10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصدر مطلع في القاهرة يخص "الحياة" بأبرز ما تضمنته جهود عقد مؤتمر دولي جديد للسلام . مقترحات مصرية الى أوباما لحل القضية الفلسطينية : مبادرة "نهاية الطريق"
نشر في الحياة يوم 21 - 01 - 2010

تعاني القضية الفلسطينية للمرة الأولى في تاريخها ثلاث مشكلات أساسية متداخلة، أولاها تهميشها في الأجندة الدولية والإقليمية لمصلحة قضايا أخرى، مثل الحرب على الإرهاب أو الوضع في العراق أو الملف النووي الإيراني، والثانية تآكل هذه القضية في إطار عملية السلام التي أصبحت راكدة ومفتوحة إلى ما لا نهاية، وعلى أرض الواقع بسبب خطط التهويد والاستيطان الإسرائيلية المستمرة. وثالثتها تتمثل في محاولات مستمرة من أطراف دولية وإقليمية لاستخدام القضية الفلسطينية كورقة في مفاوضاتها السياسية مع أطراف دولية وإقليمية أخرى، ما أدى إلى انقسام الفلسطينيين وتناحرهم.
لذا كان من الضروري أن تبادر مصر في ضوء إدراكها هذه الحقائق بخطوة لتحريك هذا الملف المتجمد من خلال تقديم مقترحات للراعي الأكثر تأثيراً في هذه العملية، وهو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لحضه على مواصلة دوره الذي بدأه والذي وعد به أيضاً. وتم ذلك من خلال زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان لواشنطن في الثامن من كانون الثاني يناير 2010، اللذين شرحا رؤية مصر بأبعادها المختلفة تجاه سبل حل القضية الفلسطينية، خصوصاً في إطار مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفي حديث ل"الحياة"أكد مصدر ديبلوماسي مصري مطلع على هذا الملف أن الرؤية المصرية وعنوانها"نهاية الطريق"تضمنت أفكاراً متعددة، وقال إن هناك جهوداً مكثفة خلال الأسابيع المقبلة للبحث في كيفية العودة السريعة لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، مع إمكانية حدوث تبادل لبعض الأراضي، بحيث تكون حدود هذه الدولة هي حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وتتمتع هذه الدولة بسيادة حقيقية تحقق طموحات الشعب الفلسطيني وتسمح له بأن يتخذ الإجراءات والقرارات التي تتعلق بمستقبله.
وقال المصدر إنه في حال الموافقة على هذه الأفكار قد يعقد مؤتمر دولي للسلام في شرم الشيخ في آذار مارس أو نيسان أبريل المقبلين يحضره إلى جانب الفلسطينيين وإسرائيل ومصر كل من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأردن، وربما أطراف عربية أخرى. وأضاف المصدر أن هناك جهوداً مصرية وعربية مكثفة تبذل حالياً لتوحيد الصف الفلسطيني وتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية.
وقال المصدر إن مصر تطرح على الأطراف المعنية، خصوصاً الجانب الأميركي، مقترحات مصرية من نقاط عدة في عنوان"خطة نهاية الطريق"End game
بهدف تحقيق اختراق حقيقي في عملية السلام التي أصابها الجمود، وهذه الأفكار هي:
أولاً: تطلب مصر من الولايات المتحدة وبأكبر قدر من الوضوح ضمانات مكتوبة ومدعومة دولياً، سواء من خلال مجلس الأمن أو مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الأوسط يعطي رسائل ضمان للفلسطينيين وأخرى لإسرائيل، وتنص هذه الضمانات على أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة على أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية والمتواصلة الأطراف وفق القرارات الدولية ذات الصلة ويتحدث عنها المجتمع الدولي والرباعية الدولية وعلى خطوط 1967 وبكامل حجم الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في 5 حزيران يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأيضاً التفاوض حول قضايا الوضع النهائي حول الأمن والمياه واللاجئين، ومصير في المستوطنات القائمة في الأراضي الفلسطينية في إطار عملية محدودة من تبادل للأراضي لا تزيد على 3 في المئة ولا تتضمن القدس الشرقية، وتتم بموافقة الطرفين، وكل ما يتعلق بعملية السلام مع تنفيذ مبادرة السلام العربية.
ثانياً: تبدأ إسرائيل على الفور إجراءات لبناء الثقة مع الفلسطينيين، وذلك برفع الحصار عن قطاع غزة وإزالة الحواجز وفتح المعابر لتسهيل حركة التنقل للأفراد وللسلع وبما يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ثالثاً: يقوم المجتمع الدولي بطرح مرجعية التسوية النهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وشكلها، لعدم إضاعة المزيد من الوقت في بحث تفاصيل يعلم الجميع أن البحث فيها لن يصل بالأطراف إلى التسوية المنشودة، خصوصاً في قضايا مثل القدس الشرقية واللاجئين.
