قالت مصادر في الوفد اللبناني المرافق لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى طهران ان المرحلة الثانية من المحادثات الليلية التي أجريت ليل أول من أمس بين الوفد الإيراني برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية الدكتور محمد رضا رحيمي والوزراء الإيرانيين وبين الحريري و الوفد الوزاري المرافق له، أتاحت التعمق في المواضيع التي تطرقت إليها المحادثات التي أجريت أمس وتستمر اليوم، نظراً إلى انفتاح الجانبين على العناوين المهمة التي تهمّ الطرفين. وأوضحت المصادر أن المرحلة الأولى من المفاوضات فور وصول الحريري إلى طهران اتسمت بالترحيب الحار به وبإبداء الحرص على العلاقة معه فيما شهدت المرحلة الثانية مواقف أكثر التزاماً من الجانبين بتحسين العلاقات، حيث فوجئ الجانب الإيراني بمدى انفتاح الحريري وصراحته. وأوضحت المصادر في الوفد اللبناني أن الجانب اللبناني لمس من جهته انفتاحاً إيرانياً على تطوير العلاقات وأن تفعيل اللجنة العليا المشكّلة من البلدين سيتم في سرعة لأنها ستعقد خلال شهرين و سيزور الحريري طهران ثانية لعقدها. وأوضحت المصادر أن لا شروط على تحسين العلاقة فهي لم تكن موجودة تقريباً ولم يزر مسؤولون لبنانيونطهران إلا الرئيس الراحل كميل شمعون عام 1957 ثم الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 1997 الذي أسس مع طهران اللجنة المشتركة العليا لكن اغتياله حال دون مواصلة تطوير العلاقات والآن يتولى نجله استئناف العملية. ورفضت المصادر رداً على سؤال ربط المحادثات الجارية بموضوع السجال اللبناني على موضوع سلاح"حزب الله"وأكدت أن الحريري لن يطرح هذا الموضوع إطلاقاً لأنه ليس وارداً أن يناقش المواضيع الداخلية اللبنانية أو أن يطلب من إيران التدخل في الخلافات الداخلية. كما أنه لن يطرح موضوع المحكمة الدولية. ودعت المصادر إلى عدم طلب الأوساط اللبنانية والإعلامية الحد الأقصى من الزيارة لأن تفعيل العلاقة ما زال في بدايته وأن الحريري يرى أن إيران دولة مهمة في المنطقة و يجب الإفادة من ثقلها من أجل حفظ الاستقرار في لبنان وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية، ومتابعة الاتصالات المباشرة معها أفضل من الانقطاع لبناء العلاقة من دولة إلى دولة وعلينا أن نبدأ من مكان ما وهذه الزيارة هي البداية والمقاربات يجب أن تتسم بالواقعية وأن نربط البلدين بمصالح مشتركة و هم مثلنا مستعدون ومنفتحون". وذكرت المصادر أن رحيمي كرر مرات عدة خلال المحادثات الحرص على الاستقرار، آملاً بأن تكون الزيارة"نقطة تحول في العلاقات الثنائية ونحن نرى أن دولتكم تمثلون كل لبنان وواجبنا الوقوف إلى جانبكم بكل قوة ونعتبر أن استقرار لبنان وأمنه بمثابة استقرار إيران وأمنها". كما أنه شدد على أن الدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل هو مثل الدفاع عن إيران. وكان الحريري أكد خلال افتتاح الجولة الثانية من المحادثات أن لبنان"لن يكون في أي منظومة دولية ضد إيران ولمحاصرتها"مشيراً الى أن إيران وقفت مع الحقوق العربية. وأوضحت مصادر الوفد اللبناني أنه شدد على أن لبنان يستطيع أن يلعب دوراً في تعزيز العلاقات العربية ? الإيرانية على قاعدة الاحترام المتبادل وأن الصدق والصراحة يساعدان على ذلك لإزالة الهواجس الموجودة من الجانبين عبر جهد مشترك بين العرب وإيران في إيجاد مخارج للقلق الموجود بينهما. وكان الرئيس الحريري تابع أمس لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين فزار عند الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي رئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني في مقره في المجلس يرافقه النائب السابق باسم السبع والسفيران زين الموسوي وغضنفر ركن أبادي وعدد من أعضاء مجلس الشورى والمستشار هاني حمود، وكان عرض للأوضاع والتطورات الإقليمية. وفي مستهل اللقاء تحدث لاريجاني فرحب بالرئيس الحريري وأشاد بالعلاقات اللبنانيةالإيرانية"التي كانت دائماً على أعلى المستويات"، منوهاً ب"الدور المميز الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ترسيخ هذه العلاقات"، وقال:"إن زيارتكم في هذا الظرف الذي تشهد فيه المنطقة تطورات مهمة ستشكل مناسبة لترسيخ العلاقات وبحث التطورات الثنائية والأوضاع الإقليمية". وكان الحريري استهل اليوم الثاني بجولة في معرض وزارة الدفاع الإيرانية ثم زار مصنع سيارات إيران"خودرو"وقام بجولة ميدانية في أرجائه واستمع الى عرض مفصل حول كيفية تصنيع وتجميع سيارات"سورين"في إيران. ولدى انتهاء الجولة قدم القيمون على المصنع سيارة هدية للرئيس الحريري الذي قال:"أود أن أحيي الشعب والحكومة الإيرانيين والرئيس أحمدي نجاد على الإنجازات التي يقومون بها والتي يجب أن تكون مدعاة فخر، وبخاصة هذا المصنع حيث يتم تصنيع أنواع عدة من السيارات". وأضاف:"نحن هنا لتدعيم العلاقات بين لبنانوإيران، بين الحكومة اللبنانية والحكومة الإيرانية، ولمأسسة هذه العلاقات لكي تكون مميزة بإذن الله. نحن نشكر إيران أيضاً لوقوفها سياسيا الى جانب لبنان في كل الأوقات الصعبة. كما أهنئ الشعب الإيراني على هذه الإنجازات إن لناحية صناعة السيارات وإن لصناعة الأسلحة، وقد زرت اليوم وزارة الدفاع، وهذا أمر يجب أن تكونوا فخورين به في إيران وإن شاء الله نشهد تعاوناً بين الدولتين الإيرانيةواللبنانية في كل المجالات، فنحن وإياهم منفتحون على ذلك ويجب أن نطور هذا الأمر من خلال عمل دؤوب تقوم به الحكومة اللبنانية، وسنفعل أيضاً عمل اللجنة العليا بين البلدين، ونتمنى أن تكون العلاقة بين البلدين على مستوى المؤسسات بين كل الوزارات اللبنانيةوالإيرانية". كما زار الحريري سكرتير مجلس الأمن القومي سعيد جليلي. واستقبل في مقر إقامته في فندق الاستقلال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي.