في تحرّك هو الثاني من نوعه في غضون أسابيع، أمهل سكان منطقة جبلية في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية"تنظيم القاعدة"ساعات قليلة من أجل إطلاق شخص مخطوف. وشلّ سكان قرية"فريحة"التي تبعد 30 كلم عن عاصمة القبائل تيزي وزو، المرافق العمومية والخاصة بإعلان إضراب عن العمل أُغلقت خلاله المحلات والمطاعم. وتجمع مئات المعتصمين، أمس، أمام مقر بلدية فريحة للمطالبة بإطلاق سراح أحد أثرياء المنطقة كان خُطف ليلة السبت - الأحد، وتقول عائلته إنها تلقت اتصالاً من شخص يطالب بفدية تفوق ثلاثة مليارات سنتيم قرابة 300 ألف دولار لقاء الإفراج عنه. وتُعد هذه المرة الثانية التي يأخذ فيها السكان على عاتقهم المواجهة المباشرة مع تنظيم"القاعدة"الذي ينتشر قياديوه في محاور جبلية عبر امتداد منطقة القبائل. وتداول بعض أعيان المنطقة على مكبّر صوت لإلقاء كلمات موجهة إلى التنظيم، وطالب إمام القرية بإطلاق المخطوف 34 سنة"لأسباب صحية بحتة"، لكن أحد أفراد العائلة طالب بعدم"الوقوع تحت طائلة الابتزاز ورفض مطلب دفع الفدية". وتُسجّل قرى القبائل من حين إلى آخر عمليات خطف ينفذها التنظيم في حق أثرياء أو أفراد من عائلاتهم، وعادة ما يطلب منهم تفادي إبلاغ مصالح الأمن ما أدى بعائلات إلى الوقوع في"متاعب قضائية"بسبب عدم تبليغها عن خطف أبنائها. وأفادت مصادر محلية بأن الحركة شُلّت وتوارت مظاهر الحياة لمدة ساعات في فريحة التي شهدت إضراباً شاملاً طال كافة المرافق والهيئات والمصالح العمومية وكذلك المحلات التجارية. وشهدت المدينة مسيرة ضخمة سار فيها المئات من سكان بلديات وقرى عدة انتهت إلى قبالة دار البلدية. ورُفعت في المسيرة شعارات مناهضة بموجة العنف التي تستهدف سكان المنطقة، حيث تعالت أصوات وهتافات تطالب الخاطفين بإطلاق رهينتهم، في حين تعالت أصوات أخرى تنادي برد قوي وعنيف في حال عدم استجابة هذا المطلب. كما تخللت المسيرة أيضاً هتافات غاضبة تطالب المصالح والهيئات الرسمية المسؤولة ومختلف المصالح والأسلاك الأمنية في المنطقة بتوفير الحماية والأمن للمواطنين من مثل هذه الاعتداءات. ويحاول سكان القرى النائية في المنطقة تبليغ رسالة إلى مسلحي التنظيم الذين يُشتبه في أنهم نفّذوا عملية الاختطاف، برفض أسلوب"الابتزاز الممارس ضد الأثرياء". وهذا ثاني إضراب تشهده قرى تيزي وزو تنديداً بعمليات الاختطاف. وقبل أسابيع احتج سكان بلدة"بوغني"على خطف شيخ مسن في الثمانينات من عمره، قبل أن يقرر خاطفوه إطلاق سراحه دون دفع فدية. وتحتل منطقة القبائل شرق الجزائر مقدمة المناطق التي تعرف انتشاراً لظاهرة الاختطاف التي يرتكبها عناصر"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وطُرحت أمام محكمة تيزي وزو قضايا عدة ضد مسلحين متهمين بالتورط في عمليات اختطاف وابتزاز لعائلات مقاولين وأثرياء. وعادة ما يخصص التنظيم المبالغ الضخمة التي يحصل عليها من الفديات التي يتلقاها لشراء الأسلحة والذخيرة والمؤون، الأمر الذي جعل قوات الأمن تدعو رجال الأعمال إلى توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم. وتعتقد السلطات أن الظاهرة تطال بالأساس ثلاث ولايات رئيسية في منطقة القبائل هي تيزي وزو وبومرداس والبويرة. وتتمركز في مناطق القبائل قيادة التنظيم وعدد من الكتائب والسرايا. نشر في العدد: 17260 ت.م: 07-07-2010 ص: 9 ط: الرياض