بعد أن سجلت معدلات ارتفاع الحرارة أرقاماً قياسية هذا الأسبوع، ازدادت مساحة المحاصيل الزراعية التي قضى عليها الجفاف في روسيا إلى 10 ملايين هكتار، أي 20 في المئة من إجمالي المحصول. واعتبرت وزيرة الزراعة يلينا سكرينيك أن الوضع الراهن هو الأسوأ منذ أعوام، إذ أعلنت حالة الطوارئ في 23 منطقة بسبب حالة الجفاف. وكان النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية المسؤول عن المجمع الصناعي الزراعي فيكتور زوبكوف، كشف في وقت سابق عن أن خسائر قطاع الزراعة نتيجة الجفاف بلغت مستويات مرتفعة، إذ بلغ العجز في كميات الحبوب المخصصة لعلف الماشية نحو 4.2 مليون طن. وكشفت البيانات الرسمية أن أهم الخسائر الناجمة عن موجة الحر القاسية، تناقص حجم محاصيل القمح أكثر من 7 في المئة مقارنة بإنتاج العام الماضي، بعد تسبب الجفاف في تلف مساحات بلغت مساحتها أكثر من مليوني هكتار، فيما سيتناقص حجم محاصيل البقول بنسبة قد تبلغ 10 في المئة. ويهدد الوضع الراهن بحدوث أزمة في روسيا التي تصل حاجاتها السنوية من الحبوب إلى نحو 77 مليون طن، ولا يزيد احتياطها الاستراتيجي المتوافر على 24 مليون طن. وقبل توسع أزمة الجفاف الحالية وصلت التقديرات الأولية لحجم أنتاج الحبوب في روسيا هذا العام إلى 85 مليون طن، يخصص منها 20 مليوناً للتصدير. إلا أن توسع المساحات المزروعة التي أصيبت بالجفاف سيؤدي بالضرورة الى وقف تصدير البقول، بحسب مصادر رسمية من وزارة الزراعة، بعد أن زاد حجم صادرات روسيا السنوي على 22 مليون طن. إذ تفيد التقديرات الأولية بأن حجم أنتاج الحبوب في روسيا لن يزيد على 70 مليون طن، ما يعنى أن الأسواق المحلية ستستهلك على الأقل ثلث الاحتياط الاستراتيجي. وحذر نائب وزير الاقتصاد أندريه كليباتش من أن استمرار حالة الجفاف التى تشهدها أقاليم روسيا المركزية والتي تسببت في تناقص محاصيل الحبوب، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق الروسية بنسب قد تزيد على 25 في المئة. وارتفعت أسعار عقود الحبوب في الأسواق المالية خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة وصلت إلى 23 بالمئة. وكشف رئيس اتحاد منتجي الحبوب أركادي زلوتشيفسكي، أن الأزمة الحالية ستؤدي الى زيادة معدلات التضخم بنسب تتراوح بين 1.5 و2 في المئة.