رأى المصرف الأميركي غولدمان ساكس أمس ان استهلاك النفط العالمي يتعافى بسرعة تفوق ما ورد في تقديراته السابقة، وزاد توقعاته للطلب وأبقى ترجيحاته للأسعار كما هي. وشدد على ان الطلب الصيني على النفط ارتفع الى المستويات التي عرفها قبل الركود الاقتصادي العالمي في الربع الثالث من العام الماضي. ولفت المصرف إلى ان"المهم هو ان الاضرار الدائمة الناتجة من أزمة الائتمان أقل بكثير من توقعاتنا السابقة، ما يعني أننا نبدأ الانتعاش من قاعدة أعلى". وتوقع ان يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 85.106 مليون برميل يومياً في الربع الاخير من السنة، و 84.727 مليون برميل يومياً في المتوسط هذه السنة ككل، مقارنة ب 86.308 مليون برميل يومياً عام 2008 قبل ان يرتفع الى 86.405 مليون في 2010. وأبقى"غولدمان ساكس"توقعاته لسعر النفط من دون تغيير لأن ارتفاع الطلب سيقابله ارتفاع في العرض، خصوصاً من المنتجين في دول الاتحاد السوفياتي السابق. وتوقع ان يبلغ سعر عقود الخام الأميركي الآجلة 85 دولاراً للبرميل بحلول نهاية السنة و90 دولاراً في المتوسط عام 2010. لكنه رجّح ان ترتفع الاسعار لاحقاً بسبب انتعاش الطلب وتراجع الانتاج، كما توقع ان تواجه شركات أوروبية صعوبات في الحفاظ على مستوى الانتاج الحالي. لكنه استثنى"رويال داتش شل"الهولندية - البريطانية و"بي جي غروب"البريطانية و"شتات أويل هيدرو"النروجية اذ انها ستتمتع بأفضل معدلات نمو في الانتاج خلال السنوات الخمس المقبلة. وارتفعت أسعار النفط أمس فوق 66 دولاراً للبرميل بعد هبوطها في اليوم السابق الى أدنى مستوى في ثمانية أسابيع، غير ان المكاسب كانت محدودة بسبب الشكوك في قوة الانتعاش الاقتصادي وارتفاع مخزون الوقود. وقال محللون ان صعود النفط يرجع في شكل كبير الى عوامل فنية وأن العوامل الاساسية للطلب والعرض ما زالت ضعيفة ولا تظهر علامات تذكر على تحسنها. وازداد سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي 63 سنتاً للبرميل الى 66.52 دولار. وكان العقد انخفض 3.08 دولار، أي 4.47 في المئة الى 65.89 دولار عند التسوية أول من أمس، مسجلاً أدنى مستوى منذ أواخر تموز يوليو. وارتفع سعر عقود خام القياس الأوروبي مزيج"برنت"في لندن 77 سنتاً الى 65.59 دولار للبرميل. وأعلنت منظمة"أوبك"ان متوسط أسعار سلتها القياسية تراجع الى 65.12 دولار للبرميل أول من أمس.