تكرر الحكومات الغربية، حين تتحدث عن إسرائيل، إنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. فهل ينبغي الاستنتاج من هذا أن شعب إسرائيل اختار حكومته، ويؤيد سياستها، وبعض هذه السياسة الحادثة الأخيرة، أي القتل؟ وكنت الشهر الماضي أزور جامعة القدس بأبوديس. ورأيت جدار الفصل في قلب الحرم الجامعي، وعلى الجدار علقت كتابة تقول:"يا أخواتي الإسرائيليات، هذا ليس الحل". وقبل أيام، أسرّ لي طلاب إسرائيليون أن المجتمع الدولي هو أمل إسرائيل الوحيد في الخلاص من الدمار الذاتي، وتدمير إسرائيل نفسها يترتب عليه تدمير المنطقة كلها، ولن يحمل إسرائيل على ضبط النفس، والإحجام من تدمير نفسها والمنطقة، إلا اضطرارها الى تسديد ثمن باهظ عن سياستها. وينبغي أن يكون الثمن أخلاقياً واقتصادياً، وهو عقوبات دولية. والناس، في أنحاء العالم، يرون أن فلسطين تقترب من المرحلة التي بلغتها جنوب أفريقيا عشية إلغاء نظام الفصل العنصري. والعدوان الأخير، والمثير للغضب، يقرب نهاية المرحلة، ويدعو الى التزاحم على إرسال الهبات الى الفلسطينيين وعلى مقاطعة الشركات التي تتعامل مع إسرائيل. وآن أوان إقلاع الحكومات عن التواطؤ وقبول أعذار الحكومة الإسرائيلية. * كاتبة وروائية بريطانية من أصل مصري، عن موقع"غارديان"البريطانية، 31/5/2010 اعداد منال نحاس وو. نشر في العدد: 17225 ت.م: 02-06-2010 ص: 26 ط: الرياض