عزا الأمين العام لمجلس التعليم العالي في الجامعات السعودية الدكتور محمد الصالح، تسرب الطلاب من الجامعات إلى «دخولهم في تخصصات لا يرغبون فيها ولا تناسبهم». وقال: «إن أهمية السنة التحضيرية تكمن في أنها ستحد من التسرب، وستوجه الطالب إلى درس التخصص الذي يرغبه. كما ستعمل على تزويد الطالب بمهارات مختلفة وتطبيقية، يحتاجها في العمل، وستحد من الهدر في مؤسسات التعليم العالي». وقال الصالح، خلال اللقاء الدوري السابع لعمداء القبول والتسجيل في الجامعات السعودية، الذي استضافته أمس جامعة الملك فيصل في الأحساء: «إن اللقاء الماضي شهد وجهات نظر متباينة حول السنة التحضيرية، باعتبارها نهجاً جديداً في مؤسسات التعليم العالي. وتركز التباين حول القواعد والآليات في تشغيل السنة التحضيرية، فلكل جامعة وجهة نظر»، مضيفاً أن «مجلس التعليم العالي أيد فكرة السنة التحضيرية، من خلال إنشاء عدد من عمادات السنة التحضيرية في الجامعات، حتى أصبح معظمها يحوي عمادة مستقلة. كما وضعت جامعات قواعد تنظيمية للسنة التحضيرية». وأكد حرص أمانة مجلس التعليم العالي على «أن لا تكون هذه القواعد مخالفة إلى لائحة الدراسة المقرة من جانب المجلس»، مستدركاً أن «الأمانة لا تحرص على أن يكون مضمون السنة التحضيرية في جميع الجامعات نسخة واحدة، فطالما أنه لا توجد قواعد محددة صادرة من جانب التعليم العالي في الموضوع، فالجامعات غير ملزمة بأن تسير على قاعدة معينة، وكل ما يخرج من الورشة، لن يعدو كونه توصيات». وأشار إلى خيارات لتشغيل السنة التحضيرية، منها «ان تكون عبر عقود ومؤسسات تشغيلية، أو استحداث وظائف، واعتبار السنة التحضيرية جزءاً من البرنامج الدراسي الأساسي، أو عدم احتسابها منه، وأيضاً إطلاق حملة إعلامية للمجتمع حول السنة التحضيرية». بدوره، قال وكيل جامعة الملك فيصل للشؤون الأكاديمية الدكتور عبد الرحمن المعقل: «إن عمادة السنة التحضيرية في الجامعة التي صدرت الموافقة عليها أخيراً، ستمارس عملها في القريب العاجل». وأضاف أن «السنة التحضيرية في الجامعة غير إلزامية في جميع الكليات، إذ اخترنا أن يكون تطبيق السنة التحضيرية تدريجياً، فبدأنا هذا العام بكليتين فقط، هما «علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات»، و«الهندسة»، وفي السنة المقبلة، ستطبق في كليتي «الصيدلة الإكلينيكية»، و«الطب»، مقراً بأن عملية التشغيل «صعبة، ونحن الآن نقوم بعملية جدولة للكليات، لأن في بعضها أعداداً كبيرة من الطلاب، وتدرس باللغة العربية، وهذه أمور تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتأني في التطبيق، وبخاصة ان الجامعة تحرص على ان تكون الإنكليزية هي اللغة الأم لمدرسيها، وهذه يشكل عبئاً علينا». وعن مدى تقبل الطلاب للسنة التحضيرية، قال: «كنت في مقابلة مع الطلاب أخيراً، وكان انطباعهم الغالب جيداً، على رغم وجود ملاحظات على طول الوقت وغيره»، موضحاً أن السنة التحضيرية «تركز على المهارات وتنميتها، وتعلم على النقد الجيد للطالب، وتنمي لديه مهارات التعليم الذاتي والقدرة على العمل ضمن فريق، والقدرة على التواصل مع الآخرين، وكل هذه المهارات نحاول تنميتها خلال السنة التحضيرية، وليس فقط المقررات والمواد الدراسية». أما عن الهدر الأكاديمي خلال تطبيق السنة التحضيرية للكليتين، فأكد بأنها «لا تصل إلى نسبة ثلاثة أو أربعة في المئة، بعد التحاق بعض الطلاب في برنامج الابتعاث، والبعض التحق في شركات»، مشيراً إلى أن نظام السنة التحضيرية «طُبق أيضاً على طالبات كلية الحاسب الآلي، وحققن نتائج مشجعة».