أعلن وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن الإمارات ستستثمر على مدى السنوات العشر المقبلة نصف تريليون درهم إماراتي (135 بليون دولار) في البنية التحتية للطيران، مؤكداً أنها تعمل على تطوير قطاعات السياحة والطيران، وتتطلع الى استقطاب نحو 15 مليون سائح بحلول عام 2020 بفعل امتلاكها بنية تحتية نموذجية لقطاع الطيران المدني وأسرع المطارات وشركات الطيران نمواً عالمياً. وأضاف خلال «الملتقى التجاري الإماراتي-الإيطالي» لترويج المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي عقد في أبو ظبي أمس، إن الإمارات أثبتت قدرتها على المحافظة على الزخم الاقتصادي ودفع النمو، على رغم التباطؤ العالمي والاضطرابات في بعض دول المنطقة، متوقعاً أن يحقق الاقتصاد المحلي نمواً ملحوظاً يتراوح بين 3 و3.5 في المئة هذه السنة. ولفت الى أن الإمارات احتلت المرتبة الثالثة عشر من بين أكبر الدول المصدّرة، إذ بلغ حجم الصادرات منها 235 بليون دولار، أي 2 في المئة من الصادرات العالمية من السلع، متجاوزة دولاً مصدّرة كبرى، مثل الهند واستراليا والبرازيل وماليزيا، وفقاً لأحدث تقرير صادر من منظمة التجارة العالمية. وتعتبر من أكبر الدول المستوردة، واحتلت المرتبة 18 عالمياً إذ استوردت ما قيمته 170 بليون دولار من السلع التجارية، ما يمثل 1.4 في المئة من الواردات العالمية. وقال المنصوري: «بلغت نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية نحو 70 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للبلد». وأكد أن الإمارات تمتلك اقتصاداً نموذجياً يرتكز على القطاع الخاص، وتتمتع بمركز استراتيجي يوفر وصولاً سريعاً إلى الأسواق الناشئة. وأشار الى أن الإمارات تقوم بدور مهم في إعادة تصدير المنتجات الإيطالية، لافتاً الى أن الشركات الإيطالية تشهد نمواً سريعاً في الإمارات من خلال افتتاح متاجر في مراكز التسوّق، فضلاً عن استكشاف فرص امتيازات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر مقرها الرئيس في الإمارات. وكانت الإمارات وقعت مذكرة تفاهم مع إيطاليا خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الذي عقد في نيسان (أبريل) الماضي في فيرونا، بهدف تطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات. وسجل الحدث حضور 100 من رواد الأعمال الإماراتيين والإيطاليين. وأوضح المنصوري أن «الملتقى» سيساهم في إضافة قيمة نوعية على أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، بخاصة أن إيطاليا هي بلد يتميز بروح المبادرة والابتكار. وتجاوز حجم التجارة بين البلدين 16 بليون درهم في العام الماضي، ما جعل إيطاليا ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات في أوروبا. وأكد وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي باولو روماني في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير الإيطالي في أبو ظبي، أهمية تفعيل التعاون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة بين البلدين خصوصاً أن إيطاليا تعتمد في شكل رئيس على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تضم نحو 5 ملايين شركة. ولفت إلى أن الإمارات تشكل السوق الأولى في المنطقة من ناحية صادرات المنتجات الإيطالية التي وصلت الى 3.6 بليون يورو خلال العام الماضي. وقدمت مدير إدارة الاستثمار في وزارة الاقتصاد الإماراتية ندى الهاشمي عرضاً عن مشروع «الخارطة الاستثمارية» الذي ستطلقه وزارة الاقتصاد، لترويج الفرص الاستثمارية وتعزيز التنافسية الاستثمارية في البلاد، عبر برنامج مكثّف يستهدف 12 دولة تعتبر استراتيجية بالنسبة للإمارات، من بينها إيطاليا. إلى ذلك، قدمت «المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة» في أبو ظبي عرضاً عن المؤسسة والخدمات التي توفرها للمستثمرين، تحديداً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم. وسجلت جلسات الملتقى تفاعلاً بين رواد الأعمال الشباب من كلا البلدين، الذين ركزوا على التعاون في قطاعات عدة، أبرزها المجوهرات والآلات والمواد الغذائية والطاقة المتجددة.