون إن من غير المرجح أن تقوم الأممالمتحدة بمهمة لحفظ السلام قريباً وانه سيتعين بالنسبة الى أي قوة من الأممالمتحدة أن تتقدمها دول إسلامية. نشر في العدد: 17262 ت.م: 09-07-2010 ص: 9 ط: الرياض