بدأت رسمياً في مصر أمس حملات الدعاية للانتخابات البرلمانية، قبل أسبوعين من موعد اجرائها. ويتنافس 5181 مرشحاً، بينهم 380 امرأة، على 508 مقاعد بينها 64 مقعداً للنساء، وسط توقعات بتغيير الخريطة البرلمانية وظهور قوى جديدة تعيد رسم التوازنات. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن اللجنة القضائية استبعدت ثلاثة من المرشحين في محافظتي القاهرة والشرقية، وهددت باللجوء إلى القضاء لمواجهة ما اعتبرته تعنت اللجنة في حق الجماعة. ويتوجه الناخبون المصريون إلى الاقتراع في 28 تشرين الثاني نوفمبر في انتخابات يُنظر اليها على أنها مؤشر مهم للانتخابات الرئاسية التي تجرى خريف السنة المقبلة. وقال المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات سامح الكاشف إن"العدد الرسمي للمرشحين جاء في أعقاب الفصل في الطعون وتنفيذ الأحكام القضائية النهائية والتنازلات عن الترشيح. ومع احتدام المنافسة على حجز موقع في مجلس الشعب البرلمان وارتفاع وتيرة المنافسة بدأت ظاهرة الاعتداء على يافطات وصور المرشحين تتزايد. وظهرت صور لمرشحين في شوارع العاصمة وعدد من المحافظات الإقليمية انتزعت العيون في بعضها، فيما انتزعت صور الوجوه في بعضها الآخر، كما أزيلت الكلمات والشعارات عن بعضها أيضاً. وانتشرت في عدد من شوارع القاهرةوالمحافظات الإقليمية اللافتات والملصقات الانتخابية ولوحظ انتقال الصراع بين الحزب الوطني الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين إلى الشارع فكلاهما سعى إلى كسب ود الناخب المصري. ففي حين اعتمد غالبية مرشحي الحزب الحاكم على الشعارات الوطنية وغلف ملصقات مرشحيه بعلم مصر وأحياناً صور الرئيس حسني مبارك. اعتمدت الإخوان على الآيات القرآنية والشعارات الدينية. ورصدت"الحياة"مجموعات من الشباب توزع مطبوعات بأحجام مختلفة أمام عدد من المساجد. حملت شعار الإخوان التلقيدي الإسلام هو الحل وتضمنت برنامج الإخوان الانتخابي، وتعريفاً بجماعة الإخوان ونشأتها في سطور. وأفيد أن الحزب الحاكم في مصر سينفق نحو 60 مليون جنيه على الدعاية بعدما جمع 25 مليوناً على الأقل من أعضائه الراغبين في الترشيح للانتخابات، في حين تعهد عدد من رجال الأعمال المنتمين للوطني بالمساهمة في عمليات الدعاية الانتخابية. وكشفت جماعة الإخوان، التي ستخوض الانتخابات ب 130 مرشحاً، أنها رصدت نحو 8 ملايين كحد اقصى لعمليات الدعاية. وأشارت الى أن تلك الأموال جمعت من الاشتراكات وتبرعات عدد من رجال الأعمال المنتمين إلى الجماعة، إضافة إلى مساهمات المرشحين انفسهم. وخصص حزب الوفد الليبرالي، الذي تكفل رئيسه الجديد رجل الأعمال السيد البدوي بدفع غالبية نفقات الحملة لحوالى 200 مرشح، وهي نحو 15 مليون جنية للحملة اضافة الى حملة دعائية بدأ بثها منذ فترة على شبكة قنوات"الحياة"التي يملكها البدوي. وكررت اللجنة العليا للانتخابات أمس دعوتها المرشحين لالتزام سقف الإنفاق على الدعاية وقدره 200 ألف جنيه، إلى جانب 100 ألف جنيه في حالة خوض انتخابات الإعادة. ودعت اللجنة المرشحين إلى عدم استخدام شعارات دينية في دعايتهم الانتخابية أو استخدام دور العبادة أو المنشآت الحكومية في أعمال الدعاية وعدم الخوض في حرمة الحياة الخاصة للمرشحين الآخرين، والتزام المعايير والضوابط الأخلاقية المعمول بها في شأن الدعاية الانتخابية، محذرة من أن من يتجاوز ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية. ويخوض الحزب الوطني الحاكم الانتخابات بستة رموز انتخابية هي الهلال والجمل والقمر وغصن الزيتون والنجمة والحصان في حين اختص الوفد برمزي النخلة والميزان وحزب التجمع برمزي ساعة اليد والسنبلة والحزب الناصري برمزي المسدس والسلم وحزب الأحرار الليبرالي برمزي المفتاح والحمامة والاتحاد الديموقراطي برمزي المضرب وكرة التنس وحزب الجيل برمزي السيارة والسفينة، بينما منحت اللجنة العليا للانتخابات الأحزاب والمستقلين حوالى مئة رمز، ورفضت منح الرموز التي كانت تثير السخرية والنكات للمرشحين مثل الجردل والكنكة والأباجورة والمشط والموزة والكف ودش الحمام.