تكبدت قيادة جماعة"باكو حرام"الإسلامية في نيجيريا أمس، الخسائر الأكبر منذ اشتبك مقاتلوها مع رجال الشرطة في أربع ولايات شمال البلاد الأحد الماضي، ما أسفر عن سقوط اكثر من 600 قتيل يُعتقد بأن غالبيتهم من أنصار الجماعة المتشددة. وغداة سقوط الرجل الثاني في الجماعة ابو بكر شيكاو خلال محاولته الفرار من معقل المتشددين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، قتل زعيم الجماعة محمد يوسف والحاج بوجي فاي المفوض السابق للشؤون الدينية في الولاية، والذي يُعتقد بأنه كان أحد مؤيدي"باكو حرام". ويذكر ان بورنو هي إحدى 12 ولاية من اصل 36 نجحت الحركة التي تعتمد مبادئ"طالبان"في تطبيق الشريعة الإسلامية فيها منذ تأسيسها عام 2004 ويطرح ذلك أسئلة حول مصير الحركة، بالتالي المعارك التي هدأت نسبياً في ولايات كانو ويوبي وبوتشي، لكنها ما زالت عنيفة في بورنو، تحديداً في عاصمتها مايدوغوري ومحيطها، ما يرجح استمرار المقاومة فيها في مواجهة الجيش المصمم على سحق فلول المقاتلين. وتحدث شهود عن نقل 23 جثة مضرجة بدماء حديثة العهد الى مركز قيادة الشرطة في مايدوغوري، فيما أكد الصليب الأحمر جمع اكثر من 200 جثة من شوارع المدينة، مشيراً الى ان"العملية متواصلة". ولم يستبعد محللون ان تؤجج انباء عن تصفية زعيم"باكو حرام"في مقر الشرطة، حيث أوقف من دون ان تظهر عليه آثار إصابات بعيارات نارية كما أفاد شهود، غضب أنصاره. ولاحظ هؤلاء المحللون أنه لا يمكن التكهن بقدرة مقاتلي يوسف على مواجهة القوات الحكومية المدججة بالسلاح، في وقت أخفى مقتله الحقائق الخاصة بعلاقة جماعته مع مجموعات خارجية مسلحة يمكن ان تزودها أسلحة، خصوصاً ان تقارير تحدثت أول من أمس عن مشاركة متشددين جاؤوا من تشاد والنيجير المحاذيتين للحدود مع نيجيريا، في القتال. واتهمت منظمة"هيومن رايتس ووتش"المعنية بحقوق الإنسان، عناصر الأمن النيجيرية بارتكاب"جريمة تعسفية"في حق يوسف، مطالبة السلطات بالتحقيق فيها باعتبارها"احتقاراً للقانون وانتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان". وكان ضابط في الشرطة كشف ان زعيم"طالبان"طلب العفو قبل إطلاق النار عليه. ونددت رابطة حقوق الإنسان في نيجيريا ب"إعدام يوسف من دون محاكمة"، وقال رئيسها شاماكي غاد بيتر:"ما مبرر قتل شخص فور توقيفه؟ كان يجب استجوابه لتفادي تكرار ما شهدناه". وردت وزيرة الإعلام النيجيرية دورا اكونيلي بأن مقتل يوسف"افضل حدث في بلادنا، بعدما تسبب في مقتل مئات خلال الأيام الماضية، وهدد بنقل العنف الى باقي ولايات الشمال". وشددت على أن"يوسف سار على نهج زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لذا يجب توجيه تحية الى قوات الأمن النيجيرية التي جنبت البلاد قتل المسلمين والمسيحيين". واكدت ان الحكومة ستبذل قصارى جهدها لضمان احترام حقوق الإنسان. نشر في العدد: 16920 ت.م: 01-08-2009 ص: الاولى ط: الرياض