بدأ طالب الجامعة بالتحضير لامتحان مقرر التخرّج الأخير. بدأ بالدراسة والإعداد للامتحان جيداً، ولكنه قرر تأجيل الامتحان ليعد له أكثر. وبدأ مسلسل التأجيل مرة أولى وثانية وثالثة حتى تعود التأجيل - عسى أن ينال العلامة الجيدة - ولكنه أخيراً قرر دخول الامتحان، والذي حدث أن الطالب نجح، لكن بمعدل مقبول دون الجيد. والعلامة لا تتناسب مع امكاناته ودراسته، ولم يفده التأجيل شيئاً، لكن في النهاية نجح الطالب. كذلك كانت حركة فتح المجتهدة في مؤتمرها السادس ومقرراته التي لم تتجاوز حد المقبول بعد كل هذا التأجيل. فتح الجديدة بلجنتها المركزية الحديدية قراراتها لم تكن كذلك، والظرف هنا عائد على الصفة - القرارات الحديدية التي ننتظرها من اللجنة المركزية الحديدية تأخرت. كان الأولى من المؤتمر ومن لجنته المركزية أن يفرز آليات عمل جديدة وإدارة ناهضة، وبرنامج محاسبة، هذا لو تجاوزنا البيان السياسي المطاط. الرئيس محمود عباس الأكثر واقعية في اجتماع المجلس الثوري الأخير عندما أشار الى خطورة الموقف. وهذا صحيح لو نجح المؤتمر لما قال الرئيس كذلك. ولكن الأمل المعقود بالإصلاح الفاعل انتقل الى المجلس الثوري. المجلس الثوري لم يخرج عن سياق المؤتمر السادس حيث التوجه بإعادة انتخاب الأقاليم وقادتها، فانتقل الداء من ها هناك الى ها هنا، من المؤتمر العام الذي انتخب الأشخاص على حساب آلية العمل الى المجلس الثوري الذي قرر إعادة انتخاب قادة الأقاليم والمناطق. ما الفائدة من تكريس الوجوه أو حتى تجديدها من دون تجديد آليات العمل والتخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه والاتصال والمراقبة. فلو كانت فتح على أحسن حال كما دائماً يجاهر قادتها فلماذا فتح في خطر كما أشار الرئيس محمود عباس. إن المطالبة بإعادة انتخاب الأقاليم من دون المحاسبة على المراحل السابقة بمثابة قرار بدوام الخطأ. فلا بد أن تنطلق الانتخابات من عملية محاسبة شاملة في الأداء. إن قرار المجلس الثوري بإعادة الانتخابات من دون محاسبة ومسائلة، ستكون تبعاته خطرة على أداء الحركة، وخصوصاً أقاليم الخارج البعيدة من مركز القرار ومركز المحاسبة، وربما سيؤدي الى شرعنة رؤوس الإفساد إذا لم يُحاسبوا. عسى الله من مجلسنا الثوري أن يعيد الكرّة بنقطة بيضاء في البركة السوداء في الزمن الأسود. وتبقى العبرة لأولي الألباب. حسام الدين عبدالرزاق - بريد إلكتروني