ما قدمته المنطقة العربية للمدربين الأجانب يفوق مئات المرات ماقدمه هؤلاء المدربين للكرة العربية، فالشهرة والثروة والنجومية كلها جاءت لهؤلاء المدربين نتيجة العمل في المنطقة العربية، وأكبر مثال هو كارلوس البرتو الذي بدأ مدرباً للياقة البدنية في الإمارات وتدرج حتى نجح مع المنتخبات والفرق العربية، ثم أصبح مدرباً للمنتخب البرازيلي وحصل معه على كأس العالم، وارتفع سعره في عالم المدربين حتى أصبح الأعلى في وقت من الأوقات، وغيره الكثير من المدربين الذين حاولوا أن يقدموا كل جهد لإثبات وجودهم والنجاح، وعلى رغم أن الكثير منهم لم يوفق إلا أنهم على الأقل تركوا بصمة طيبة من ناحية السلوك والتعامل مع الأشخاص إلا شخصاً واحداً وهو مدرب الأهلي الأسبق مانويل جوزيه الذي كان مجهولاً قبل مجيئه إلى الاهلي، بل حتى بعد وصوله إلى مصر فقد خسر كل البطولات ولم ينجح سوى في الحصول على بطولة أفريقيا بهدف لسيد عبدالحفيظ جاءت بدعوات ملايين المصريين، مما جعل إدارة الأهلي تستغني عنه في نهاية الموسم، ولكن لسوء الحظ عانى الأهلي في الموسم التالي من تدن غير عادي في المستوى، ترتب عليه هزائم بالجملة وتراجع في النتائج، مما اضطرت معه وبناء على ضغط من بعض جماهير الأهلي لإعادة جوزيه من جديد لتدريب الفريق وقت أن كان يتولى تدريب فريق مغمور في البرتغال اسمه بلنسيس بقي في الدوري هناك بمعجزة، ويبدو أن الرجل كان قد فهم الخريطة وعرف من أين تؤكل الكتف فوطد علاقاته مع جماهير الأهلي بالكامل وعلى رأسها الالتراس كما يقولون، ليشكل عامل ضغط غير عادي على منظومة العمل الإداري في الأهلي، كما اشترط التعاقد مع عدد لامحدود من النجوم فانضم أبو تريكة وبركات والنحاس والشاطر واحمد فتحي وأكثر من عشرين لاعباً كلفوا خزينة الأهلي مئات الملايين من الجنيهات، وساعد الرجل سوء حال المنافس التقليدي الزمالك والذي انشغل بقضاياه الداخلية لسنوات طويلة، ناهيك عن الاستقرار غير العادي الذي يتمتع به النادي الأهلي، فلا تدخل في عمل مدرب ولاسماح لأي شخص أياً كان بالوصول إلى جهاز الكرة، والأكثر من ذلك أنها تغاضت عن الكثير من أخطائه وزلاته المتكررة عملاً بمبدأ عدم التدخل أو المساندة غير المحدودة لفريق الكرة والمتحدث على الإعلام المساند والمؤيد للنادي الأهلي لتبرير العديد من أخطاء الرجل السلوكية والتي زادت عن الحد ولكن كان لرجال الإعلام الدور الاكبر دائماً في صد الحملات عن مانويل جوزيه واستمرت مسيرته كلها في توتر بسبب تصريحات وتصرفات الرجل غير المعقولة، والتي لم نعتدها أبداً من أي مدرب وطئت قدمه مصر أو العالم العربي، بل ان بعض وسائل الإعلام كانت تروج لعقود وهمية في منطقة الخليج يتلقاها الرجل، وعلى رغم النفي المتكرر من كل الأندية التي تردد انها تفاوض الرجل إلا انها صممت على دفاعها عنه وتأكيد أخبار كاذبة، وحتى عندما حصل الرجل على جائزة أفضل مدرب في البرتغال لم يذكر اسم الأهلي أو مصر مرة واحدة، ونسي أو تناسى فضل مصر والأهلي عليه والتي جعلته مدرباً مشهوراً بعد أن كان مغموراً لا يعلم أحد عنه شيئاً بل أكثر من ذلك أن الرجل قبل أول عرض تلقاه للتدريب خارج مصر، وكانت المفاجأة أنه من انغولا، على رغم انه سبق وسرب أخباراً للصحافة بأنه مطلوب لتدريب المنتخب البرتغالي، وعلى رغم النفي المتكرر من جانب الاتحاد البرتغالي لكرة القدم إلا أن الرجل كان ينجح دائماً في إيصال رسالته للجماهير المتعصبة، والتي نجح بشدة بشتى الوسائل واحتمى كثيراً بها وأهمها أنه العامل الرئيسي في الانتصارات، وللأسف فقد ترك الأهلي صحراء قاحلة بعد قضى على آمال الصغار في اللعب للفريق الآول وحتى الصفقات التي طلبها بالاسم قضى عليها تماماً، ثم بعد ذلك كلها خرج علينا في حديث سافر بإحدى المجلات العربية تهكم فيها على مصر والمصريين والإعلام المصري، وهاجم الجميع بل انه أكد حديثه عندما حاول بعض أصدقائه تكذيبه في النهاية. أقول هذا هو رد الجميل لمصر والمصريين من جوزيه وأمثاله. [email protected] نشر في العدد: 16896 ت.م: 08-07-2009 ص: 25 ط: الرياض