رابعاً: تبدأ المفاوضات عقب ذلك لتركز بداية على مسألة التوصل الى اتفاق على حدود الدولة الفلسطينية ووضع مدينة القدس وأن يكون إطلاق العملية التفاوضية وفق مرجعيات واضحة وإطار زمني محدد لا يتجاوز العامين، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي في أقرب وقت ممكن حول قضايا الحل النهائي على نحو يسمح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وترى مصر أن حدود الدولة الفلسطينية لا بد من أن تكون وفق حدود ما قبل الخامس من حزيران 1967 ومع رفض وضع قوات إسرائيلية أياً كانت رمزيتها وعدم وضع قوات دولية على حدود الدولة الفلسطينية إلا أنه يمكن نشر مراقبين دوليين، وأن تكون السيادة على الحدود للدولة الفلسطينية، وأن تكون هذه الحدود متواصلة مع جيران هذه الدولة، مع تبني عدد من الإجراءات الأمنية لطمأنة إسرائيل بمشاركة الأطراف المعنية.
خامساً: القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي أحد مواضيع التسوية النهائية، ولا يمكن أن تستثنى من أي مفاوضات مقبلة، والإقرار بأن مسألة تبادل الأراضي لا تنطبق على القدس الشرقية.
سادساً: ضرورة التزام إسرائيل تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، إذ أن النشاطات غير شرعية وغير قانونية. ويتزامن تجميد الاستيطان مع المسار التفاوضي لتعزيز ثقة الجانب الفلسطيني في النيات الإسرائيلية.
سابعاً: التدرج في تنفيذ التسوية طبقاً لجدول زمني محدد يتفق عليه الطرفان وذلك في حال الاتفاق على الشكل النهائي لحدود الدولة الفلسطينية طبقاً لحدود 4 حزيران 1967 كما سبق أن اتفق الطرفان على ذلك خلال المفاوضات مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت.
ثامناً: إن انخراط إسرائيل في التفاوض الجاد، وطبقاً لإطار زمني واضح المعالم، يمكن أن يعيد الكثير من الأمور التي كانت قائمة خلال التسعينات من حركة التفاعل العربي معها بهدف دعم الثقة المتبادلة وبالتالي دعم الجهد التفاوضي ككل.
تاسعاً: أن يترافق الاتفاق مع إصدار قرار من مجلس الأمن ملزم لجميع الأطراف يشمل بنود الاتفاقية ويلزم الجانبين بتنفيذها ضمانة لعدم المماطلة.
وقال المصدر نفسه إن أي مفاوضات إذا ما اتفق على أساسها وأهدافها فيجب أن يكون لها شروطها وسقفها الزمني، أي أننا لا نتفاوض ويكون الاستيطان مستمراً وألا نتفاوض والمجتمع الدولي يترك المتفاوضين بمفردهم، وبالتالي تفرض إسرائيل إرادتها على الجانب الفلسطيني من خلال ثقل الغزو أو الاحتلال.
وأوضح المصدر نفسه ل"الحياة"أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال مجلس الأمن أو من مؤتمر دولي للسلام يثبت مبدأين أكد المجتمع الدولي أهميتهما مراراً وهما مبدأ حل الدولتين، ومبدأ إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وترسيم حدود دولة فلسطين على هذا الأساس. وقرار كهذا لا يعني إجراءً أحادياً ولا يعني استباقاً لنتائج المفاوضات وإنما يثبت بوضوح الهدف النهائي لعملية السلام، كما حددته"خريطة الطريق"وهو ما تطلق عليه الرؤية المصرية ? نهاية الطريق End game وهو عنوانها وهدفها بالأساس.
ثلاث رؤى
وترى مصر أن حل قضية فلسطين لا بد من أن يتم من خلال تكثيف جهود جميع أطراف المجتمع الدولي لضمان إعادة إطلاق العملية التفاوضية وفق مرجعيات واضحة وإطار زمني محدد والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن حول قضايا الحل النهائي المتمثلة في الحدود والأمن والقدس واللاجئين والمياه، على نحو يسمح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويفتح الباب أمام تحقيق سلام شامل في المنطقة من خلال انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
وأعلن المصدر أن هناك تعاوناً وثيقاً حالياً بين مصر والولايات المتحدة في هذا الشأن ومن خلال الديبلوماسية المصرية ومجموعة العمل الخاصة في الإدارة الأميركية، فمثلاً دار ويدور حوار حول مدة التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث ترى الولايات المتحدة ضرورة بدء المفاوضات فوراً بالتزامن مع إرسالها رسائل طمأنة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن مدة المفاوضات عامان للتوصل لاتفاق شامل ومعاهدة سلام بين الطرفين، وتخصص الشهور التسعة الأولى منها للحدود الدائمة للدولة الفلسطينية، بهدف التوصل إلى حل لهذه المسألة وبالتزامن مع التعليق الموقت للبناء في المستوطنات الذي أعلنه نتانياهو، وفي إطار قبول الطرفين لمبدأ تبادل الأراضي يتم التوصل إلى حل توافقي.
