أكد مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي ان الكساد يخف، وتوقع ان يحافظ الاقتصاد الأميركي الضعيف على وضع الأسعار تحت السيطرة على رغم تصاعد المخاوف في صفوف المحللين والمستثمرين من ان تلهب التضخم تريليونات الدولارات التي ضخّتها الحكومة الفيديرالية في النظام المالي وقطاعات اقتصادية مختلفة منذ أيلول سبتمبر الماضي لدى اندلاع أزمة المال الأميركية التي سرعان ما تحولت إلى أزمة اقتصاد عالمية. وأسقط المجلس عبارة استخدمها في بيانه السابق في نيسان ابريل حذر فيها من ان التضخم قد يأتي دون المستويات المرغوبة، ما اعتُبر إشارة إلى قلق مسؤولي المجلس من انكماش أسعار محتمل. وبعد اجتماع استمر يومين قرر خلاله واضعو السياسة النقدية في المجلس، إبقاء معدلات الفائدة عند مستوى تاريخي منخفض يقترب من الصفر، قالوا في بيان صدر ليل أول من أمس ان"حركة الانكماش الاقتصادي آخذة في التباطؤ"وإن أحوال الأسواق المالية"تحسنت بصفة عامة في الشهور الأخيرة". وشدد المجتمعون برئاسة رئيس المجلس بن برنانكي على ان إجراءات المجلس، وهو بمثابة المصرف المركزي الأميركي، إلى جانب سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما الهادفة إلى خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي تساهم في"عودة تدريجية"إلى النمو الاقتصادي. وأضافت اللجنة الفيديرالية للسوق المفتوحة في المجلس أنها قررت ابقاء أسعار الفائدة لأجل ليلة واحدة في نطاق صفر إلى 0.25 في المئة، وهو المستوى الذي بلغته في كانون الأول ديسمبر الماضي، وشددت مجدداً على ان الانخفاض الاستثنائي قد يستمر لبعض الوقت. ومع تراجع السعر القياسي لفائدة الإقراض بين المصارف إلى الصفر، تحول تركيز المركزي الأميركي إلى خفض سائر أكلاف الاقتراض عن طريق شراء ديون ترتبط برهون عقارية وسندات الحكومة الأميركية. وشدد البيان على تعهد سابق للجنة بشراء ما قيمته 1.45 تريليون دولار من السندات المرتبطة برهون عقارية بحلول نهاية السنة و300 بليون دولار من سندات حكومية أميركية بعيدة الأجل بحلول فصل الخريف وهو القرار الذي توقعته أسواق المال على نطاق واسع. ولم يشهد سعر الدولار تغيراً يذكر أمس بعد بيان مجلس الاحتياط الفيديرالي. وارتفع سعر الفرنك السويسري قليلاً أمام اليورو والدولار، معوضاً بعض خسائره بعد ان تردد ان المصرف المركزي السويسري باع الفرنك أول من أمس للحد من قوته، لكنه ظل عند مستوى أضعف من الذي تردد ان المصرف تدخل عنده. وتراجع اليورو عن أعلى مستوياته في أسبوعين الذي سجله أول من أمس بعد طلب قوي على طرح المركزي الأوروبي لقروض مدتها سنة. وقال محللون ان الدولار سيتدعم، لأن بيان المركزي الأميركي لم يشر إلى خطط لتصعيد اجراءات التيسير الكمي للسياسة النقدية التي يرى لاعبون في السوق أنها تشكل ضغوط خفض على الدولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 80.610 منتعشاً بعد هبوطه في التعاملات المبكرة ومبتعداً عن أدنى مستوياته في أسبوعين. ولم يشهد اليورو تغييراً يُذكر وسجل 1.3940 دولار وهو مستوى أقل من 1.4139 دولار الذي بلغه أول من أمس قبيل إعلان مجلس الاحتياط الفيديرالي. وانخفض الدولار 0.2 في المئة إلى 1.0955 فرنك سويسري وظل أعلى بكثير من مستوى 1.0629 فرنك بلغه أول من أمس. وتحدد سعر أونصة الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 934.25 دولار، ارتفاعاً من 933.50 دولار في جلسة القطع السابقة في لندن، وكان السعر آخذاً في الارتفاع. نشر في العدد: 16884 ت.م: 26-06-2009 ص: 19 ط: الرياض