عاد الشيخ احمد اليوسف الى الاتحاد الكويتي لكرة القدم ب "قرار دولي" وبتزكية من رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، رئيساً لثالثة اللجان الانتقالية، للاشراف على الاتحاد الذي فقد شرعيته بسبب استقالة 8 من اعضائه قبل اكثر من عامين. هذه العودة ستجعل من الرجل، الذي دخل الاتحاد للمرة الاولى في العام 1984، الشخصية الاكثر حضوراً على مسرح الاحداث، بتحديات جسام و"فرصة تاريخية" لن تتكرر، قد تجعله من "رموز" الرياضة الحقيقيين اذا استغلها جيداً. فبعد فشل اطراف الازمة المحليين الحكوميين والبرلمانيين والرياضيين، اللامع منهم وغير اللامع في اخراج مجتمع الرياضة من نفقه المظلم، يأتي تعيين اليوسف متزامناً مع تشكيل حكومي جديد تولى فيه الدكتور محمد العفاسي زمام الامور في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ما يعني ان الازمة تلعب هذه الايام باقدام "طازجة". واحقاقاً للحق، فان تعيين اليوسف على رأس اللجنة الانتقالية تأخر كثيراً، اذ كان على الاتحاد الدولي تعيينه وبعض زملائه الذين لم يستقيلوا من مجلس 2004-2008، لكن "اشتراط" الاتحاد الدولي في ذلك الوقت، عدم احقية اعضاء اللجنة الانتقالية بخوض "الانتخابات التكميلية" جعل اليوسف يرفض ترؤس الانتقالية الاولى، وهو ما كشفه في احدى الفضائيات مطلع العام الحالي. المراهنة على "تاريخ" الرجل في الاتحاد ستكون خاسرة، لكن "مستقبله" هو ما يستحق المغامرة، في اعقاب انحسار الخيارات بعد ان جرب 3 وزراء وبرلمانيان اثنان و13 عضواً "انتقالياً" حظوظهم في حل الازمة! ولذلك فاليوسف يستحق "الدعم" الحقيقي والتشجيع في هذه الفترة، فلربما يكون الفرج على يديه، ولربما تكون الاشهر ال "30" التي غاب فيها عن الاتحاد، اصلحت من ادائه الكثير... لما لا؟ فقد ينجز اليوسف ما عجز "كل اولئك الانتقاليين" عنه! الامر الذي يجب ان يأخذه اليوسف في الاعتبار ضرورة الاستفادة من تجارب اللجنة الانتقالية الثانية، التي ضمت 4 دوليين مسحوا آخر ارصدتهم عند محبيهم، بعد ان كشفت الاشهر الخمسة الماضية ثقوباً كثيرة في ادائهم الاداري، جعلتهم يظهرون في شكل "يثير الشفقة" لأنهم قبلوا وسلفهم من اعضاء اللجنة الانتقالية الاولى بتحول مكاتب الاتحاد الى محطة ترانزيت لكل المكاتبات من والى الاتحاد الدولي، ولأنهم ترددوا في اتخاذ المواقف حتى قبل يوم واحد من التشكيل الاخير للجنة. الانتقالية الثالثة مرشحة للاستمرار بضعة أشهر قد تمتد الى اكثر من عام، والامر مرتبط بمدى قدرة الوزير العفاسي ترأس لسنوات مجلس القضاء العسكري برتبة لواء في اظهار شيء مما اكتسبه في حياته العسكرية والقضائية، وفعل ما لم يفعله اسلافه في حسم الصراع، واستيعابه لتجاربهم، وادراكه ان مبدأ "لا غالب ولا مغلوب" الذي حاول اسلافه تطبيقه ما هو الا مضيعة للوقت. قليل من الحسم من الوزير العفاسي واستثمار لعلاقة اليوسف المميزة في هذه الفترة مع محمد بن همام كفيلان بطي الصفحة "نهائياً". كلمة اخيرة لما لا؟ قد يكون الفرج على يدي اليوسف. [email protected] نشر في العدد: 16865 ت.م: 07-06-2009 ص: 29 ط: الرياض