وليس لمصر مشكلة مع مدة التفاوض، لكنها ترى أنه يجب وقف النشاطات الاستيطانية في شكل كامل في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وبالتزامن مع مدة التفاوض ككل مع تقديم الإدارة الأميركية رسائل طمأنة الى الفلسطينيين والإسرائيليين تتضمن مرجعية واضحة لعملية السلام والمفاوضات وتقوم على أسس هذه العملية المعروفة دولياً ومن النقطة التي توقفت عندها المفاوضات. وهذه ليست شروطاً، كما ترى مصر، وتتفق معها فرنسا في أن رسائل الطمأنة الأميركية يجب أن تتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفي تاريخ محدد قبل انتهاء مدة التفاوض، وأن تكون هذه الرسائل مدعومة دولياً وأوروبياً سواء من خلال مجلس الأمن أو مؤتمر دولي للسلام. كما أن مسألة الحدود موضحة في المرجعية الدولية بحدود الرابع من حزيران 1967 ومن ثم لا تحتاج إلى هذه المدة الطويلة من المفاوضات.
وأضاف المصدر أنه دار ويدور حوار أيضاً حول ما تقصده إسرائيل والولايات المتحدة بيهودية دولة إسرائيل، حيث أكدت مصر في كل اتصالاتها مع الجانبين رفضها التام لهذا الطرح وتشدد على ضرورة ضمان أمن وسلامة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر داخل مدنهم وقراهم، مع وضع ضمانات بعدم ترحيلهم إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، وكذلك ضمان حل عادل ومقبول لمسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم ومنازلهم داخل إسرائيل.
ومثلاً يدور نقاش وحوار مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي في كل اللقاءات وعلى مختلف المستويات حول المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط. وتشدد مصر على أن هذه المبادرة باعتبارها حزمة متوازنة ومتكاملة من الأفكار هي إحدى الأسس التي يقوم عليها الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي ولا يمكن أن تجرى عليها أية تعديلات أو إضافات، كما تؤكد مصر أن قضايا اللاجئين والمياه والحدود والأمن تحل وفق أسس ومرجعية عملية السلام المتفق عليها بين الجانبين، وفي إطار مفاوضات الحل النهائي التي يجب أن تبدأ فوراً مع إزالة أسباب عرقلتها والعقبات التي تقف حيال بدئها.
وتطالب مصر الإدارة الأميركية ببذل كل جهودها، بما في ذلك ممارسة الضغوط الكافية على الجانب الإسرائيلي للوفاء بالتزاماته تجاه استحقاقات السلام مع الفلسطينيين.
وأضاف المصدر أن الجانبين الأميركي والإسرائيلي يتحدثان عن أفكار لترتيبات أمنية مثل وضع قوات دولية في منطقة الأغوار وعلى الشريط الحدودي بين الأردن والأراضي الفلسطينية مع وجود قوات إسرائيلية رمزية هناك وعدد آخر من إجراءات الثقة وتفكيك الجماعات المسلحة ووضع عدد من الإجراءات لمنع تهريب السلاح داخل الأراضي الفلسطينية، لكن مصر، وبالتنسيق مع الفلسطينيين، ترفض مثل هذه الأفكار، وترى أن حدود الدولة الفلسطينية لا بد من أن تكون وفق حدود ما قبل الخامس من حزيران 1967 ومع رفض وضع قوات إسرائيلية أياً كانت رمزيتها وعدم وضع قوات دولية إلا أنه يمكن نشر مراقبين دوليين، وأن تكون السيادة على الحدود للدولة الفلسطينية، وأن تكون هذه الحدود متواصلة مع جيران هذه الدولة من الدول الأخرى.
