ازدحمت «دار الثقافة - حسن الحسني» في مدينة المدية (جنوبالجزائر العاصمة) بعشاق أبي الفنون الذين حضروا حفلة اختتام الدورة السادسة من مهرجان المسرح الفكاهي، حيث فازت ب «العنقود الذهبي» مسرحية «صديقي الشبح» لفرقة «جمعية مسرح الشلف». و«صديقي الشبح» مسرحية ساخرة اقتبسها مخرجها عبدالحميد بلخوجة عن «بخيل» موليير، ومحورها الصراع بين الخير والشر. تبدأ بوفاة الأم، وحزن وَلَديها عليها، وتنتهي بثورة الابنة والابن على رب الأسرة الذي يتزايد طمعه. وإذا كانت الأحداث تذكر المشاهد بالثورات من حوله، فهي تعكس في الأساس واقعاً جزائرياً مأسوياً فضّل المخرج الضحك منه أو عليه. ووصفت لجنة التحكيم، لا سيما رئيستها ومديرة «مسرح قالمة» فوزية آيت الحاج، المسرحية بالمتميزة من حيث الإخراج والأداء والديكور، ما يفسر حصول بلخوجة على جائزة أحسن إخراج. ومنحت جائزة أحسن ممثل مناصفةً إلى كل من سلامي عبدالقادر عن مسرحية «زعيم النش»، ومحمد عوادي عن مسرحية «الفلطة» التي نالت أيضاً جائزة أحسن سينوغرافيا. أما جائزة أحسن ممثلة فذهبت إلى سميرة صحراوي عن دورها في مسرحية «طاق على من طاق» التي حاز كاتبها الفنان أحمد رزاق جائزة أحسن نص مسرحي. كما برزت في الاختتام فرقة محفوظ طواهري من مليانة، التي حظيت بجائزة أحسن تأليف موسيقي عن مسرحيتها «البورجوازي»، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم إلى «جمعية الأفراح» من مدينة المدية عن مسرحية «مدرسة الآباء». يذكر أن المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي أهدي هذا العام إلى روح عميدة الممثلات الجزائريات عائشة عجوري المعروفة ب «كلثوم» والتي توفيت العام الماضي عن 94 سنة، تاركةً حصاداً بلغ 20 فيلماً و70 مسرحية وأدواراً لا تنسى، ومنها في «وقائع سنوات الجمر» لمحمد لخضر حامينا (1967) الذي جعل منها الفنانة العربية الأولى التي تسير على البساط الأحمر لمهرجان «كان» الدولي، حيث عرض الفيلم آنذاك وفاز ب «السعفة الذهبية».