عدد المجلة الذي تحملونه بين أيديكم الآن وتقرأونه - وهو العدد الأول من صيغة"نيوزويك"الجديدة والمستأنفة - مثال على جهودنا في سبيل انجاز مقالات تتناول موضوعات مبتكرة، وطرح أفكار تثير الجدل من غير انحياز متحزب، ومعالجة آراء تستكشف طرقاً غير مسلوكة. ونحن على يقين من أن الأخبار الجديرة بالانتباه والمتابعة لا تفوتكم، ولسنا ندعي اننا مرشدكم في فوضى عصر المعلومات. وربما أنتم مثلنا، لا تحتاجون الى مرشد أو دليل. وما في وسعنا أن نعد به هو ثمرة عمل دقيق وصبور يتوخى الكشف عن الحقائق المتجددة، ويدعوكم الى التفكير فيها من غير التقيد بأساليب أو مناهج ثابتة وجامدة. وعلى خلاف التوقعات، قد تكون الصحيفة الأسبوعية وسيلة مجدية ومثمرة في عالم تحكمه وتيرة رقمية، وشبكة الانترنت تضطلع، من غير شك، بدور سبق أن اضطلعت به على خير وجه الصحافة المكتوبة، وهو تلبية الحاجة الى العناوين والآراء والتحليلات السريعة. ومنذ وقت غير قصير ألزمت صحف كثيرة على الاقتداء بمجلات الخبر التقليدية، والاحتذاء عليها. وتنشر مجلات الخبر هذه تقارير طويلة، وتتناول الأخبار في سياق مديد وعريض، والحق ان اضطرارها الى القيام بهذه المهمة يومياً حمل ثقيل. فالمعالجة المتبصرة والمتوازنة لا تؤتى في ساعات قليلة. ونحن نرى أن على"نيوزويك"توفير مضمون فكري مقنع في اخراج بصري ومرئي غني، وعلى مثال الدوريات الشهرية الكبيرة والقديمة، وأولها"إسكواير"التي تولى هارولد هايز الإشراف عليها، أو"هاربرز"في عهدة ناشرها ويلي موريس. و"نيوزويك"الجديدة تنشر صنفين من المقالات: الأول هو المراسلات السردية أو المقالات التي تتناول الآراء والأفكار الجديدة والوقائع الطارئة، وتعالج قضايا مهمة تستوقف النظر والتفكير. والصنف الثاني مقالات جدلية، ومناقشات تميل الى الاحتجاج لرأي أو موقف، وتتوسل بالدليل والمنطق. وأما ضحية الصيغة الجديدة، أو ما ننوي الاستغناء عنه، فهو المقالات الإخبارية، على رغم تضمنها تفاصيل جديدة، قد لا يكون يسيراً الحصول عليها. ولا تزيدنا علماً، فهل نتعقب حوادث قيد الحصول؟ من غير شك، ولكن بحسب معايير صارمة أولها معيار الجدة في الجدال. فنحن سنتناول انفجار العنف في الشرق الأوسط إذا أيقنا أن كتابتنا وصورنا ومعالجتنا لا تقتصر على تكرار المعروف والمألوف. ونحن أعدنا النظر في تصميم المجلة. وهي تحتوي أربعة أقسام كبيرة:"تحت المجهر"وهو جملة مقالات قصيرة بينها تفحص العبرة السائرة من الحوادث ومؤشر السخط، و"آراء"ويكتبه كتاب الأعمدة، و"محاور"وهو مقالات طويلة، و"ثقافة". ويختتم المجلة مقال تصويري بعنوان"خفايا"، وهو في مثابة تشريح عيني أو تعليل وافٍ لمسألة مهمة أو ظاهرة تستحوذ على الفضول. وفي المقابلة مع الرئيس أوباما، على متن طائرة الرئاسة، نوَّه الرئيس بأحد الدروس البارزة التي قال إنه تعلمها في حملته الانتخابية وفي الأشهر الأولى من ولايته. فقال إن الأميركيين"لا يقبلون التعليلات والشروح المعقدة وحسب بل هم يتوقون اليها، ولا ينصرفون بوجوههم عن الإقرار بتعقيد المشكلات. وأظن أن أحد الأخطاء المتداولة في واشنطن والغالبة هو الزعم أنه يجب تبسيط الأمور ليتسنى للجمهور فهمها". ونحن نوافقه الرأي. * ناشر المجلة وكاتب افتتاحيتها العامة، عن"نيوزويك"الأميركية، 26 /5/ 2009 إعداد وضاح شرارة نشر في العدد: 16854 ت.م: 27-05-2009 ص: 29 ط: الرياض