وكشف المصدر عن بعض الأفكار الإسرائيلية والمؤيدة أميركياً والتي منها قبول الفلسطينيين للوقف الموقت للنشاطات الاستيطانية ورسائل ضمان إسرائيلية وأميركية تلتزم فيها إسرائيل والولايات المتحدة استئناف المفاوضات لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة منزوعة السلاح بسيادة محدودة على الجو والبحر والحدود، وبحدود موقتة، وعلى مساحة تمثل 60 في المئة من الضفة وكل قطاع غزة، مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل واحتفاظها بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية ورفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل مع اعتماد الدول العربية إجراءات للتطبيع مع إسرائيل وإنهاء حالة العداء لها، ومن ثم إجراء بعض التعديلات على المبادرة العربية، وأن هذه القضايا سيتم بحث تفاصيلها في مفاوضات السلام المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح المصدر أن الجانب الأميركي في ضوء ما هو متوافر من معلومات لدينا، لا يزال في طور صياغة أفكاره، حيث يطرح أفكاراً من قبيل أن تبدأ المفاوضات وتستمر لمدة عامين تنتهي بتوقيع اتفاقية للسلام بين الجانبين ومع تقديم التزام أميركي، مؤكداً مبدأ حل الدولتين والوصول إلى سلام شامل وكامل بين الفلسطينيين وإسرائيل وكل الدول العربية المجاورة. أما في ما يتعلق بالقدس والأماكن المقدسة لأتباع الديانات الثلاث فترى الولايات المتحدة وجود مسؤولية مشتركة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بسيادة مشتركة على هذه الأماكن مع وضعها أيضاً تحت الحماية الدولية. وكشف المصدر أن الولايات المتحدة رفضت الأفكار الإسرائيلية القائلة بالتجميد الموقت لبعض النشاطات الاستيطانية واستثناء القدس من هذا القرار، وترى واشنطن أنه حتى مع التجميد الموقت والمحدود للنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية يمكن الدخول في مفاوضات الحل النهائي ووفق جدول زمني محدد وعلى الأسس ذاتها التي تقوم عليها هذه العملية.
وقال المصدر إنه لا يمكن القبول بما يسمى المشروع الأميركي - الإسرائيلي، ولا أتصور أن تقبل مصر بمثل هذا المشروع، غير أن مصر يمكن أن تتعايش مع طرح أميركي يعكس رغبات الطرفين ويحقق آمالهما، بما في ذلك استعادة الأرض وتحقيق الأمن، وإذا نجحنا في إقامة هذه المعادلة التي تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967، في مقابل توفير الأمن لإسرائيل، فأتصور أن يطلق ذلك عملية السلام. وشدد المصدر على رفض تعديل أو تغيير أي من بنود المبادرة العربية باعتبارها حزمة متوازنة ومتكاملة من الأطروحات المناسبة لإقرار السلام الدائم العادل والشامل في الشرق الأوسط.
ثلاثة سيناريوهات
وأوضح المصدر أن هناك سيناريوات عدة تتحرك في إطارها مصر، أولها هو إقناع الإدارة الأميركية برؤيتها قبيل إعلان الإدارة الأميركية مبادرتها لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط التي ستطالب بإطلاق مفاوضات فورية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية وفق مرجعيات واضحة للمفاوضات متمثلة في القرارات الدولية ذات الصلة التي تعترف بحل الدولتين على أساس حدود حزيران 1967 وفي إطار مبادئ مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، وأهمها مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية للسلام و"خريطة الطريق"، وما تم من إنجازه في المفاوضات التي تمت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي حال فشل هذا السيناريو، فإن مصر تدعم التوجه الفلسطيني للذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967 بهدف الحفاظ على خيار حل الدولتين، على اعتبار أنه خيار دولي. وفي حال فشل هذا الخيار، فإن مصر تدعم التوجه العربي الفلسطيني مدعوماً من دول حركة عدم الانحياز والذي يقضي بالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي مكمل للقرارين 242 و 338 وعلى أسس المرجعية الدولية ذات الصلة، بهدف كسب تأييد المجتمع الدولي لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك يمثل ضغطاً أقوى على إسرائيل والمجتمع الدولي.
وشدد المصدر في حديثه ل"الحياة"على أن هذه الخطط هي بالأساس أفكار فلسطينية تم تطويرها ودعمها مصرياً وعربياً لمواجهة المماطلة الإسرائيلية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وصل قبل شهور عدة إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 في حال إعلانها من طرف الفلسطينيين، ما يعني أن هذا الاعتراف الأميركي سيفضي مع اعترافات دولية أخرى إلى جعل الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية بمثابة وجود احتلالي غير قانوني ينطبق عليه ما ينطبق على غزو دولة لأخرى، الأمر الذي يمنح الفلسطينيين حق الدفاع المشروع عن النفس ويلغي الإجراءات الاستيطانية التي قامت بها إسرائيل، خصوصاً أن خطة فياض تحظى بتأييد فرنسا وبريطانيا والسويد وإسبانيا وتفهم أميركي ودعم عربي وإسلامي ومن حركة عدم الانحياز وأميركا الجنوبية والصين. وأكد المصدر أن قراراً من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن يؤدي إلى النتيجة ذاتها.
* كاتب مصري.
نشر في العدد: 17093 ت.م: 2010-01-21 ص: 21 ط: الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.