عندما انتهت عام 2006 حلقات مسلسل"ويل وغريس"، وقبلها بسنتين حلقات مسلسل"الأصدقاء"، بدا أن الجمهور الأميركي ليس مندفعاً نحو المسلسلات الكوميدية الكبيرة، وأن المزاج الشعبي الأميركي، يتجه أكثر الى مسلسلات التحري والجريمة التي كانت بدأت تحصد النجاحات منذ بدايات هذه الألفية. كذلك بدأت برامج تلفزيون الواقع وبرامج اكتشاف المواهب في تكريس مكانتها القوية في جدول برامج القنوات الأميركية، الأمر الذي أبعد السيتكوم من خطط إدارات هذه القنوات. فمن أصل 16 مسلسلاً كوميدياً كانت تعرض عام 1997 على قناة"إي بي سي"، لا يعرض الآن إلا أربعة مسلسلات فقط. ولأن القنوات الأميركية لم ترغب في أن تخاطر بكوميديا جديدة مستعجلة، اتجهت للاستثمار في مسلسلات التحري التي ظهر منها العشرات، ما أدى الى اختفاء مسلسلات السيتكوم الكبيرة في السنوات الأربع الأخيرة، في حين لم تحقق المسلسلات التي أنتجت في تلك السنوات إلا نجاحات محدودة، بقيت بعيدة من نجاحات لمسلسلات التسعينات الكوميدية، وبعيدة أيضاً من نجاحات السيتكوم في ثمانينات القرن العشرين. لكن الظروف الاقتصادية الصعبة، دفعت القنوات الى تغيير خططها. فهناك نحو 20 مسلسلاً كوميدياً ينتظر العرض في ربيع السنة المقبلة. بعض هذه الأعمال يتجه الى العائلة كلها، وهو أحد أهداف قناة"إي بي سي"الأميركية، كما أوضح مديرها في تصريح نشر على موقع القناة الإلكتروني، قال فيه إن الهدف هو أن تساعد هذه المسلسلات على لمّ شمل العائلة في أمسية مسلية لتنسى قليلاً مصاعب اليوم، والتي ترتبط غالبيتها بالمتاعب الاقتصادية، وحياة الأميركيين. ولا يخفي مدير شركة"سوني"للإنتاج السينمائي والتلفزيوني زاك فان امسبيرغ في حديثة لصحيفة"الولاياتالمتحدة اليوم"الجانب الاقتصادي من العودة الى إنتاج مسلسلات السيتكوم. ذلك أن كلفة إنتاجها أقل كثيراً من كلفة إنتاج مسلسلات التحري التي تقارب تكاليف إنتاجها احياناً، موازنات أفلام صغيرة. كذلك يساهم وجود الجمهور في الاستوديو أثناء التصوير في دفع جزء من تكاليف إنتاج مسلسلات السيتكوم. إذ من المعروف أن التلفزيونات الأميركية، توقفت تماماً عن استعمال طريقة وضع"الضحك"المسجل على أشرطة ليرافق النكات المقدمة في هذه المسلسلات، واستعاضت عنه بالجمهور الحي الذي عليه أن يدفع لحضور التصوير. ويتجه بعض المسلسلات الكوميدية المقبلة للاستفادة من شعبية نجوم صنعتهم مسلسلات سيتكوم سابقة. فنجمة مسلسل"الأصدقاء"كورتيني فوكس ستشارك في مسلسل"كوغار تاون"، كذلك يشترك بطل المسلسل الشهير"فريزر"، الممثل كيليسي غرامير في مسلسل"هانك". ومع هذه الأسماء، هناك أيضاً عشرات الممثلين الجدد بقصص جديدة أيضاً، مع أمل أن يحقق واحد من المسلسلات العشرين هذه رقماً يقترب من"نصف خمسين مليون مشاهد"، وهم الأميركيون الذين شاهدوا الحلقة الأخيرة من مسلسل"الأصدقاء". نشر في العدد: 16978 ت.م: 28-09-2009 ص: 34 ط: الرياض