اختار متحدثون من وزارة التعليم العالي رواية قصتين معبرتين على مسامع حضور ملتقى «القبول في الجامعات السعودية»، لتأكيد عدم تدخل الواسطة لقبول الطلاب في الجامعات، خصوصاً في تخصصي الطب والهندسة، إذ شرح مستشار وزير التعليم العالي الدكتور عبدالله الطاير تعذر قبول ابن مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري في تخصص الطب في جامعة الملك سعود لأنه حصل على نسبة 65 في اختبار القدرات، ورفض مدير جامعة الملك سعود قبول أية شفاعة فيها، على رغم أن تقدير الطالب في شهادة الثانوية العامة كان بدرجة امتياز. في حين شدد الطاير على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لم يعتمد قبول أي طالب أو معيد أو محاضر في الجامعات السعودية على الإطلاق، وقال: «طوال أعوام عملي الثلاثة الماضية في مكتب وزير التعليم العالي، لم يصلنا توجيه باعتماد قبول أي طالب أو معيد أو محاضر في الجامعات من الملك». وتناول اللقاء المفتوح مع مديري الجامعات القضايا المتعلقة بقبول الطلاب في الجماعات السعودية، واستعرض وكيل الوزارة لشؤون التخطيط والمعلومات عبدالقادر الفنتوخ آلية الوزارة في قبول الطلاب، وأقر أن هناك تحديات كبيرة لتحقيق القبول الكامل للطلبة كافة، كما تواجه الجامعات إشكال إصرار البعض على تخصصات محددة. فيما أثار الدكتور أحمد العيسى التساؤلات حول حاجات سوق العمل، ولاحظ أنه لم يحصل أي تطور واضح وملموس من الجامعات بالنسبة لدورها التعليمي مع واقع متطلبات السوق اليوم. كما أشار إلى إشكال تسطيح بعض التخصصات كالعلوم الإنسانية بدعوى أنها لا تخدم سوق العمل، واصفاً تقليص معظم الجامعات القبول في تلك التخصصات «بالخطأ الكبير». ولفت إلى قضية الانفصال التام بين التعليم المهني والتقني وبين التعليم العالي، متسائلاً عن «البون الشاسع بين التعليمين العالي والمهني». قبل أن يستعرض قضية تسرب الطلبة من الجامعات بعد قبولهم، وما يتبع ذلك من هدر أكاديمي، وتساءل عن مدى توافر برامج تساعد الطلبة في مواصلة الدراسة بالجامعة. من جانبه، ذكر مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش أن السنة التحضيرية قادرة على صقل الطالب ابتداء ورفع الكفاءة الداخلية وهذه وسائل فاعلة في التقليل من الهدر الأكاديمي. فيما قال مدير جامعة الجوف إسماعيل البشري إن هذه القضايا تعتبر تحديات للجامعات العالمية، والوزارة قدمت دراسات دقيقة لبناء المجتمع المعرفي. وحول سؤال عن الفروقات في القبول بين الجامعات الحكومية ونظيراتها الأهلية في المملكة، أجاب الدكتور عبدالله الطاير بأن هناك ضوابط للقبول في الجامعات الأهلية لكن لم تصل إلى درجة القبول في الجامعات الحكومية، فيما أفصح وكيل الوزارة لشؤون التخطيط والمعلومات عن وجود 343 ألف مقعد في الجامعات الحكومية، و17 ألف مقعد فقط في الجامعات الأهلية. وكشف متحدث من جامعة الملك سعود للشؤون أن نسبة التسرب في كليات الهندسة والطب والعلوم الطبية تساوي صفراً، في حين وجّه نقداً إلى الجامعات حول السنة التحضيرية من حيث إدارتها من شركة استثمارية، ما أوجد تخوفاً من النتائج والجودة. لكن مدير جامعة جازان محمد آل هيازع أكد أن الجامعة هي التي تدير السنة التحضيرية بالكامل وبكوادر الجامعة وقدراتها الذاتية، بينما قال مدير جامعة الجوف إن عملية الإشراف على السنة التحضيرية تتم من الجامعة والشركة لا تقوم إلا بالتنفيذ والقيام ببعض الأدوار اللوجستية فقط. وحول سؤال عن تعرض 90 بالمئة من طلاب الطب لمعاملة غير لائقة من أساتذة الطلب في الجامعات، نفى المتحدثون من الجامعات السعودية تسجيل أية حالة لإهانة أحد طلاب الطب، مشيرين إلى أن ما يتردد عن هذا الموضوع لا يعدو كونه انطباعاً. وشددوا على عدم المحاباة لطالب في القبول والتسجيل، إذ لا يوجد أي استثناء لأي شخص عدا الفئات الثلاث التي حددها المقام السامي، وهي «مجهولو النسب» و«الأيتام» و«أبناء الشهداء»، كما أنه لا يمكن التجاوز أو تمرير طلب بعينه وبخاصة في التخصصات النوعية.